كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية

كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية هو ما سيتمّ الحديث عنه في مقالنا هذا، فالمذهب الشّافعي من المذاهب الفقهيّة الأربعة التي ظهرت في العصور الإسلامية المتقدّمة، وهو من المذاهب المتّبعة والذي تأسس على يد الإمام الشّافعي -رحمه الله- تعالى، وكان إمامًا وعالمًا جليلًا وعظيمًا، تخرّج من بين يديه الكثير من العلماء والشيوخ والأئمة المشهورين في التاريخ الإسلاميّ، وعبر موقع المرجع سنتعرّف على صفة صلاة الاستسقاء في المذهب الشافعي.

كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية

إليكم في النقاط الآتية كيفية صلاة الاستسقاء عند المذهب الشافعي، وعلى الطريقة التي استنبطها علماء الشافعية من الأحاديث النّبويّة الواردة في صلاة الاستسقاء، وصفة الصلاة هي:[1]

• يتطهر المسلم في بدنه وثوبه، ويجتمع المسلمون لأداء الصلاة.
• يعقد نيّته على أداء الصلاة تضرّعًا وتذلّلًا لله -تبارك وتعالى- ليقضي حاجته.
• يكبّر مع الإمام في الرّكعة الأولى سبع تكبيراتٍ يبدأها بتكبيرة الإحرام.
• يقرأ دعاء الاستفتاح، ويقرأ الفاتحة وما تيسّر له من سور القرآن الكريم وآياته.
• يتمّ الركعة الأولى كما في الصلوات العادية ركوعًا وقيامًا وسجدتان.
• يقوم للركّعة الثانية، فيكبّر فيها ستة تكبيراتٍ؛ ومن ثمّ يقرأ الفاتحة وآياتٍ من الذّكر الحكيم.
• يتمّ الركعة الثانية كما الصلوات العادية ركوعًا وقيامًا وسجدتين.
• يجلس للتشهد الأخير، فيقول التحيات ويصلي على رسول الله، ويدعو ومن ثمّ يسلّم.
• يستمع لخطبة الإمام بعد الصلاة ويدعو معه دعاء الاستسقاء.

شاهد أيضًا: ماهي صلاة الاستسقاء وكيف تصلى

صلاة الاستسقاء عند المذاهب الأربعة

صلاة الاستسقاء بحكمها وصفتها تختلف بين المذاهب الفقهيّة الأربعة، وسنعرض في الآتي هذه الاختلافات، وآراء العلماء فيها:[2]

• المذهب المالكي: صلاة الاستسقاء سنّةٌ مستحبة، وتصلّى كأي صلاةٍ نافلةٍ عاديّة، أي أنّها ركعتان يكبّر فيهما المسلم تكبيرة الإحرام فلا يزيد في التكبيرات ولا خطبة فيها، ويمكن للمسلمين الاجتماع لصلاتها، كذلك يجوز لهم صلاتها، فرادىً في البيوت.
• المذهب الحنبليّ: اتفق الحنابلة على صفة وحكم صلاة الاستسقاء التي اعتمد عليها الشّافعية في مذهبهم، وأنّها سنّةٌ مستحبّة، أي أنّ صلاة الاستسقاء تصلى كصلاة العيد بعدد التكبيرات والخطبة وغيرها.
• المذهب الحنفي: ذهب المذهب الحنفيّ إلى أنّ صلاة الاستسقاء مندوبةٌ، رغم عدم ورود الأحاديث الصحيحة التي تدلّ على ذلك، وأنّ صفة هذه الصلاة هي الإكثار من الاستغفار والدّعاء والحمد والثّناء على الله تبارك وتعالى، دون أداء ركعتين أو خطبة، والله أعلم.

شاهد أيضًا: متى تقام صلاة الاستسقاء أي ساعة

مشروعية صلاة الاستسقاء

اتّفق جمهور أهل العلم والمذاهب الفقهية الشافعية والمالكية والحنابلة وأبو يوسف من الحنفيّة على أنّ صلاة الاستسقاء هي سنّةٌ مستحبّةٌ للمسلمين، يصلّونها في جماعةٍ طلبًا للغيث والسقيا والرحمة من الله تبارك وتعالى، ولقد وردت العديد من الأحاديث المباركة التي تفيد بذلك، منها الحديث الصحيح عند الإمام البخاري الذي رواه عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- قال: “رَأَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، قالَ: فَحَوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهْرَهُ، واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِما بالقِرَاءَةِ”. [3] والله أعلم.

خطبة الاستسقاء

اختلف أهل العلم في خطبة صلاة الاستسقاء، حيث أنّ فرقةً من العلماء قالوا بأنّ خطبة الاستسقاء تكون بعد أداء الركعتين، وذلك لأنّ الأحاديث النبوية نصّت على أنّ صلاة الاستسقاء كصلاة العيد، وفي صلاة العيد الخطبة تكون بعد الصلاة، وفرقةٌ أخرى من العلماء تقول بأنّ الخطبة تكون قبل الصلاة لعموم الأحاديث التي تقول بأنّ رسول الله دعا ثمّ صلى، ولم يؤجل الدّعاء لما بعد الصلاة، فإن قام الإمام بالخطبة قبل الصلاة صحيح، وإن قام بها بعد الصلاة أيضًا صحيح، والله أعلم.[4]

بهذا نختتم مقالنا كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية حيث تعرّفنا على حكم صلاة الاستسقاء، وصفتها عند المذاهب الفقهية الأربعة الشافعية والحنفية والحنابلة والمالكية، إلى جانب الحديث عن خطبة الصلاة ووقتها.