هل يجوز قراءة القران من الجوال بدون وضوء

هل يجوز قراءة القران من الجوال بدون وضوء ؟ من الأسئلة الشائعة لدى المسلمين، فكثير من المسلمين يحتاجون لقراءة القرآن الكريم خارج المنزل فلا يجدون إلا هواتفهم الذكية للقراءة منها، وفي هذا المقال سنبين هل يجوز قراءة القران من الجوال بدون وضوء، كما سنبين حكم مس المصحف بدون وضوء، وسنوضح هل يقل الأجر إذا قرأ القران من الجوال الكريم، ويساعدنا موقع المرجع في معرفة الأحكام الشرعية الهامة.

حكم مس المصحف بدون وضوء

إن حكم مس المصحف بدون وضوء محرم، ولم يفرق جمهور أهل العلم بين المحدث حدث أكبر أو المحدث حدث أصغر فكلاهما يحرم عليهما مس القرآن الكريم، والحدث الأكبر‏‏ هو ما يوجب الغسل؛ كالحيض والجنابة والنفاس‏‏، وأما الحدث الأصغر، فهو ما يوجب الوضوء؛ كالبول والغائط وسائر نواقض الوضوء، فما أوجب وضوءًا فقط فهو حدث أصغر، وما أوجب الغسل فهو حدث أكبر، واستدلوا على التحريم بحديث عمرو بن حزم رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كتب إلى أهل اليمن: “أن لا يمس القرآن إلا طاهر”،[1] ولكن يجوز لمن أراد أن ينقل المصحف من مكان لأخر، أن يمسه بحائل كأن يأخذه في لفافة أو في جرابة.[2]

هل يجوز قراءة القران من الجوال بدون وضوء

إن حكم قراءة القران الكريم من الجوال بدون وضوء هو الجواز، فإن للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم بدون أن يتوضأ إذا كان من الجوال أو أحد الأجهزة الالكترونية، وسبب ذلك ما يلي:[3]

  • أن كتابة القرآن الكريم في المصحف تختلف عن كتابته في الجوال والأجهزة الالكترونية، فهو في الأجهزة الالكترونية عبارة عن ذبذبات تعرض ثم تزول وليست حروفا ثابتة كما في المصحف الشريف.
  • الجوال والأجهزة الالكترونية تحتوي على القرآن وغيره من الأمور الأخرى، على عكس المصحف الذي يحوي على كلام الله فقط.
  • أن التحريم الوارد في حديث النبي -عليه السلام- في مس المصحف بغير وضوء، وأما الجوال فلا يسمى مصحفًا، ولهذا لا يأخذ الجوال والأجهزة الالكترونية حكم القرآن الكريم، فيجوز مسه بغير طهارة، ويجوز دخول الخلاء به.

ومع ذلك فالأفضل للمسلم قراءة القرآن من كتاب الله -عز وجل- مباشرةً، إذا لم يكن هناك ضرورة للمسلم من قراءته في الهاتف المحمول، كأن تعذر عليه الوضوء أو وجود مصحف، فإن القراءة من الهاتف المحمول تعد من الترف لاسيما أن القرآن الكريم متوفر.

هل يقل الأجر إذا قرأ القران من الجوال

لا يتأثر أجر المسلم إذا قرأ القرآن من الجوال، ولكن على المسلم أن يقرأ كتاب الله -تعالى-بخشوع وأن يفعل ما يزيد خشوعه، وهذا الأمر يختلف من شخص لأخر فإن زاد خشوع المسلم بقراءة القرآن الكريم من حفظه، فهذا هو الأفضل له، وإذا زاد خشوعه بقراءة القرآن من المصحف، أو من الهاتف المحمول، فهذا هو الأفضل له، فالضابط في المسألة هو ما يكون فيه قلب الانسان أحضر وأخشع ومدى انتفاعه بالقرآن، فقد قال -تعالى-:” أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”،[4] وقال -عز وجل-:”كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ”،[5] فمن السنة أن يقرأ المسلم القرآن بتدبر وحضور القلب، فإن كانت قراءته بتدبر لم ينقص أجره ولو قرأه من حفظه أو من الجوال.[6]

حكم قراءة القرآن الكريم بدون وضوء

يختلف حكم قراءة القرآن الكريم بدون وضوء بالنسبة لنوع الحدث على التفصيل التالي:[2]

  • المحدث حدث أصغر: من كان على غير وضوء وقد أحدث حدثًا أصغر فيجوز له قراءة القرآن الكريم من غير وضوء.
  • الجنب: إن كان المسلم على جنابة فلا يجوز له قراءة القرآن الكريم، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان لا يحجبه شيء عن القراءة إلا الجنابة، فعن علي -رضي الله عنه-: “أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج من الغائط وقرأ شيئًا من القرآن، وقال هذا لمن ليس بجنب أما الجنب فلا ولا آية”.[7]
  • الحائض: اختلف أهل العلم في حكم قراءة القرآن لمن كانت حائض على قولان وهما:
  • الجواز: فيجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم، من حفظها، أو عن طريق مس القرآن بحائل دون مسه مباشرةً، لأن مدة الحيض والنفاس طويلة وليست كمدة الجنابة قصيرة، كما أن الجنب يستطيع أن يتطهر بالاغتسال أما الحائض والنفساء فيجب عليهم ان ينتظروا انتهاء مدة الحيض والنفاس، فلا يصح قياس حكمهم على الجنب لاختلاف المقاس عليه، ولأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة لما حاضت في الحج: “افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ، غيرَ أنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي”.[8]
  • الحرمة: فلا يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم ولو كان من حفظها، وهذا قول بعض أهل العلم الذين قاسوا حكم المرأة الحائض على حكم الجنب، بجامع أن كلاهما محدث حدث أكبر يوجب الغسل.

وبهذا نكون قد بينا في هذا المقال هل يجوز قراءة القران من الجوال بدون وضوء فيجوز للمسلم قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال، لأن كتابته في المصحف تختلف عن كتابته في الجوال، فهو عبارة عن ذبذبات تعرض ثم تزول وليست حروفا ثابتة كما في المصحف.

المراجع

  1. الراوي : عمرو بن حزم | المحدث : الدارمي | المصدر : تنقيح التحقيق الصفحة أو الرقم: 1/227 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده حسن]
  2. binbaz.org.sa , حكم مس المصحف بغير وضوء , 2021-1-22
  3. islamqa.info , قراءة القرآن من الجوال هل يشترط لها الطهارة؟ , 2021-1-22
  4. سورة محمد - آية 24.
  5. سورة ص - الآية 29.
  6. islamqa.info , قراءة القرآن من الجوال هل يشترط لها الطهارة؟ , 2021-1-22
  7. الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن باز | المصدر : مجموع فتاوى ابن باز الصفحة أو الرقم: 150/10 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
  8. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 305 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] , 2021-1-3

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *