من العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف

من العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف التي تعدّ واحدةً من الظّواهر الطبيعية النّاجمة عن تقاطع مسار حركة كلٍّ من القمر والأرض، وذلك مع خطوط الأشعة الضوئية العمودية النازلة باتّجاه الأرض، وقد تؤثّر هذه الظاهرة بشدّة في كوكب الأرض وقد يحدث معها الكوارث، وهي ظاهرة ليست بالسهلة على الإنسان، ولذلك قد شرّع الدّين الإسلامي عدّة عبادات أثناء الكسوف، فالمسلم عليه أن يلجأ في كلّ أحواله إلى الله، في خوفه وفي أمنه، ولذلك يبيّن لنا موقع المرجع في هذا المقال ما هي العبادات المشروعة عند حدوث كسوف الشمس.

تعريف الكسوف

للإجابة على من العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف فإنّه من الضروري أن يتمّ التّعرف على معنى كسوف الشمس، والذي يُعدّ ظاهرةً كونيّة تكون موجودةً عند مرور القمر بين الشمس والأرض، والذي يقوم بحجب الشمس كلّيًّا أو جزئيًا، ويحدث كسوف الشّمس في معظم الأحوال في بداية الأشهر القمرية أو نهايتها، ويكون في فترة تشكّل القمر بدرًا، وعلى كوكب الأرض يحصل في كلّ سنة من اثنين إلى خمسة كسوفات شمسية، يكون من بينها اثنين على الأقل كسوفًا كلّيًا، حيث إنّ للكسوف الشمسي ثلاثة أنواع يمكن أن يميّزها البشر وهي:[1]

• الكسوف الكلي: يكون كسوف الشمس كليًّا عندما يُخفي القمر وجه الشّمس تمامًا.
• الكسوف الحلقي: حيث يكون الكسوف حلقيًّا عندما يكون القمر في أبعد نقطة له عن الأرض، وفيه يُعتّم القمر منتصف الشمس ويترك حوله حلقة مضيئة.
• الكسوف الجزئي: حيث يكون الكسوف جزئيًا في حال غطّى القمر جزءًا من الشمس فقط.

شاهد أيضًا: احتجاب ضوء الشمس عن جزء من الارض ما معناه،

من العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف

إنّ الكسوف في اللغة يُقال كسفت الشّمس أي ذهب ضوؤها واسودّت، وكسف القمر أي ذهب نوره وتغير إلى سواد، ويقال إنّ الكسوف والخسوف هما بمعنى واحد لكن الكسوف للشمس والخسوف للقمر، وقد يتعرّض الطّالب أو أيّ مسلم في حياته لبعض الأسئلة عن الكسوف والخسوف، كأن يتعرّض للسؤال الآتي الذي سيتمّ بيان إجابته الصحيحة معه:[2]

• الصلاة وذكر الله تعالى، والدعاء، والاستغفار والصدقة.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة الشروق

أدلة على مشروعية العبادات عند حدوث الخسوف

بمعرفة بعضٍ من العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف، فإنّه سيتمّ ذكر بعض الأدلة الشرعية التي تدلّ على مشروعية العبادة عند حدوث كسوف الشمس، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي تحث على العبادة عند الكسوف، منها ما يأتي:

• عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، فإذا رَأَيْتُمْ ذلكَ، فادْعُوا اللَّهَ، وكَبِّرُوا وصَلُّوا وتَصَدَّقُوا”.[3]
• عن عبيد بن عمير قال: “كسفتِ الشَّمسُ علَى عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقامَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قيامًا شديدًا يقومُ بالنَّاسِ ثمَّ يركعُ ثمَّ يقومُ ثمَّ يركعُ ثمَّ يقومُ ثمَّ يركعُ فرَكَعَ رَكعتَينِ في كلِّ رَكْعةٍ ثلاثُ رَكَعاتٍ يركعُ الثَّالثةَ ثمَّ يسجُدُ حتَّى إنَّ رجالًا يومئذٍ ليُغشى عليهِم مِمَّا قامَ بِهِم حتَّى إنَّ سجالَ الماءِ لتصبُّ عليهم يقولُ إذا رَكَعَ اللَّهُ أكبرُ وإذا رفعَ سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ حتَّى تجلَّتِ الشَّمسُ ثمَّ قالَ إنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ ولَكِنَّهما آيتانِ من آياتِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ يخوِّفُ بِهِما عبادَهُ فإذا كسَفا فافزَعوا إلى الصَّلاةِ”.[4]
• عن أسماء بن أبي بكر -رضي الله عنهما- أنّها قالت: “لقَدْ أمَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالعَتَاقَةِ في كُسُوفِ الشَّمْسِ”.[5]

شاهد أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الضحى

من العبادات التي تشرع عند حدوث الزلازل

قبل ختام مقال من العبادات التي تشرع عند حدوث الكشوف سيتم التّعريف بالعبادات التي شرع بحدوث الزلازل، حيث إنّ الزّلازل كما الكسوف آية من آيات الله في الكون، يبتلي الله بها عباده ليذكّرهم ويخوّفهم أو ليعاقبهم، وعلى كلّ إنسان أن يتذكّر ضعفه وعجزه عند حصول هذه الآيات، وأن يتذكّر حاجته لله الواحد الأحد، فيلجأ إلى الله بالدّعاء والتّضرع والاستغفار والتصدق، وذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}.[6] لذلك يستحب للمسلمين أن يتضرّعوا إلى الله بالدّعاء والصلاة والاستغفار عند الزلازل والصواعق والريح الشديدة.[7]

شاهد أيضًا: ما الدرس الذي يستفيده المسلم من حدوث الصواعق والزلازل

بهذا نصل لنهاية مقال من العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف، والذي تمّ فيه تعريف الكسوف وبيان أنواعه، وقدّم المقال الأدلة الشرعية التي تدل على ضرورة الإكثار من العبادة عند الكسوف، ثمّ بين العبادات المشروعة عند الزلازل.