هل طالبان خوارج

هل طالبان خوارج سؤالٌ يتردّد كثيراً وذلك بعد تردّد اسم طالبان كثيراً في الأيّام القليلة الماضية، ليس فقط بين أواسط المسلمين بل يتردّد اسمها حول العالم، بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانيّة كابول وسيطرتها على الأراضي الأفغانيّة كاملة، وهذا حصل نتيجة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والذي أدى لانهيار الجيش الأفغاني وهروب الرّئيس الأفغاني مع مستشاريه إلى إحدى الدول المجاورة، وقد أُثيرت التّساؤلات حول طالبان بعد مشاهدة الكثير من الأفغان يحاولون الهروب من البلاد بعد سيطرة الحركة على الحكم، وفيما يأتي سيقوم موقع المرجع ببيان هل طالبان خوارج.

حركة طالبان في أفغانستان

للإجابة على سؤال هل طالبان خوارج لا  بدّ من المعرفة أكثر حول حركة طالبان في أفغانستان، حيث أنّ حركة طالبان حركةٌ إسلاميّة نشأت في ولاية قندهار جنوب شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان وذلك في العام 1994 م، وقد أنشأها الزّعيم الأوّل الملا محمد عمر، حيث كانت رغبته القضاء على الفساد الأخلاقي وإعادة الأمن والأمان لأفغانستان، سيطرت طالبان على أجزاء كبيرة من أفغانستان وسيطرت على العاصمة الأفغانيّة كابل في 27/ أيلول سبتمبر /1996 م، وأنشأت ما عُرف وقتها إمارة أفغانستان الإسلاميّة، ولم تعترف بها رسميّاً سوى ثلاث دول وهي باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تلقت الحركة دعماً إنسانيّاً من المملكة العربيّة السّعوديّة، لكنّها تعرّضت لحرباً دوليّه بقيادة التّحالف الدّولي الذي تترأسه الولايات المتّحدة الأمريكيّة، حيث تمّ غزو أفغانستان وذلك بحجّة رفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن، حيث تمّ طرد طالبان من الحكم، لكن وفي أغسطس /2021 م قامت طالبان بالسّيطرة على الكثير من المناطق في أفغانستان بالتّزامن مع انسحاب القوات الأمريكيّة من العراق وانهيار الجيش الأفغاني، حتّى سيطرت طالبان على البلاد كاملة ودخلت القصر الرّاسي بعد فرار الرّيس الأفغاني أشرف غني، وأعلنت طالبان أنّها ستقيم الإمارة الإسلاميّة مجدداً.[1]

شاهد أيضًا: من هم حركة طالبان افغانستان

هل طالبان خوارج

إنّ طالبان وفقاً لما تُظهره  فهي ليست من الخوارج فطالبان أفغانستان تختلف عن طالبان باكستان في نهجها، حيث أنّ طالبان أفغانستان تلتزم بتحريم الهجمات على المدنيين العزّل الأبرياء الذين لا يساندون العمليّات القتالية ضدها بشكلٍ مقصود ومباشر، حيث أنّ حركة طالبان الأفغانيّة لا تتطابق بأفكارها مع حركة طالبان الباكستانيّة التي تشن الهجمات على المدنيّين، وتعتنق طالبان الأفغانيّة العقيدة الإسلاميّة المبنيّة على الدّليل الشّرعي من القرآن والسّنّة الصّحيحة، ويذهبون في أحكامهم إلى المذهب الحنفي، وربّما يتشدّدون في ذلك، وهم ميّالون للتّسامح مع مخالفيهم من المذاهب السنّية الأخرى، لكن يصف آخرون الحركة على أنّها حركةٌ عقائديّة تقوم بأخذ المبادئ المتشدّدة في التّفسير القرآني.

تلقى أفراد الحركة تعليماً دينيّاً في المدارس الدّيوبندية، وتأثّروا بالمناهج الدّراسيّة فيها، وهذا ما أثّر على طريقتهم في الحكم، ركّزت علومهم التي تلقّوها على العلوم الإسلاميّة كتفسير القرآن وعلم الحديث والسّيرة النّبويّة، ومن الجدير بالذّكر أنّ أغلب أفراد حركة طالبان ينتمون للقوميّة البشتونية التي تتركّز في شرق وجنوب أفغانستان، إنّ ممّا ترفضه طالبان هو استخدام مصطلح الدّيمقراطية لأنّ هذا المصطلح يعطي حق التّشريع للشعب وليس لله، وتعتقد طالبان أنّه لا ضرورة لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدّولة ويكفي أنّ القرآن والسّنّة هما دستور الدّولة الوحيد، ويُعد قائد الحركة أميراً للمؤمنين ينتخبه أهل الحل والعقد ولا مدّة محدّدة لتولّيه الحكم، وتكون نهاية حكم القائد بموته أو عجزه أو إن أمر بأمرٍ خالف الدّين فيه، وتهتمّ حركة طالبان بالمظهر الإسلاميّ فترى الرّجال مطلقي اللحى ويلبسون العمائم، ويتمّ تحريم الموسيقى والغناء وعمل المرأة خارج بيتها، ويتمّ الإشراف على تنفيذ الشّريعة في البلاد هيئات الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وتشتهر الحركة بمنع تشكيل أحزاب سياسية وترفض وجودها تماماً، وحجّتها في ذلك أنّ قيام الأحزاب يكون على أسسٍ عرقيّة وطائفيّة وقبليّة ولغويّة، هذه يسبّب الفرقة بين النّاس، وهذه كان تفصيلاً لإجابة السّؤال هل طالبان خوارج.[1]

شاهد أيضًا: هل طالبان سنة ام شيعة

الخوارج من نظرة الإسلام

بعد الإطلاع على إجابة سؤال هل طالبان خوارج لا بدّ من تعريف الخوارج من نظرة الإسلام، فمن هم الخوارج وما صفاتهم؟ حيث أنّ الإسلام تحدّث كثيراً عن الخوارج ووصفتهم السّنّة النّبويّة الشّريفة، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “يخرجُ في آخرِ الزَّمانِ قومٌ أحداثُ الأسنانِ سفَهاءُ الأحلامِ يقولونَ مِن خيرِ قولِ النَّاسِ يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقِيَهم يمرقونَ منَ الإسلامِ كما يمرقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ فمن لقيَهم فليقتُلهم فإنَّ قتلَهم أجرٌ عندَ اللَّهِ لمن قتلَهم”.[2] فالخوارج هم واحدة من الفرق الضّالة المارقة، وهم من أهل البدع، ويخرجون عن منهج أهل السّنة والجماعة، لكنّ أهل العلم قالوا أنّهم لا يُكفّرون بل هم أهل أهواء، لكنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أمر بقتالهم لدفع أذاهم وإيقاف أثرهم الخبيث، وقد وقعوا بالكثير من البِدع، منها أنّهم يرون الإيمان ثابتاً فهو لا يزيد ولا ينقص، يكفّرون النّاس بترك الواجب وفعل الكبائر من الذّنوب، ويُقاتلون كلّ من خالفهم من أهل الإسلام بالسّيف والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: من هو رئيس طالبان الجديد

ما هي أهداف حركة طالبان

إنّ حركة طالبان القوميّة الإسلاميّة، قد نشأت نتيجة عدّة أسبابٍ وعواملٍ قد ذكرناها سابقاً، لكن قد يسأل الكثيرون عن أهداف حركة طالبان كسؤالهم هل طالبان خوارج ، وكذلك عن الأمور الّتي تسعى إلى تحقيقها، لذا سنعرض فيما يأتي أهداف هذه الحركة القوميّة، والّتي أعلنت عنها بعد استيلاءها على مقاليد السّلطة والحكومة عام 1994 للميلاد، وقد نشرت الحركة أهدافها، حيث سنذكر بعضاً منها:[1]

  • تهدف طالبان إلى إقامة الحكم الشّرعيّ وتطبيقه حكماً وإرادةً، ويُطلب من الشّعب تنفيذه أيضاً.
  • تهدف طالبان إلى قيام الدّولة الإسلاميّة، وإعادة نهج الخلافة الرّاشدة للمسلمين.
  • تهدف طالبان إلى جعل دين الإسلام دين شعب أفغانستان جميعاً.
  • تهدف طالبان إلى أن يكون دستور وقانون الحكومة مستمدّاً من الشّريعة الإسلاميّة.
  • تهدف طالبان إلى أن يشغل أصحاب العلم من المسلمين الملتزمين المناصب العليا في الحكومة.
  • تهدف طالبان إلى تنظيم وإعادة بناء العلاقات مع المنظّمات والدّول الإسلاميّة.
  • تهدف طالبان إلى انهاء العصبيّات القبليّة والقوميّة، والقضاء عليها.
  • تهدف طالبان إلى القضاء ومكافحة الجرائم الأخلاقيّة، والقضاء على تجارة المخدّرات، والصّور والأفلام المحرّمة.
  • تهدف طالبان إلى حفظ أهل الكتاب ورعاية مصالحهم كما هو منصوصٌ في الشّريعة الإسلاميّة.
  • تهدف طالبان إلى التّركيز على حجاب المرأة الشّرعيّ وإلزام المرأة المسلمة به.

شاهد أيضًا: لماذا انسحبت امريكا من افغانستان

من هو رئيس طالبان الجديد

قد تحدثنا سابقاً عن إجابة السّؤال الّذي يقول هل طالبان خوارج ؟ وهنا سنجيب عن سؤال من هو رئيس طالبان الجديد، وهو أمير المؤمنين للدّولة الإسلاميّة الأفغانيّة الملا هبة الله آخُند زاده صاحب، الّذي ولد عام 1961 للميلاد، في ولاية قندهار في مملكة أفغانستان، كان رئيس المحاكم الشّرعيّة في الإمارة الإسلاميّة في أفغانستان، وكان مسؤولاً عن الفتاوى الشّرعيّة لحركة طالبان، وقد عيّنه الملّا منصور نائباً له، وعند اغتياله عام 2016 للميلاد، اختير هبة الله زاده صاحب أميراً للإمارة الإسلاميّة، وتمّ ذلك من خلال مجلس الشّورى المكوّن من كبار العلماء المسلمين والقضاة البارزين.[4]

شاهد أيضًا: من هو أسامة بن لادن السيرة الذاتية ويكيبيديا

قدّمنا لكم في هذا المقال إجابة السّؤال المطروح هل طالبان خوارج، حيث عرّفنا بالحركة القوميّة الإسلاميّة طالبان، وذكرنا أهدافها الّتي أعلنت عنها الحركة، كذلك تحدّثنا عن رئيس طالبان الجديد، بالإضافة إلى الحديث عن الخوارج في نظر الإسلام وعن حركة طالبان في أفغانستان.

المراجع

  1. wikiwand.com , طالبان , 17/08/2021
  2. صحيح دلائل النبوة , الوداعي/ عبد الله بن مسعود/ 607/إسناده حسن
  3. islamqa.info , التعريف بفرقة الخوارج , 17/08/2021
  4. wikiwand.com , هبة الله آخند زاده , 17/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *