كيف يقود حمزة بيغ المسيرة نحو أكبر ثورة أتمتة في العالم؟
جدول المحتويات
لكل جيل لحظة حاسمة يبلغ فيها منطقة الإنهاك القصوى. وبالنسبة لهذا الجيل بالتحديد، تتجسد هذه اللحظة في إيقاع العمل المُنهِك، والرسائل الإلكترونية التي لا تتوقف، والإشعارات المتدفقة، والضغط المتزايد للتواجد المستمر. ففي مكان ما بين الطموح والإجهاد، أضاع ملايين رواد الأعمال وأصحاب الشركات جوهر الحرية التي سعوا لتحقيقها من خلال مسارهم المهني.
حمزة بيغ، مؤسس هكسونا سيستمز“Hexona Systems“ ومنصة حمزة للأتمتة “Hamza Automates“، يدرك هذا الشعور أكثر من أي شخص آخر. لسنوات، عاش هو نفسه تلك الفوضى الرقمية العارمة، متقاطعاً بين إدارة المشاريع والعملاء والأنظمة التي كانت تعد بالإنتاجية، لكنها كانت توصل إلى الإنهاك الوظيفي. حتى توصل إلى الإدراك الذي غيّر مفهومه بالكامل: لم تكن التكنولوجيا هي الخصم. بل كانت المشكلة تكمن في آلية استخدام البشر لها.
ويختتم حمزة حديثه قائلاً: “نحن نقضي حياتنا في محاولة لكسب الوقت، ولكن نادراً ما نتوقف لنتساءل: ما هو الهدف الذي نُوفّر هذا الوقت لأجله؟
حين تتحول الإنتاجية إلى إرهاق، يُصبح الإنجاز استنزافاً.
يتذكر حمزة تلك الأيام التي تلاشت فيها الحدود بين العمل والحياة الشخصية. كانت صباحاته تستهل بمراجعة لوحات البيانات (Dashboards)، وتنتهي لياليه بسباق مع المواعيد النهائية؛ وفي خضم هذا كله، تلاشت تماماً روح الإبداع. هذه هي حكاية الملايين من أصحاب الأعمال الصغيرة الذين يطمحون للنمو، لكنهم يجدون أنفسهم مقيدين بمهام روتينية مُتكرّرة لا تنتهي. الرد على سيل الرسائل. تحديث قوائم البيانات باستمرار. وملاحقة كل عميل محتمل بشكل شخصي. كان المتوقع أن تكون التكنولوجيا خير عون. لكنها للأسف، زادت من السرعة دون أن تقلل من الصعوبة. هنا، بدأ حمزة يطرح تساؤلاً جوهرياً: ماذا لو استطاعت الأتمتة أن تمنحنا راحة البال بدلاً من أن تضيف إلينا ضغوطاً جديدة؟ ماذا لو تمكّنا من إعادة هندسة الأدوات التي أغرقت الناس بالعمل، لتعيد إليهم صفاء الذهن؟ هذا التساؤل تحوّل إلى النواة المؤسسة لشركة هكسونا سيستمز “Hamza Automates”. تعمل الشركة اليوم عبر ست قارات، لتساعد الشركات والوكالات والمبدعين على أتمتة المهام الروتينية التي تكبّل حركتهم، حتى يتمكنوا أخيراً من التفرغ لما يحقق لهم النمو الفعلي.
تطوير منظومات لتحرير الإمكانات البشرية
لم تنطلق شركة هكسونا سيستمز بتمويل ضخم أو بضجيج إعلامي صاخب. بل كانت البداية عبارة عن تجارب مُركّزة، تتمثل في مسارات عمل بسيطة أنشأها حمزة لمعالجة معوقات سير العمل الشخصية لديه.
ومع مرور الزمن، تحوّلت تلك التجارب إلى منظومات متكاملة، وباتت هذه المنظومات بمثابة هيكل استراتيجي يستفيد منه الآلاف الآن.
في الوقت الراهن، تمنح هكسونا سيستمز “Hamza Automates” الدعم لشركات في مختلف القطاعات، حيث تعمل على أتمتة مهام حيوية مثل استقطاب العملاء المحتملين، وإدارة التواصل معهم، ورفع التقارير، كل ذلك بضمان الحفاظ على الجودة البشرية. وفوق هذا النجاح، أنشأ حمزة كياناً أكبر: مجتمعاً تفاعلياً.
يجمع مجتمعه على منصة Skool تحت اسم “Hamza Automates Skool Community” أكثر من 40,000 شخص يتعلمون كيفية تحويل الأتمتة إلى مفتاح للتحرر. ويحظى الأعضاء بداخله بوصول مباشر إلى قوالب عملية، ومسارات عمل ذات كفاءة مُثبتة، وتوجيهات تفصيلية تجعل الأتمتة سهلة الاستيعاب وغير مُربكة.
كما يعقد حمزة أسبوعياً جلسات إرشاد مباشر يناقش فيها المشكلات الجوهرية التي تواجه كل رائد أعمال، مثل آليات تسعير الخدمات بذكاء، وكيفية تجنب التدخل المفرط في الإدارة، وتصميم الأنظمة لتبقى تعمل بكفاءة حتى في غياب الرقابة المباشرة.
ويُلخص رؤيته بالقول: “الأتمتة ليست لإستبدال الكوادر البشرية. بل هي لتمكينهم من التفرغ لما يختص به الإنسان: الإبداع، والتواصل الفعّال، وبناء القيمة.”
القصة التي غيّرت الموازين
إحدى أبرز القصص التي شاركها حمزة تتعلق بمركز لرعاية الأطفال كان يغرق تحت وطأة ضغط الطلب الهائل.
في كل شهر، كان مئات الآباء والأمهات يتوافدون بالرسائل عبر تطبيقات WhatsApp و Instagram والموقع الإلكتروني، وغالباً ما يصلون متأخرين ليلاً. لم يكن الموظفون قادرين على مواكبة هذا الكم، فكانت الردود متأخرة وتضيع العديد من فرص الحجز. كانت المنشأة تخسر ما يقارب 30,000 دولار شهرياً، ليس لنقص في قاعدة العملاء، بل لغياب المنظومات التشغيلية الفعّالة.
هنا، تدخلت «هكسونا سيستمز». باستخدام تقنيات ChatGPT و n8n و Twilio شيّد فريق حمزة نظام تواصل موحّد يربط كل المدخلات، من الرسائل إلى الحجوزات وصولاً إلى إرسال التذكيرات.
بدأ المساعد المعتمد على الذكاء الاصطناعي بالاستجابة الفورية، وأجاب عن استفسارات الرسوم والجداول الزمنية، بل وتكفّل بحجز الجولات التعريفية تلقائياً عبر Google Calendar.
في غضون 60 يوماً، ارتفعت نسب التسجيل بنسبة 45%، وحققت الإيرادات نمواً بمقدار 80,000 دولار، وحصل الموظفون أخيراً على الوقت الكافي للتركيز على القيمة الحقيقية لعملهم: رعاية الأطفال والتواصل الهادف مع الآباء. لم تكن الأتمتة بديلاً عنهم. بل جعلتهم أكثر إنتاجية وحضوراً.
من المبادرة الشخصية إلى التأثير الدولي
ما بدأ كمسعى فردي تحوّل اليوم إلى حركة عالمية مؤثرة.
تخدم هكسونا سيستمز“Hexona Systems” التابعة لحمزة الآن العملاء والشركاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تعمل التحولات الرقمية في دول مثل المملكة العربية السعودية ودبي على إعادة تشكيل طبيعة عمل الشركات.
إن رواد الأعمال في هذه الأسواق تواقون لتبني الأتمتة، ليس باعتبارها ميزة تكميلية، بل كـمتطلب استراتيجي لا غنى عنه. وهنا يجد مبدأ حمزة صدى عميقاً: طور منظومات تدعم الطاقات البشرية، لا منظومات تقيدها.
مجتمع يشهد نمواً متواصلاً.
يتجاوز تأثير حمزة نطاق قاعات مجالس الإدارة، ويتواصل عبر YouTube و Instagram و LinkedIn حيث يتابع محتواه أكثر من 135,000 شخص. لكن طموحه لا يكمن في الانتشار والشهرة المؤقته، بل في تقديم القيمة الملموسة.
يركز كل مقطع مرئي ومنشور ودليل عمل يقدمه على التحديات الأساسية التي تواجه أصحاب الأعمال: كيفية إطلاق أولى عمليات الأتمتة لديهم، وكيفية توفير ثلاث ساعات يومياً باستخدام مسار عمل بسيط، وكيفية استعادة الطابع الإنساني لاستخدام التكنولوجيا.
تحافظ نبرته على أصالتها وسهولة الوصول إليها. لا مصطلحات ضبابية. لا وعود خيالية. إنما هي دروس مستخلصة من الخبرة ومنظومات عملية يمكن تطبيقها من قِبل الجميع.
وكثيراً ما يؤكد حمزة: “التحرر لا ينبع من تقليص الجهد المبذول. بل يتحقق من خلال هندسة منظومات أفضل، في العمل، وفي المهام الوظيفية، وفي شؤون الحياة.”
ما الذي يجعل هذه الرؤية مختلفة؟
الأتمتة، في قاموس حمزة، ليست مجرد برمجيات؛ بل هي جوهر إدارة الطاقة البشرية.
إنه يساند جيلاً كاملاً من رواد الأعمال وأصحاب الشركات على تنظيم جداولهم الزمنية بناءً على الأولوية المُتعمّدة، وليس استجابةً للتشتيت المستمر. لذا نثبت هكسونا سيستمز “Hexona Systems” ومؤسسة حمزة للأتمتة، أن الكفاءة التشغيلية والنهج المرتكز على الإنسان يمكن أن يتجانسا.
كل عملية أتمتة يتم بناؤها بإشرافه تمثل انتصاراً هادئاً، يمنح الفرد ساعة من السكينة، أو عطلة نهاية أسبوع مع العائلة، أو المجال الإدراكي اللازم للعودة إلى الإبداع.
عبر ست قارات، من الاستوديوهات الناشئة إلى المؤسسات الكبرى المتسارعة النمو، تحمل أعمال حمزة بيغ الرسالة الواضحة ذاتها: التكنولوجيا ليست موجودة لكي تشغل مكانك. بل هي هنا لتعيد إليك أغلى ما تملك: وقتك.






































