تعد النصيحة عملاً من أعمال

تعد النصيحة عملاً من أعمال. جعل الإسلام النّصيحة حقًا من حقوق المسلم على أخيه، وخصّها بمكانةٍ عاليةٍ، فرتّب الشّرع عليها الأجر والثواب، وقد دلّت النّصوص الشرعية من الكتاب والسنّة على وجوب التناصح بين المسلمين والتعاون بينهم؛ فحثّت على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ومن خلال السطور القادمة على موقع المرجع سنتعرف على معنى النصيحة وما هي آداب تقديم النّصائح في الإسلام.

معنى النصيحة

النصيحة هي إرادة الخير للمنصوح، بفعل ما ينفعه أو ترك ما يضره أو تعليمه ما يجهله ونحوها من وجوه الخير، ولهذا سماها النبي ديناً (الدين النصيحة)، وجعلها من حقوق المسلمين فيما بينهم (حق المسلم على المسلم ست ومنها: وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ) رواه مسلم. وبايع بعض صحابته على النصح لكل مسلم قال جرير (بايعت رسول الله على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم).[1]

شاهد أيضًا: اي المواقف الاتيه تناسب محتوى نصيحة الاب

تعد النصيحة عملاً من أعمال

إنّ للنّصيحة ضوابط وآدابٌ ينبغي مراعاتها، كما أنّ لها آثارًا إيجابيَّةً تعود على كلا النّاصح والمنصوح، بل وعلى المجتمع بأكمله بالخير والنفع، وتعتبر النصيحة عملًا من أعمال:

• القلب واللسان والجوارح.

شاهد أيضًا: نصيحه عن التنمر

آداب النصيحة في الإسلام

للنصيحة آداب ينبغي للناصح مراعاتها والتحلي بها، فيما يلي ذكر وبيان جملةٍ منها:[2]

• تجنّب النصيحة أمام النّاس وذلك حتى تكون أكثر قبولً، إذ إنّ النصيحة أمام الناس تكون كنوعٍ من التوبيخ، وإحراج المنصوح، وهذا أمرٌ غير مقبولٍ.
• مراعاة النّصح برفقٍ ولين فلا بدّ من أن تكون النّصيحة بأسلوبٍ تظهر فيه المودَّة والرأفة؛ ما يجعل المنصوح أكثر قبولًا لها.
• أن يكون القصد بالنصيحة الخير والصلاح فليس المقصود من النصيحة مجرد الكلام والنقد أو إحراج المنصوح، أو التعييب عليه بأخطائه، فالنصيحة حتى تكون مقبولة لا بدّ لها من أن تكون خالصةً لوجه الله تعالى.
• تحلي الناصح بالصّبر فينبغي للناصح أن يكون متخلِّقًا بالأخلاق الحسنة، فيكون صبورًا في تحمّل عواقب نصيحته، فقد يتعرض للشتيمة أو التوبيخ أو ما شابه، فعليه الصبر وألّا يردّ الإساءة بمثلها.
• علم الناصح وعمله بما ينصح وذلك حتى تكون النصيحة على الشكل الصحيح وتؤتي ثمارها المطلوبة، فجهل الناصح بما ينصح قد يؤدي للوقوع في مشاكل ومفاسد كثيرةٍ، كما أنّ على الناصح أن يكون عاملًا بنصيحته.
• اختيار الوقت والمكان المناسبين للنصيحة وذلك حتى تكون أكثر قبولًا واستجابةً من قبل المنصوح؛ فالمؤمن الفطن من يتحرّى الوقت والمكان المناسبين في نصيحته؛ فيتجنّب مواضع الغضب مثلًا.
• عدم الإسهاب في النّصيحة فخير الكلام ما قلّ ودلّ، وإنّ إطالة الكلام في النّصيحة وكثرة تكرارها قد يؤدي إلى ملل المنصوح وضجره منها.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية كقالنا الذي حمل عنوان تعد النصيحة عملاً من أعمال القلب واللسان والجوارح، وتحدثنا في المقال عن معنى النصيحة وما هي آداب النصيحة.