كفارة دخول مكة بدون إحرام

كفارة دخول مكة بدون إحرام هو ما يبحث عنه الكثير من المسلمين بالتزامن مع دخول وقت الحج والعمرة، وقد شرّع الله سبحانه وتعالى الكفارة لمن ترك واجبًا من واجبات الحج، ولا بدّ للمسلم أن يعلم أنّ للحج أعمالًا ومناسك لا بدّ له أن يأتي بها كما أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أو قام بها بنفسه، وذلك ليتم حجّه وعمرته، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان ما يترتب على دخول مكة المكرمة من غير إحرام.

كفارة دخول مكة بدون إحرام

إذا دخل المسلم مكة المكرمة بدون نية الحج والعمرة لا شيء عليه أمّا إن دخلها بدون إحرام وهو يريد الحج والعمرة فيلزمه العودة إلى الميقات فيحرم منه، وإن لم يفعل فقد ترك واجبًا من واجبات النسك وعليه فدية دمٌ يذبحه في مكة ويوزعه على الفقراء هناك، فالإحرام من الميقات من واجبات الحج والعمرة ولا يجوز للمسلم أن يتجاوزها من غير إحرام إن نوى الحج أو العمرة، سواءً كان قادمًا برًا أو بحرًا أو جوًا، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين في إحدى فتاويه قال: “من تجاوز الميقات بدون إحرام فلا يخلو من حالين : إما أن يكون مريدا للحج أو العمرة ، فحينئذ يلزمه أن يرجع إليه ليحرم منه بما أراد من النسك ، الحج أو العمرة ، فإن لم يفعل فقد ترك واجبا من واجبات النسك ، وعليه عند أهل العلم فدية ؛ دم يذبحه في مكة ، ويوزعه على الفقراء هناك، وأما إذا تجاوزه وهو لا يريد الحج ولا العمرة ، فإنه لا شيء عليه ، سواء طالت مدة غيابه عن مكة أم قصرت” والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: على من يجب الهدي في الحج

هل يجوز دخول مكة من دون إحرام

اختلف أهل العلم في حكم دخول مكة بلا إحرام لغير مريد النسك، فقول الجمهور أنّه لا يجوز أن يدخل المسلم مكّة بغير إحرام أبدًا حتى لو لم ينو من سفره إليها الحج أو العمرة، فالأفضل في حق من أراد دخول مكة أن يدخلها محرماً بحج أو عمرة، خروجاً من خلاف العلماء القائلين بوجوب ذلك، فإن دخلها بلا إحرام فلا شيء عليه في الراجح من أقوال أهل العلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر، وهذا يعني أنه كان غير محرم، لأن تغطية الرأس تنافي الإحرام، ولا يلزمه شيء لو أدى العمرة الواجبة والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

حكم دخول في مكة أو الحرم المكي عند الشيعة

ورد عند الشيعة في مسألة كفارة دخول مكة بدون إحرام أنّه لا يجوز عندهم دخول مكة المكرمة ولا الحرم إلا محرمًا ويستثنى عندهم من ذلك من يتكرر دخوله وخروجه من مكة، أو من خرج من مكة بعد إتمام أعمال الحج والعمرة أو بعد العمرة المفردة، فيجوز عند الشيعة العودة إلى مكة دون إحرام قبل مضي شهر.[3]

حكم من أراد الحج ودخل مكة بدون إحرام

إن من أراد الحج ودخل مكة فالواجب عليه أن يحرم من ميقاته الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم في المواقيت للحج والعمرة وذلك قبل دخول مكة، فإن تحاوز الميقات فعليه الرجوع إليه والإحرام منه، وإن لم يرجع وأحرم دون الميقات لزمه دم لفوات واجب الإحرام من الميقات، وقد جاء في الموسوعة الفقهية: “منْ جَاوَزَ الْمِيقَاتَ قَاصِدًا الْحَجَّ أَوِ الْعُمْرَةَ أَوِ الْقِرَانَ، وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، أَثِمَ، وَيَجِبُ عَلَيْهِ الْعَوْدُ إِلَيْهِ وَالإْحْرَامُ مِنْهُ. فَإِنْ لَمْ يَرْجِعْ وَجَبَ عَلَيْهِ الدَّمُ سَوَاءٌ تَرَكَ الْعَوْدَ بِعُذْرٍ أَوْ بِغَيْرِ عُذْرٍ ، وَسَوَاءٌ كَانَ عَالِمًا عَامِدًا، أَوْ جَاهِلاً أَوْ نَاسِيًا. لَكِنْ مَنْ تَرَكَ الْعَوْدَ لِعُذْرٍ لاَ يَأْثَمُ بِتَرْكِ الرُّجُوعِ” فلو لم يرجع يذبح ويوزع على الفقراء كفارةً لذلك والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: الفرق بين الهدي والفدية

حكم من دخل مكة دون إحرام بنية العمرة

لا فرق في حكم وكفارة دخول مكة بدون إحرام لمن أراد الحج أو أراد العمرة، فقد حدد الشرع مواقيت مكانية للقادمين إلى مكة لغرض العمرة والحج ، فإما أن يمر بعينها فيحرم منها ، أو يحرم من المكان الذي يحاذيها، وقد ورد عن اللجنة الدائمة في هذه المسألة قولها: “الواجب على من نوى العمرة ثم مر بالميقات أن يحرم منه ، ولا يجوز له مجاوزته بدون إحرام ، وحيث لم تحرموا من الميقات فإنه يجب على كل منكم دم ، وهو ذبح شاة تجزئ في الأضحية تذبح بمكة المكرمة ، وتقسم على فقرائها ، ولا تأكلوا منها شيئاً ، أما ترك صلاة ركعتين بعد لبس الإحرام فلا حرج عليكم في ذلك” والله أعلم.[5]

حكم دخول مكة لزيارة أقارب أو حاجة دون إحرام

اختار الشيخ ابن باز أنّ من أراد مكة للطواف فقط أو زيارة بعض الأقارب والأصدقاء فيها أو لحاجة أخرى فإنّه لا يلزمه إحرام ولا حرج على المسلم في ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم اشترط حين حدد المواقيت أن ينوي المسلم الحج أو العمرة، فلا يلزم الإحرام لمن قصد مكة بغير نية الحج أو العمرة والله أعلم.[6]

بهذا نختتم مقال كفارة دخول مكة بدون إحرام والذي اطّلعنا فيه على مسألة هل يجوز الدخول إلى مكة بغير إحرام، وحكم من دخل إلى مكة من غير أن يحرم من الميقات لمن دخل بنية الحج أو العمرة، أو دخل بنية الزيارة والعمل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *