متى يكون الاستعجال محمودا

متى يكون الاستعجال محمودا واحدٌ من أكثر الأدعية التي يبحث عنها المسلمون، فالإسلام دين الأناة والسكينة والطمأنينة، وممّا ورد في اللغة أنّ في العجلة الندامة وفي التأني السلامة، لكن بيّن الشرع أنّ العجلة قد تكون في بعض المواطن والأوقات محمودة ومستحبّة، وهي في أعمالٍ مخصوصة ومعيّنة فقط، يرغب كلّ مسلمٍ بمعرفتها، ومن أجل ذلك يقدم موقع المرجع توضيحًا لمتى تكون العجلة أمرًا مستحبًّا.

متى يكون الاستعجال محمودا

إنّ الدين الإسلامي الحنيف جاء يأمر الناس بالأناة والتروي وعدم الاستعجال والتسرع، لكن في بعض المواطن يكون الاستعجال محمودًا، وذلك كما يأتي:

  • في المسارعة في أمور الخير وأعمال الآخرة وطاعة الله سبحانه وتعالى.

فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.[1] فيستحبّ للمسلم أن يستعجل بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى وهي من الأمور التي لا تحتاج إلى تسويف، فالموت يأتي بغتة، ويستحب أن يستعجل المسلم بأداء الحقوق لأصحابها، والاستعجال في أداء الدين لخطورته، والاستعجال في أداء فريضة الحج، وتعجيل الفطر في رمضان، وغيرها مما يتسابق المسلمون فيه إلى طاعة الرحمن.[2]

شاهد أيضًا: حكم التعجل في الحج

متى يكون الاستعجال مذموما

إنّ الدين الإسلامي ينظر للاستعجال نظرة عدلٍ وإنصاف فلا يمدحه بالمرة، ولا يذمّه بالمرة، وإنّما يمدح بعضه بعضًا، ويذكّ البعض الآخر منه، فيكون الاستعجال المذموم في العجلة بالدّعاء بالشر أو بقطيعة الرحم والاستعجال بتمنّي الإجابة، فقد يحدث أن يدعو الإنسان بالشر على نفسه أو ولده وهو من الأمور التي حذّر النبي صلى الله عليه وسلم منها، استعجال الاستجابة كذلك من الأمور المنهي عنها، والعجلة في الصلاة لا تجوز بل يجب الاطمئنان والسكينة فيها، ومن الاستعجال المذموم استعجال الصالحين أن يصلح الناس ويتغير واقعهم، وممّا نهي عنه في الاستعجال أن يحكم الإنسان على غيره قبل أن يتثبت، ومنها الاستعجال في طلب العلم، والتعجل على الرزق ونحو ذلك.

فضل طاعة الله سبحانه

إنّ الله سبحانه وتعالى رتّب على الطاعات الفوز العظيم في الآخرة، كأن يفوز المسلم بالجنة، وينجو من النار، ويترتّب عليها النجاة من أهوال يوم القيامة، والعبادة والطاعة والعمل الصالح لا يتوقف أثره على يوم القيامة فقط، وإنّما يسبق ذلك امتداده إلى شؤون الدناي كلّها وفي جوانب حياته العديدة، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[3] فقد وعد الله سبحانه وتعالى من يطيعه ويعمل صالحًا أن يجد له حياةً طيبة، ويعطيه أجره بأحسن عمله.[4]

شاهد أيضًا: بين كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل

بهذا نصل لختام مقال متى يكون الاستعجال محمودا والذي بيّن المواطن والأوقات التي يستحبّ الاستعجال بها، وبيّن متى يكون الاستعجال مذمومًا، كما سلّط الضوء على فضل طاعة الله سبحانه.

المراجع

  1. سورة آل عمران , الآية 133
  2. alukah.net , آفة الاستعجال , 10/03/2022
  3. سورة النحل , الآية 97
  4. alukah.net , أثر الطاعة في حياة الشاب , 10/03/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *