هل يجوز للمسلم الزواج من يهودية

هل يجوز للمسلم الزواج من يهودية هو ما سوف يتم التعرف عليه تاليًا، لقد تناول الإسلام معظم تفاصيل حياة الإنسان، ولم يترك له أمرًا دون عناية وضبط وفق ما ارتضاه الله تعالى من قوانين وقواعد وضوابط، ومن المواضيع التي اعتنى بها الإسلام ونظمها أحسن تنظيم هي مسألة الزواج، فقد خصها الله بعناية كبيرة لما له من آثار كبيرة على المجتمعات، وسوف يقدم موقع المرجع بعض المعلومات عن الزواج في الإسلام وسوف يتم التعرف على حكم زواج المسلم من اليهودية وسنعرف هل يجوز زواج المسلم من أهل الكتاب غير ذلك من المعلومات المتعلقة.

الزواج في الإسلام

يحث الدين الإسلامي جميع المسلمين على الزواج ويمنع التبتل وينهى عنه، حيث أن التبتل ترك الزواج والزهد فيه والبقاء من دون زواج مدى الحياة، قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ”،[5] كما يعتبر الإسلام أن الزواج سنة من سنن الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، والزواج هو اللبنة الأساسية لتكوين المجتمع وبنائه والنهوض به، لذلك يبين الإسلام الكثير من الضوابط والقواعد لاختيار الزوج أو الزوجة الصحيحة والصالحة، حتى تكون الأسرة صالحة ومتماسكة وتقوم على تربية الأولاد تربية صالحة.[1]

شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة الناشز

هل يجوز للمسلم الزواج من يهودية

إنَّ الإجابة على ذلك هي أنَّه نعم يجوز للمسلم الزواج من يهودية، وقد ورد هذا الحكم الشرعي في كتاب الله تعالى وأحله الله في كتابه العزيز ولذلك لا مجال للشك أو الرد فيه، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: “الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ”.[2]

حكم زواج المسلم بالمسيحية

يجوز للمسلم أيضًا أن يتزوج من المرأة المسيحية من أهل الكتاب ولا حرج في ذلك، حيثُ أنَّ الكتابية سواء كانت مسيحية أو يهودية تؤمن بوجود الله تعالى، وقد تزوج بعض الصحابة من نساء مسيحيات كما ورد في الأثر، منهم حذيفة بن اليمان وطلحة بن عبيد الله وعثمان بن عفان رضي الله عنه.

شاهد أيضًا: ما حكم طرد الزوج لزوجته من البيت

حكم زواج المسلم بغير مسلمة

يجوز للمسلم أن يتزوج من المرأة الكافرة إذا كانت من أهل الكتاب فقط أي إذا كانت مسيحية أو يهودية كما سبق، وذلك لما وردَ في كتاب الله تعالى من جواز ذلك، ولكن لا يجوز للمسلم أن يتزوج من المرأة المشركة، فقد حرَّم الله سبحانه وتعالى ذلك، وهذا لأن المرأة المشركة هي التي لا تؤمن باللهِ تعالى على الإطلاق، وقد جاء نهي المسلمين عن ذلك بشكل صريح في القرآنِ الكريم، إذ قال الله تعالى: “وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ”.[3]

اقرأ أيضًا: ما هو الزواج العرفي وما حكمه في الاسلام

شروط الزواج من غير المسلمة

توجد بعض الشروط التي يجب أن تتوافر من أجل زواج المسلم من المرأة غير المسلمة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شروط الزواج من الكتابية بالتفصيل:[4]

  • أن تكون المرأة على دينها سواء مسيحية أو كتابية ولم تنتقل عن دينها إلى عبادة الأوثان.
  • أن تكون محصنة عفيفة، أي لم يسبق لها العمل بالبغاء ولم تشتهر به، فالمرأة الفاجرة التي تدعو إلى الفاحشة أو تشتهر بها لا يجوز الزواج منها.
  • أن لا تكون المرأة معادية للإسلام وأهل الإسلام.
  • أن تكتمل شروط عقد الزواج بالكامل من مهر وولي ووجود الشهود.
  • أن يأمن المسلم على أبنائه عدم تأثير زوجته على أولاده.

أضرار زواج المسلم من مسيحية

توجد بعض المشاكل والسلبيات التي قد تحدث عند زواج المسلمين من الكتابيات، وفيما يأتي سوف يتم الحديث عنها بشكل موجز:

  • كثرة العنوسة بين نساء المسلمين: ورد في الأثر أن الخليفة عمر بن الخطاب بعث إلى الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما كتابًا يطلب فيه إخلاء سبيل زوجته اليهودية، فسأله حذيفة إن كان فعله حرامًا، فكان جواب عمر رضي الله عنه أنه ليس حرامًا ولكنه يخاف من أن يعم وينتشر بين المسلمين زواج نساء أهل الذمة لحسنهنّ فتكون الفتنة للمسلمات بتركهن من دون زواج، وتكثر نسب العنوسة بين النساء، وهذا يلحق الضرر بالمجتمع بين المسلمين.
  • عدم تمكن المسلم من الولاية على أبنائه: أجمع العلماء على جواز أمر الزوج لزوجته الكتابية بما هو مباح عندها، وما يراه هو واجب، ولكن مسألة الخلاف في أمرها بما هو واجب عليها في تعاليم دينها، ومخالف لما في الإسلام، كشرب الخمر أو أكل لحم الخنزير، ورأي الجمهور بأحقية الزوج في منعها من ذلك قياسًا على الزوجة المسلمة التي قد يمنعها زوجها من أكل الثوم أو البصل مثلًا لكرهه لرائحته، وعلى هذا يجب على الزوج أن يحرص على الاتفاق مع زوجته الكتابية منذ البداية على قوامته في البيت، وعدم منازعته إياها خوفًا مما يترتب على العكس من ذلك.
  • خوف المسلم فيه على ولده: زواج المسلم من امرأة من غير دينه له أثر كبير على عقيدة الأبناء، وعلى سلامة دينهم، وخصوصًا إذا وقع الطلاق، فقد تحكم المحكمة بحضانة الأولاد للزوجة، فيكون التأثير أقوى وأسهل، وقد يحصل أحيانًا تحولهم عن دينهم.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

في نهاية مقال هل يجوز للمسلم الزواج من يهودية تعرفنا على تعريف الزواج في الإسلام، كما عرفنا حكم زواج المسلم من كتابية، وعلى شروط زواج المسلم من كتابية أو من غير المسلمة من أهل الكتاب، وعرفنا الفرق بين الكتابية والمشركة كما تعرفنا على حكم زواج المسلم من مشركة وغير ذلك.

المراجع

  1. wikiwand.com , الزواج في الإسلام , 16/12/2021
  2. سورة المائدة , آية 5
  3. سورة البقرة , آية 221
  4. al-maktaba.org , الزواج في ظل الإسلام , 16/12/2021
  5. سورة الروم , آية 20-22

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *