كيف اصلي صلاة الاستخارة وكيف اعرف نتائجها

كيف اصلي صلاة الاستخارة وكيف اعرف نتائجها هو ما سيتناوله موضوه هذا المقال، حيث يتعرّض المسلم لمواقف تستدعي الحيرة في أمره ولا يعرف أيّ الأمور أفضل له في دينه ودنياه وعاقبة أمره، فيلجأ إلى صلاة الاستخارة لكي يختار له المولى ما هو أفضل له في دينه ودنياه، لذا يهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان ماهيّة صلاة الاستخارة، كيف تصلى، وكيف تعرف نتائجها ، بالإضافة إلى ذكر المأثور من دعاء الاستخارة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

صلاة الاستخارة

قبل كلّ شيء وقبل الخوض في بيان كيف اصلي صلاة الاستخارة لا بدّ من التعريف في بداية الأمر بهذه الصلاة، حيث إنّ تعريف الاستخارة في معاجم اللغة هو طلب الاختيار في الأمور، وأمّا تعريفها في المصطلح الشرعيّ فهو طلب الهمّة والإقبال على المختار من عند الله بالصلاة ودعاء الاستخارة الوارد في سنّة الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.[1]

كيف اصلي صلاة الاستخارة وكيف اعرف نتائجها

قد يتساءل البعض كيف اصلي صلاة الاستخارة وكيف اعرف نتائجها، أمّا عن كيفية الصلاة في الاستخارة فعلى المسلم أن يتّبع ما يأتي:[2]

• الطهارة والوضوء: كوضوء المسلم لأي صلاة.
• عقد النيّة: ولا بدّ من عقد النيّة قبل الشروع في صلاة الاستخارة.
• صلاة ركعتين:  ومن السنّة أن تقرأ في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص.
• التسليم: بعد الانتهاء من الركعتين والجلوس للتشهد يسلم المرء في آخر الصلاة.
• الدعاء بعد التسليم: حيث ينبغي للمسلم أن يدعو الله بدعاء الاستخارة بعد انتهاء الصلاة بقلبٍ خاشعٍ يستحضر عظمة المولى وجبروته سبحانه وتعالى.

وقت صلاة الاستخارة

كذلك بيان كيف اصلي صلاة الاستخارة يدفع إلى بيان الوقت الذي ينبغي على المسلم أن يتحرّاه لأداء هذه الصلاة، حيث يمكن للمسلم أن يصلّي الاستخارة في كلّ وقتٍ وحين عدا الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الأحاديث النبوية الشريفة، وذلك بإجماع واتفاق المذاهب الأربع، ومن الأحاديث التي وردت في أوقات النهي:[1]

• عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنْهى عن صِيامِ يَومَينِ، وعن صَلاتَينِ، وعن نِكاحَينِ؛ سَمِعتُه يَنْهى عن الصَّلاةِ بعْدَ الصُّبحِ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ، وبعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغرُبَ الشَّمسُ، وعن صِيامِ يَومِ الفِطْرِ والأضْحى، وأنْ يُجمَعَ بيْنَ المرأةِ وخالَتِها، وبيْنَ المرأةِ وعَمَّتِها”.[3]
• عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لَا تَحَرَّوْا بصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ ولَا غُرُوبَهَا“.[4]
• كذلك ورد عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- في الصحيح من الحديث: “ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ”.[5]

دعاء الاستخارة

إنّ دعاء الاستخارة يكون بعد التسليم من الصلاة مباشرةً وذلك ما أجمع عليه أهل العلم، وقد ورد في دعاء الاستخارة عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»”.[6]

شاهد أيضًا: دعاء الاستخارة للزواج وكيفية صلاتها

كيفية معرفة نتائج صلاة الاستخارة

أمّا عن إجابة الشق الثاني من سؤال كيف اصلي صلاة الاستخارة وكيف اعرف نتائجها فالله -عزّ وجلّ- بيده مقادير السماوات والأرض، وبيده الخير والشرّ، ومن استخار المولى سبحانه وتعالى في أمرّ فإنّ الله لا بدّ له أن يدلّه على ما كان خيرًا له، ويمكن للمسلم أن يعرف نتائج الاستخارة من خلال ثلاثة أمور:[7]

• الشعــور: حيث يمكن للعبد أن يستشعر الخير في الأمر من خلال انشراح صدره له إن كان خيرًا، أو ضيق صدره والنفور منه إن كان شرًّا له في دينه ودنياه.
• الرّؤيــا: كذلك يمكن معرفة نتائج صلاة الاستخارة من خلال المنامات أو الرؤيا، فإن رأى رؤيا صالحة تسرّ قلبه كان الأمر خيرًا له، وإن رأى غير ذلك كان الأمر شرًّا له.
• التيسير والتعسير: قد لا يشعر العبد بشيءٍ بعد أداء الاستخارة ولا يرى في المنام حلمًا قط، ويمكن له إدراك الخير من خلال تيسير الأمور له في هذا الأمر، وأمّا إن لاقى خلال يومه الكثير من العثرات والعقبات التي تقف عائقًا بينه وبين ذلك الأمر فهو شرٌّ له لا محالة، والله ورسوله أعلم.

حكم صلاة الاستخارة

كذلك الخوض في بيان كيف اصلي صلاة الاستخارة قد يدفع البعض إلى التساؤل حول حكم هذه الصلاة، وقد أجمع أهل العلم على مشروعيّة وسنّية هذه الصلاة، واستدلّوا بذلك على حديث جابر بن عبد الله -ضي الله عنه- والذي قال فيه: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»”.[6]

شاهد أيضًا: دعاء صلاة الاستخارة كامل مكتوب ومستجاب

متى يحتاج العبد إلى صلاة الاستخارة

بعد بيان كيف اصلي صلاة الاستخارة وكيف اعرف نتائجها لا بدّ من بيان متى يحتاج العبد إلى صلاة الاستخارة، حيث يمكن للعبد أن يتعرّض في حياته إلى أمورٍ مصيريّةٍ قد يحتار به فيلجأ إلى ربّ الأرباب ليختار له ما هو أفضل له في دينه ودنياه وعاقبة أمره، يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: “ما ندم من استخار الخالق ، وشارو المخلوقين ، وثبت في أمره . وقد قال سبحانه وتعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )”، كذلك قال الإمام النووي رحمه الله: “والاستخارة مع الله ، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح ، وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير ، والإنسان خلق ضعيفاً ، فقد تشكل عليه الأمور ، وقد يتردد فيها فماذا يصنع ؟”.[2]

أهمية صلاة الاستخارة

تكمن أهميّة صلاة الاستخارة في جعل الأمور بين يدي علام الغيوب، من بيده مقادير السماوات والأرض وهو على كلّ شيءٍ قدير، فالعبد يلجأ إلى المولى -سبحانه وتعالى- لئلّا يحتار أو تضيعه مغريات الدنيا الفانية، والله -عزّ وجلّ- حاشى أن يضيّع عبدًا لجأ له، فينير بصيرته وقلبه بما هو خيرٌ له، ويصرف عنه ما هو شرٌّ له، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: دعاء الاستخارة للزواج

كيف اصلي صلاة الاستخارة وكيف اعرف نتائجها مقالٌ فيه تمّ التعريف بماهيّة صلاة الاستخارة، كما ذكر المقال الكيفية لأداء هذه الصلاة مبيّنًا كيفية معرفة نتائجها، وأفضل الأوقات لصلاتها والدعاء المشروع عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيها.