هل يجوز الصيام بعد نصف شعبان

هل يجوز الصيام بعد نصف شعبان هو الموضوع الّذي سنتحدّث عنه في هذا المقال، فقد اقترب موعد انتصاف شعبان المبارك الّذي أخبرنا عن فضله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والذي يغفل عنه المسلمين، فيفوّتون الفضل والخير والأجر العظيم، ويحبّ الكثير من الناس صيام النصف من شعبان وما بعده من الأيام، لذا فإنّ موقع المرجع سيعرّفنا على مشروعية الصيام بعد انتصاف شهر شعبان، كما سنتعرّف على حكم صيام النصف الاخير من شعبان وحكم صيام شهر شعبان كلّه.

هل يجوز الصيام بعد نصف شعبان

لا يجوز للمسلم أن يصوم بعد نصف شعبان، فقد نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الصّيام بعد أن ينتصف شهر شعبان، فلا يحلّ للمسلم الصّيام ابتداءً من اليوم السّادس عشر من شعبان وحتى اليوم الثّلاثين منها، فقد ورد قوله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا انتَصفَ شعبانُ فلا تَصوموا”.[1] فالمسلم يلتزم بما نهاه عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فلا يصوم إذا نهى عن الصّيام، ويصوم إذا حثّه على الصّيام، لكنّ الشّرع الحكيم استثنى من هذا النّهي من اعتاد على الصّيام الاثنين والخميس أو الثلاثة البيض، كذلك من صام النّصف الأول من شهر شعبانٍ أو كان صيامه قضاءً أو نذرًا أو كفارة، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: موعد صيام الأيام البيض لشهر شعبان 1443 في السعودية

حكم الصيام بعد منتصف شعبان ابن باز

قال الشّيخ عبد العزيز بن بازٍ رحمه الله تعالى، أنّ الصّيام بعد انتصاف شهر شعبان لا يصحّ، وذلك لأنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- أمر النّاس باجتناب الصّيام بعد النّصف من شعبان، وذلك لحكمة وغايةٍ عند الله تبارك وتعالى، لكنّه -صلّى الله عليه وسلّم- لم ينهَ الّذي صام النّصف الأول من شعبان عن صيام النّصف الثّاني، كذلك لم يمنع من كان يقضي صيامًا أو يصوم نذرًا أو كفارة، ولقد قال رسول الله في حديثه الشّريف: “لا تَقَدَّمُوا رَمَضانَ بصَوْمِ يَومٍ ولا يَومَيْنِ إلَّا رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَلْيَصُمْهُ”.[3] فمن الجدير بالمسلم أن يتّبع سنّة الرسول بما أمر ونهى عنه، فالله تعالى أمرنا بأن نطيعه سبحانه ونطيع الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: فضائل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه

النهي عن الصيام في النصف الثاني من شعبان

نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثٍ صحّحه الألباني في صحيح أبي داود، عن الصّيام بعد انتصاف شهر شعبان، وقال الكثير من أهل العلم أن هذا الحديث ضعيفٌ ومنكر، وأنّ الصّيام بعد النصف من شهر شعبان تطوع صحيحٌ وجائز، ولا يصحّ أن يعمل المسلم بما في هذا الحديث الضّعيف، وقال جمهور العلماء حتّى وإن كان الحديث صحيحًا كما قال الشّيخ ناصر الدين الألباني، فالنهي في الحديث الشّريف ليس تحريمًا بل هو كراهةٌ للصيام بعد النصف من شعبان، لكن إن صام المسلم صحّ صيامه بإذن الله تبارك وتعالى.[2]

شاهد أيضًا: موعد ليلة النصف من شعبان 2022 وفضلها

حكم صوم شعبان كاملا

استحبّ أهل العلم الصّيام في شهر شعبان، فصيام غالب أيّامه هو سنّةٌ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث وردت الكثير من الأحاديث النّبويّة الصّحيحة أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصوم شهر شعبان جلّه أو غالب أيّامه، وأحيانًا كان يصله بشهر رمضان، قالت أمّ سلمة رضي الله عنها: “ما رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ شهرينِ متتابعينِ، إلَّا أنَّه كان يصِلُ شعبانَ برمضانَ”.[5] فمن صام شعبان كلّه ووصله بشهر رمضان المبارك فذلك صحيح، ومن صام بعضًا من أيّام شعبان كذلك هو صحيح، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل شهر شعبان يكثر فيه الموتى

هنا نصل لختام مقالنا هل يجوز الصيام بعد نصف شعبان، والذي قدّمنا فيه حكم الصّيام بعد نصف شعبان عند ابن بازٍ وغيره من أهل العلم، كذلك حكم صيام شهر شعبان كاملًا.