كم عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكي

كم عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكي هو ما سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، حيث أنّ صلاة التراويح من الصّلوات التي سنّها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين، وجعل الله تبارك وتعالى فيها الأجر العظيم والفضل الكثير، وقد ورد ذكر صلاة التراويح في العديد من الأحاديث النّبويّة المباركة، وموقع المرجع يهتمّ بتعريفنا على عدد ركعات صلاة التراويح الّتي يصلي بها المسلم في الحرم المكيّ والمسجد النّبويّ في شهر رمضان الفضيل.

صلاة التراويح

تعدّ صلاة التراويح واحدةً من أعظم السّنن التي سنّها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين، فهي بمثابة قيام الليل في شهر رمضان المبارك، وقال أهل العلم أنّ التراويح هي جمع كلمة ترويحة، وتعني المرّة الواحدة من الراحة والاستراحة، وفي الشّريعة الإسلاميّة تعني التراويح قيام الليل في شهر رمضان الفضيل، وسمّيت بالتراويح لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن كان معه من المسلمين يصلون أربع ركعٍ ثمّ يأخذون استراحةً قبل أن يكملوا، وقد قال أهل العلم أنّ صلاة التراويح تكون في المسجد للرجال والنساء فتلك سنّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وصلاة المرأة في بيتها أفضل ويباح لها الخروج للمسجد مع الرجال، أما صلاة الرجل في المسجد أفضل والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح مع الوتر

كم عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكي

يُصلّي المسلمون في الحرم المكّي في شهر رمضان المبارك عشرين ركعةً للتراويح دون ركعتيّ الشّفع والوتر، وقد اعتاد ذلك المسلمون منذ زمنٍ بعيد، ولأنّ أهل العلم اختلفوا في عدد ركعات صلاة التراويح، فرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما سئل عن صلاة الليل كم ركعة، قال أنّ صلاة الليل مثنى مثنى، ولم يحدد عددها، لكنّ الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يصليها إما إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، وقد زاد الصحابة على ذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من صلّاها عشرين ركعة كما في المسجد الحرام اليوم، أما في المسجد الأقصى فغير معلوم كم ركعة يصلونها، والغالب أنّها تصلى بعدد ركعات الحرم المكي أو بحسب الظروف والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: جدول أئمة المسجد الحرام في صلاة التراويح

عدد ركعات صلاة التراويح في المسجد النبوي

إنّ الحرم المكي هو المسجد الحرام الذي بمكّة المكرمة وهو قبلة المسلمين وأعظم مسجدٍ على الإطلاق، والمسجد النبوي هو المسجد الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد هجرته إليها، وبعد معرفة أنّ عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكي في الحال الطبيعية عشرين ركعة غير الشفع والوتر، فإنّ المسجد النبوي كذلك تكون صلاة التراويح فيه مثنى عشرين ركعة، وقد تتدخل الظروف فيتمّ تقليل عدد الركعات كما حدث مع انتشار وباء كورونا والله أعلم.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح للنساء

مشروعية صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح سنّة مستحبة وأكيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي قيام الليل في غير رمضان وتراويح في رمضان، وصلاة التراويح تكون جماعةً مشروعة، ولا تحديد لعدد ركعاتها وقد سمّيت صلاة التراويح لأنّ المسلمين كانوا يستريحون فيها بعد كلّ أربع ركعات، والليل كلّه محلّ للقيام، فلو قام المسلم الليل كلّه كان محسنًا، ولو قام أوله ثم قام في آخره فلا حرج عليه ولا مانع، وإنّ صلاة التراويح سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم، ثمّ ترك الجماعة فيها خشية أن تفرض على المسلمين وبقي المسلمون يصلونها متفرقين، حتّى عهد عمر بن الخطاب الذي جمعهم على إمامٍ واحد وأجمع المسلمون على استحبابها والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: جدول أئمة الحرم المكي رمضان لصلاتي التراويح والتهجد

وقت صلاة التراويح

ببيان عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكي، فإنّ وقتها يمتد من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر فيصح أداؤها في أيّ جزءٍ من هذا الوقت، وقد ذكر النووي في المجموع: “يدْخُلُ وَقْتُ التَّرَاوِيحِ بِالْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ، ذَكَرَهُ الْبَغَوِيّ وَغَيْرُهُ، وَيَبْقَى إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ” لكن لو كانت في جماعة فالأولى بالإمام أن يصليها بعد العشاء مباشرةً ولا يؤخرها، حتى لا يكون حرج على المسلمين ولا يشق عليهم، وربما ينام بعضهم فتفوته الصلاة، أما من صلاها في بيته فله الخيار فيها إن شاء عجلها وإن شاء أخّرها.[4]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيف تصلى

عدد ركعات صلاة التراويح

اتفق أهل العلم في أنّ الأمر واسعٌ في عدد ركعات صلاة التراويح فلم يتمّ تحديدها شرعًا، بل للمسلم الخيار فيها، وقد أفتى في ذلك الكثير من أهل العلم من القدماء والمعاصرين، وفيما يأتي بعض أقوالهم:[5]

  • قول اللجنة الدائمة: “فلم يحدد صلوات الله وسلامه عليه ركعات محدودة ولأن عمر رضي الله عنه والصحابة رضي الله عنهم صلوها في بعض الليالي عشرين سوى الوتر، وهم أعلم الناس بالسنة”.
  • قول الشيخ ابن عثيمين: “القول الراجح في عدد صلاة التراويح أن الأمر فيها واسع وأن الإنسان إذا صلى إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة ركعة أو سبع عشرة ركعة أو ثلاثاً وعشرين ركعة أو تسعاً وثلاثين ركعة أو دون ذلك أو أكثر فالأمر في هذا كله أمر واسع ولله الحمد”.
  • قول الشيخ ابن جبرين: “اختلف السلف الصالح في عدد الركعات في صلاة التراويح، والوتر معها، فقيل: إحدى وأربعون ركعة. وقيل: تسع وثلاثون. وقيل: ثلاثة عشرة. وقيل: إحدى عشرة. وقيل: غير ذلك”.
  • قول ابن تيمية: “له أن يُصليها عشرين ركعة، كما هو المشهور في مذهب أحمد والشافعي، وله أن يُصليها ستاً وثلاثين ركعة، كما هو مذهب مالك، وله أن يُصلي إحدى عشرة، وثلاث عشرة، وكله حسن، فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام وقصره”.

فضل صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح من أكثر العبادات استحبابًا في شهر رمضان، وهي سببٌ لغفران ما تقدّم من الذنب لو أنّ المسلم قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن صلى التراويح مع الإمام حتّى ينصرف كتب له قيام ليلةٍ كاملة، ولو مات فاعلها وهو مداومٌ عليها كان من الصديقين والشهداء، فهي ترفع الدرجات وتمحو السيئات وتزيد الحسنات والله أعلم.

إلى هنا نصل لنهاية مقال كم عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكي، والذي عرف معنى التراويح، وبيّن عدد ركعاتها في الحرمين الشريفين، وعدد ركعاتها في السنة، وبيّن وقتها وفضلها ومشروعيّتها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *