أمثلة على أعمال القلوب

أمثلة على أعمال القلوب سيتمّ بيانها من خلال هذا المقال، فأعمال القلوب تندرج تحت العبادات، والعبادة في اللغة هي التذلل، وفي الاصطلاح هي الاسم الجامع لكلّ عملٍ أو قولٍ أو فكرٍ يحبّه الله ويرضاه، وهي الهدف من خلق الإنس والجنّ في الحياة الدنيا، ولأهميّة العبادة سيقوم موقع المرجع ببيان بعض أنواع العبادات والأعمال القلبية.

أنواع العبادات

إنّ الله سبحانه وتعالى هو المتفرّد بصفات الألوهية والربوبية، وله الكمال المطلق في ذاته وأسمائه، وله تصرف الأعمال والأقوال والعبادات كلّها، ولا تتوجّه لأيّ أحدٍ سواه، فهو الإله المعبود بالحق، وتقسّم العبادات لأنواع ثلاثة وهي:[1]

  • العبادات القلبية: وهي التي ترجع على عمل القلب وحده، والأمثلة على أعمال القلوب كثيرة وهي ما سيتمّ بيانها في فقرات المقال القادمة.
  • العبادات القولية: وهي العبارات التي تؤدى من خلال اللسان من خلال التقرب من الله، كالشهادتين والثناء والدعاء والتلاوة والدعوة والنصيحة والأمر بالمعروف.
  • العبادات البدنية: وهي الأعمال التي تكون بالجوارح، كالصلاة والنحر والحج وسائر العبادات.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين العبادات الباطنة والعبادات الظاهرة

أمثلة على أعمال القلوب

إنّ قلب العباد هو المسؤول الأول عن التأثر والمشاعر في جسد الإنسان، وإنّ الأعمال القلبية هي الأعمال التي يكون محلّها القلب، ومن أمثلة على أعمال القلوب هي الإيمان بالله والتصديق والانقياد واليقين والخوف والرجاء والتوكل والتوبة والإنابة وغيرها، وبالقلب يقصد العبد بالعمل وجه الله سبحانه وتعالى، وبه يخلص النية، فالإخلاص طريق محبة الله ونصره ورعايته، ومن عبادات القلب ما سيتم ذكره بالتفصيل آتيًا:

اليقين

إنّ أعمال القلب ذات أهميّة كبيرة وعالية، وهي كلّها تبدأ من العلم بالله، وهو أن يعلم العبد أنّه لا إله إلا الله، والعلم بأن الله حق والجنة حق والنار حق، والبعث حق بعد الموت، وكلّ ما أخبر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق، وهذا العلم هو ما يخرج الإنسان من الشك إلى اليقين في القلب، واليقين الذي يقود إلى الإيمان بالله.[2]

التفكر

كذلك في طرح أمثلة على أعمال القلوب فمن أبرز عبادات وأعمال القلب هو التفكر، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتفكر والتدبر في الكتاب العزيز، وقد قال تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. [3] والتفكر يكون بغاية ترسيخ الإيمان في القلوب وزيادة محبة الرحمن، والشعور بالنعم والحكمة التي جعل الله الخلق لأجلها.[4]

الإخلاص

إنّ الإخلاص واحدٌ من الأعمال التي يمكن طرحها في أمثلة على أعمال القلوب، فالإخلاص هو أساس كلّ عمل وهو الغاية لكلّ مريد، فالعمل بلا إخلاص لا أجر له، والإخلاص هو إفراد الحقّ بالمقصد والقصد، وقيل أنّه صد النية مع الله، ويكون الإخلاص في سكون العبد وحركاته، وهو استواء أعمال العباد في الظاهر والباطن، وهو صرف العمل تقرّبًا إلى الله لا رياءً ولا سمعةً، ولا تصنّعًا ولا طلبًا لدنيا، والإخلاص فرضٌ واجبٌ على كلّ مسلم، وهو نجاةٌ من الشيطان وضلاله، ويورث الجنّة ونعيمها ويطهر القلب من الشرور والآثام.[5]

التوبة

إنّ الإيمان في القلوب قد يضعف ويخالطه الهوى ويزيّن الشيطان للعبد المعاصي فيقوم المسلم بظلم نفسه ويقع في المحظور، لكنّ الله رحمته وسعت كلّ شيء، فجعل التوبة لعباده ليعودوا من بعد ذنوبهم، فالله غفور رحيم، وهو الذي أمر عباده بالتوبة النصوح ليفوزوا برضوانه والجنة، وباب التوبة مفتوحٌ للعباد على الدوام، فالله يبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، والله سبحانه يفرح بتوبة عبده ويقبلها منه، وللتوبة أن تكون في القلب بالنية بها قبل الإقلاع عن الذنب.[6]

التوكل على الله

يعرف التوكل بأنّه صدق اعتماد القلب على الله سبحانه وتعالى، وذلك يكون في جلب المنفعة ودفع الضّر من أمور الدنيا، والآخرة، وهو الاعتقاد بأنّ الله سبحانه وتعالى هو المعطي وهو المانع، وهو الضار وهو النافع، ولا أحد يشاركه في ذلك سبحانه وتعالى، والتوكل قُرن بالإيمان في القرآن الكريم وكذلك قُرن بالعبادة، ومن يتوكل على الله يفرج عنه ويجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فيكون التوكل على الله في كلّ شيء، ومن الجدير بالذّكر أن الأخذ بالأسباب الدنيوية لا ينافي التوكل بل هو من تمامه وكماله، ومما قيل في التوكل من اعتمد على ماله قل ومن اعتمد على عقله ضل ومن اعتمد على جاهه ذل ومن اعتمد على الله لا قل ولا ضل ولا ذل.[7]

محبة الله ورسوله

في آخر مثال من أمثلة على أعمال القلوب  سيتم ذكر محبة الله ورسوله، وهي غايةٌ عالية وعظيمة يسعى إليها المسلم في كلّ أمره، وهي التي يضحي من أجلها في الصباح والمساء، وهي المقياس التي يقاس فيها الإيمان بالله ورسوله، وإنّ السبيل التي توصل إليها هي طاعة الله والرسول، قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. [8] فمحبة الله ورسوله يجب تقديمها على كلّ شيء، وهي ترك ما نهى عنه الله والعمل بما أمر به، وهي من أعظم الأعمال القلبية.[9]

شاهد أيضًا: شروط قبول العبادة النفي والاثبات . صواب خطأ

أهمية الأعمال القلبية

بعد المرور على أمثلة على أعمال القلوب، فإنّ من المهم معرفة أهمية وضرورة الأعمال القلبية، فالقلب هو موطن الإيمان بالله، ومن غير الإيمان بالله حبط العمل، ومن أهمية الإيمان وعبادات وأعمال القلب ما يأتي:[10]

  • هي الأساس في النجاة من عذاب النار والفوز بنعيم الجنة، فالتوحيد مثلًا هو عملٌ قلبيٌّ محض وعليه يقوم أمر العبد كلّه.
  • إنّ عبادات القلوب هي الدوافع والمحركات لأعمال الجوارح، فبتعاظم الإيمان في القلب، تعظم محبة الله، وبعظمة محبة الله تزداد العبادات الظاهرة.
  • إن أعمل القلوب هي أصل العمل وغيرها من الأعمال هي فرعٌ عنها، فلا تكون العبادات الظاهرة من غير أعمال القلوب.
  • تقترن أعمال القلوب بأعمال الجوارح وتسير بها لتكون على نهجٍ مستقيم.

ختامًا نصل لنهاية مقال أمثلة على أعمال القلوب، والذي ذكر أنواع العبادات، وبيّن أهمية أعمال القلوب بد أن ضري عديد الأمثلة عليها من إيمانٍ وإخلاصٍ ونحوها.

المراجع

  1. alukah.net , أنواع العبادة في الاسلام , 19/01/2022
  2. islamweb.net , من أعمال القلوب: (اليقين) , 19/01/2022
  3. سورة آل عمران , الآية 191
  4. aliftaa.jo , عبادة التفكر , 19/01/2022
  5. alukah.net , الإخلاص: تعريفه وفضله وحكمه , 19/01/2022
  6. islamqa.info , التوبة , 19/01/2022
  7. alukah.net , التوكل على الله طريقك إلى السعادة , 19/01/2022
  8. سورة التوبة , الآية 24
  9. islamweb.net , محبة الله ورسوله أساس الإيمان , 19/01/2022
  10. صحيح الجامع , أعمال القلوب , 19/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *