كيف نرتقي بمستوى الذوق العام
جدول المحتويات
كيف نرتقي بمستوى الذوق العام؟ يمثّل الذوق العام أحد الصّفات التّي تميّز الشّخص عن غيره، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأخلاق الحميدة، فتنعكس آثاره الرّائعة على سلوكيات الأفراد وتعاملهم مع بعضهم البعض، حيث تتجلى الأخلاق بشكلٍ واضحٍ في تصرفات الفرد مع الآخرين. وقد تفتقر بعض المجتمعات إلى الذوق العام، فينتهج أفرادها سلوكيات مسيئة تتمثل في عدم احترام الآخرين، وتعرضهم للإهانة والأذى النفسي. مما يؤدي إلى وجود شرخ كبير في العلاقة بين أفراد المجتمع، وتكون النتائج غير مرضية. وسنتعرف في موقع المرجع على معنى الذوق العام، وكيف نرتقي بمستوى الذوق العام.
معنى الذوق العام
لدى كل إنسان مجموعة من الصفات الخلقيّة التي تميّزه عن غيره وتُنظّم أفعاله، وتضفي عليها جمالًا وتميّزًا لصاحبها. وصفة الذوق هي واحدة من تلك الخصائص المرغوب توفرها لدى الإنسان عند تعامله مع نفسه ومع الآخرين أيضا، كأن يراعي الإنسان الأدب، ويلتزم بالمعايير الأخلاقية العامة للمجتمع، ويراعي ظروف الآخرين. فضلًا عن الحرص على مراعاة خصوصيات الناس.
شاهد أيضًا: بحث عن الذوق العام كامل
مجالات تطبيق الذوق العام
من الممكن تطبيق الذوق العام في الكثير من المجالات في الحياة، نذكر منها:
- جمال الروح: أو ما يسمى بالجّمال الدّاخلي ويشمل التّحلي بصفاتٍ عديدةٍ منها التّسامح، التّعاون، العفو، التّواضع، الحياء. والكثير من الصّفات المحمودة الأخرى.
- جَمال الجّسد: ويكون بالحفاظ على جماله ونظافته واختيار المناسب من الثياب، كما يشمل الحرص على الوقاية من الأمراض حفاظًا على سلامة الجسد، والمسارعة إلى العلاج في حال المرض أيضا.
- جمال البيئة: ويشمل هذا المجال من الذّوق البيئة الخارجيّة المحيطة بالإنسان التّي يعيش فيها ويؤثر ويتأثر فيها، ويقع على عاتقه حمايتها والمحافظة عليها. بالإضافة إلى البيئة الدّاخلية والمقصود بها البيت وما يتعلق بنظافته وترتيبه.
- جمال الطباع: ينبع من عبادة الله تعالى وامتثال أوامره، كما ويشمل الابتعاد عن نواهيه والتّأدب بالخلق الجميل والحسن، ومصاحبة أصدقاء الخير والابتعاد عن أصحاب السّوء. كما أنّ إفشاء السّلام بين جميع المسلمين يعد من الذوق العام.
كيف نرتقي بمستوى الذوق العام
تعاني أغلب المجتمعات من ضعف الذوق العام، ومنها المجتمعات العربيّة، حيث بات موضوع أسباب هذا التّدني في الذوق العام من المواضيع التّي تشغل بال القائمين على هذه المجتمعات. فنلاحظ قلّة في المظاهر العامة التّي نردها إلى الذوق العام، وهذا مؤشر خطير يدلُّ على تدني الأخلاق في المجتمع. ولابدّ من العمل على إعادة هذه المظاهر لتصبح عادةً وسلوكًا لدى الأشخاص، ومن الطّرائق التّي تساعد على إعادتها:[1]
- قراءة القرآن الكريم والتّدبر في معانيه وأحكامه، فلا يخفى على أحد الآداب والسّلوكيات الحسنة التّي يدعونا إليها القرآن الكريم، والتّي تهدف لغاية واحدة وهي التّحلي بالأخلاق السّاميّة.
- العمل بالسنّة النبويّة والتّعرف على مواقف الرسول وتصرفاته، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة التّي يُحتذى بها كمثال وخير صورة للذوق العام.
- قراءة قصص الصّحابة وسيرتهم رضي الله عنهم.
- الإبقاء والتّمسك بكلّ ما هو أصيل ومحمود من العادات والتّقاليد، وتوريثها عبر الأجيال لما تحمله من معايير سلوكيّة تعمل على الرّقي بمستوى الذّوق العام.
آثار الارتقاء بالذّوق العام في المجتمع
يطرح الارتقاء بالذّوق العام بثماره على المجتمع ككل بشكلٍ إيجابي، كما يخلّف آثارًا جيّدةً لدى النّاس، ومن هذه الآثار:
- نيل رضى ومحبّة الله عزّ وجل في القول والفعل والفوز بالجنة.
- التّحلي بقوة الإيمان وتوطيدها في نفس المسلم.
- الشّعور بالسكينة والطمأنينة والاتزان النفسي والسّلوكي.
- العيش في بيئة جميلة، وأجساد نظيفة طاهرة.
- كما أنّها تكسب الشّخص محبّة واحترام النّاس.
- ترابط المجتمع، وتماسكه، وانتشار الألفة فيما بين أبنائه.
- ازدهار المجتمع وتقدمه في مختلف مجالات وميادين الحياة.
اقرأ أيضًا: اذاعة مدرسية عن الذوق العام
مفهوم الذوق العام في الإسلام
وصف الله عزّ وجل حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بأنّه صاحب الذّوق العام والخلق العظيم فقال سبحانه وتعالى: “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ”[2].
ومن هنا انطلقت الشّريعة الإسلاميّة بإيضاح بعضاً من الوسائل التي يمكن من خلال اتباعها والتّمسك بها الارتقاء بالذوق العام. والتّي تتمثل في التّالي:[3]
- التّأدب والتّراحم مع الجيران: أوصى الرسول صلّى الله عليه وسلّم المسلم بجارهِ المسلم، وأمر بالإحسان إليه، ومعاملته معاملة حسنة، والابتعاد عن كل ما يؤذيه أو يتسبب بإزعاجه.
- إماطة الأذى عن الطّريق: ويشمل أيضًا عدم إلقاء أي شيء من شأنه أن يتسبب بالأذى للأشخاص الآخرين.
- الامتناع عن رفع الأصوات في الطّرقات: وهو ما يعرف بالالتزام بآداب الطريق، ومن مظاهره عدم استخدام أبواق السّيارات إلا في حالات الضرورة وفي الأوقات المسموح باستخدامها. لما يترتب على استخدامها المفرط بدون وجود سبب إزعاجًا كبيرًا للنّاس.
أسباب ضعف الذوق العام في المجتمع
يوجد العديد من الأسباب التّي يرجع إليها ضعف الذوق العام في المجتمع، ومن أبرز هذه الأسباب:
- غياب القدوة الحسنة: تعتبر القدوة الحسنة من أهم المحفزات الاجتماعيّة التّي تُلزم الشّخص بمبادئ الذوق العام، وفي حالة غياب القدوة الحسنة. وظهور بعض الأشخاص من ذوي السّمعة السّيئة، سيؤدي ذلك إلى انحلال أخلاق الأشخاص وانحدار المجتمع نحو القاع.
- التّربية الخاطئة: في حال أنّ الشّخص تلقى تربيةً خاطئةً، ومبادئ أساسيّة سيّئة. فإنّ ذلك سيؤدي بالضّرورة إلى أن يصبح شخصًا غير مراعيًا لمبادئ الذّوق العام، بل قد يفعل عكسه تمامًا، ويرى أيضا أنّ أبسط الأمور الذّوقية غريبة عنه، ولا يمكنه القيام بها.
- نقص التّوعية: على الرّغم من ازدياد وسائل التّواصل الاجتماعي، وتنوّع الوسائل الإعلاميّة، إلّا أنّ هناك افتقار شديد لحملات التّوعية بالقيم والأخلاق الحميدة التّي يجب أن تنتشر في المجتمع. بل أصبحت بعض هذه الوسائل تنتهج نشر القيم والسّلوكيات السّلبية التيّ تحرض على التّكبر وعدم احترام الآخرين.
مظاهر انعدام الذوق العام
يوجد الكثير من المظاهر التّي تعتبر مؤشرًا على انعدام الذّوق العام في المجتمع، ومن أبرز هذه المظاهر:
- عدم الالتزام بقيم ومبادئ وتعاليم المجتمع.
- قلّة احترام الآخرين، وعدم الاهتمام باحتياجاتهم.
- السّخرية من الأشخاص المحيطين بسبب الاختلاف الحاصل بين النّاس، سواء اختلاف لون البشرة أو الديانة أو حتّى وزن وشكل الجسم.
- الافتقاد لإلقاء السّلام على الآخرين، أو عدم الإصغاء لحديثهم أو فقدان الرّغبة في التواصل معهم.
- انتشار الأنانيّة وعدم الاعتراف للآخرين بالذنب.
- كما أنّ ارتفاع الصوت عند الحديث مع الآخرين وخاصةً أثناء الغضب يعتبر مظهرًا من مظاهر انعدام الذوق العام.
- التدخل في الحياة الشّخصية دون رغبة الطّرف الآخر.
- معاملة كبار السن بصورة سيئة وأسلوب غير راقٍ.
إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي شرحنا فيه كيف نرتقي بمستوى الذوق العام، وانتقلنا عبر سطوره وفقراته للتعريف بظاهرة الذوق العام ومجالات تطبيقه في الحياة، وآثار الارتقاء بالذوق العام على المجتمع، بالإضافة إلى أسباب ومظاهر انعدامه في المجتمع.
المراجع
- ammonnews.net , نحو تشريعات وطنية للذوق العام , 14/11/2021
- سورة القلم , الآية 4
- alukah.net , الإسلام.. دين الذوق والرقي والحضارة , 14/11/2021
التعليقات