هل من السنة اتروش مع زوجي

هل من السنه اتروش مع زوجي مما تتساءل عنه الكثير من السيدات، لا سيما وأن الزواج يبيح للزوجين الكثير من الأمور فيما بينهم، ولذلك سيتم الإجابة في موقع المرجع عن سؤال مقالنا الذي يحمل عنوان هل من السنه اتروش مع زوجي، وسنتعرف على أحكام الغُسل وحكم اغتسال الزوجين من الجنابة معًا، واغتسالهم في رمضان، وسنتحدث عن فوائد الاستحمام بين الزوجين في هذا المقال.

أحكام الغسل

لقد جاء تعريف الغُسْل لغة: سيلان الماء على الشيء، أما والغُسل شرعًا: فهو إفاضة الماء الطهور على جميع البدن على وجه مخصوص وبنية مخصوصة، وأما فرائض الغسل فهي النية وإيصال الماء إلى جميع البدن، ومن موجبات الغسل في الإسلام ما يأتي:[1]

  • الجماع؛ حتى من غير إنزال.
  • خروج المني؛ سواءً بجماع أو احتلام أو استمناء؛ ومن الجدير بالذكر أن خروج المني حال النوم يوجب الغسل وإن لم يحس بالشهوة؛ لأن النائم قد يحتلم ولا يشعر بنفسه، أما خروج المني حال اليقظة فيوجب الغسل إن كان بشهوة، أما إذا نزل المني بدون شهوة لمرض أو تعب؛ فلا يوجب الغسل على قول الجمهور خلافاً للشافعية.
  • انقطاع دم الحائض أو النفساء.
  • الموت؛ إلا الشهداء فهم لا يُغسلون.

ومن الجدير بالذكر أنه لا فرق بين غسل الجنابة وغسل الطهارة من الحيض والنفاس؛ إلا أنه يستحب دلك الشعر في غسل الطهارة من الحيض والنفاس أشد من دلكه في غسل الجنابة، ويستحب أيضاً أن تتطيب المرأة في موضع الدم، إزالة للرائحة الكريهة، وهذا بدليل ما رد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:  “أَنَّ أَسْمَاءَ رضي الله عنها سَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِ الْمَحِيضِ فَقَالَ: ” تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا، فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا، حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِينَ بِهَا! فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ: تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ.وَسَأَلَتْهُ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ: تَأْخُذُ مَاءً فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ عَلَيْهَا الْمَاءَ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ”.[2]

هل من السنه اتروش مع زوجي

يجوز أن تتروش الزوجة مع زوجها؛ كما ورد في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- بدليل قول أم سلمة: “كُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا ورَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن إنَاءٍ واحِدٍ، تَخْتَلِفُ أيْدِينَا فيه مِنَ الجَنَابَةِ“،[3] وعليه فلا حرج في أن يدخل الزوج على زوجته والزوجة على زوجها أثناء الاستحمام، وكما أنه يجوز للزوجين أن يغتسلا معًا من إناء واحد أو في مكان واحد، ولا حرج في ‏ذلك على الصحيح من قول أهل العلم، حيث قال الشوكاني في ذلك: “فأما غسل الرجل والمرأة ووضوءهما جميعًا فلا ‏اختلاف فيه”، ومما ورد أيضًا عن عائشة أنها قالت: “كُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا ورَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن إنَاءٍ واحِدٍ، تَخْتَلِفُ أيْدِينَا فيه مِنَ الجَنَابَةِ“.‏[3]

شاهد أيضًا: لماذا امر الرسول الزوجين بالاستحمام معا

حكم اغتسال الزوجين معًا من الجنابة

أجمع أهل العلم على جواز اغتسال الزوجين معًا من الجنابة، ولا سيما أنه ليس أي جزء من بدن الزوجة عورة للزوج، وكذلك أي جزء من بدنه لها، وعليه فإنه يحل لكل واحد منهما النظر إلى جميع جسم الآخر ومسه، حتى الفرج؛ لأن وَطْأَهَا مُباح، فيكون نظر كل منهما إلى أي جزء من أجزاء الآخر مباحًا، وإن كان بشهوة أو بدون شهوة، وذلك بدليل قول الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}،[4] وقد ورد عن معاوية القشيري قال: “قلتُ يا رسولَ اللهِ عَوْرَاتُنا ما نَأتِي منها وما نَذَرُ ؟ قال : احفظْ عَوْرَتَكَ ، إلا مِن زوجتِكَ أو ما مَلَكتْ يَمِينُكَ“،[5] مما جاء في الغسل من الجنابة ما روته السيدة عائشة –رضي الله عنها- حيث قالت: “كُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا ورَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن إنَاءٍ بَيْنِي وبيْنَهُ واحِدٍ، فيُبَادِرُنِي حتَّى أقُولَدَعْ لِي، دَعْ لِي. قالَتْ: وهُما جُنُبَانِ”،[6] وهذا هو الاستدلال بجواز اغتسال الزوجين معًا من الجنابة، فالنص هنا يدل على أنه يجوز للرجل أن يغسل زوجته من الجنابة.

شاهد أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة

فوائد اغتسال الزوجين معًا

أجاز العلماء استحمام الزوجين في الشرع الإسلامي، لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه سلم-  ومن الجدير بالذكر أنه لا شيء يذكر بالسنة النبوية إلا وله فوائد تحصى بعد البحث عنها، ولهذا مما جُمع في فوائد الاغتسال علميًا وصحيًا ما يأتي:

  • كسر حاجز الخجل بين الطرفين: حيث يساعد استحمام الزوجين معًا على كسر حاجز الخجل بينهما إلى حد كبير.
  • علاج سرعة القذف لدى الرجال: حيث تساعد تلك الطريقة على علاج المشكلات الجنسية التي يعاني منها الرجل.
  • تخفيف حدة التوتر: فالاستحمام مع شريك الحياة يعمل على تخفيف حدة التوتر بين الطرفين، وتهدئة الأعصاب، وهذا عن طريق الاستمتاع بالمياه الدافئة.
  • زيادة الرغبة الجنسية لدى الطرفين: فالإثارة البصرية الناتجة عن استحمام الزوجين؛ عمل على زيادة الرغبة الجنسية لدى الطرفين.
  • مفيد لصحة الجسم: فالاستحمام بالماء الدافئ من شأنه العمل على تحسين وتنشيط الدورة الدموية للجسم.
  • زيادة الثقة بالنفس والشعور بالأمان: حيث إن تواجد الزوجين معًا في مكان واحد منفردين يساعد على الشعور بالأمان وبالأخص لدى الزوجة، كما أن الاستحمام مع شريك الحياة يرفع من درجات الثقة بالنفس لدى الطرفين.
  • كسر الروتين بين الزوجين: استحمام الزوجة مع زوجها يكسر الروتين بين الطرفين، حيث يعد من الأشياء غير الاعتيادية التي تساعد على إنشاء علاقة عاطفية خالية من الملل بين الطرفين.
  • الدعابة بين الطرفين: من فوائد استحمام الزوجين معًا خلق روح الدعابة بينهما التي تقلل من حدة التوتر والضغط النفسي والخجل، ويكون ذلك عن طريق اتباع بعض الأساليب الفكاهية كرش الماء علي بعضهما البعض.
  • جيد لصحة القلب: فهذا سيسرع من ضربات القلب، ويعمل على تقويته وزيادة صحته وحمايته من الأمراض.

شاهد أيضًا: تفسير رؤية حلم الجماع في المنام للنابلسي وابن شاهين وابن سيرين

استحمام الزوجين معًا في رمضان

لقد ذكرنا أنه يجوز اغتسال الزوجين معًا من الجنابة أو من غيرها، ولا حرج في ذلك لما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في اغتساله مع زوجاته من إناء واحد، وأما جماع الزوجين الذي يوجب الغسل فهو جائز في رمضان؛ ولكن يكون ذلك من بعد المغرب إلى قبل وقت الإمساك، ففي هذا الوقت يحق للزوج من مجامعة زوجته والاستحمام والاغتسال معًا بنية رفع الحدث أو تأخير الاغتسال، فإذا جامع في الليل ثم أصبح واغتسل بعد الفجر فلا حرج عليه في ذلك، وهكذا قالت أمُّ سلمة: “أنَّ مَرْوَانَ أَرْسَلَهُ إلى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ يُصْبِحُ جُنُبًا، أَيَصُومُ؟ فَقالَتْ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِن جِمَاعٍ، لا مِن حُلُمٍ، ثُمَّ لا يُفْطِرُ وَلَا يَقْضِي”،[7] وعليه فلا بأس أن يجامع الإنسانُ في آخر الليل، ثم يتسحر، ثم يغتسل بعد أذان الفجر.

أما جماع الزوجين واغتسالهم في نهار رمضان فهذا غير جائز على الصحيح من القول، ويترتب على ذلك: الإثم وفساد الصوم،  ووجوب الإمساك فكل من أفسد صومه في رمضان بغير عذر شرعي فإنه يجب عليه الإمساك وقضاء ذلك اليوم، وعليه وجوب القضاء لأنه أفسد عبادة واجبة فوجب عليه قضاؤها، وأخيرًا عليه الكفارة وهي أغلظ الكفارات؛ تكون بعتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.

ومن هنا نصل إلى ختام المقال الذي حمل سؤال هل من السنه اتروش مع زوجي، وتعرفنا على جواز ذلك، لما جاء في السنة النبوية الشريفة وفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك مع زوجاته، وتعرفنا على أحكام الغسل وحكم الاستحمام في نهار رمضان.

المراجع

  1. alukah.net , أحكام الغسل , 29/08/2021
  2. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 332، صحيح
  3. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 321، صحيح
  4. سورة المؤمنون , الآيات 5-6
  5. إرواء الغليل , الألباني، معاوية بن حيدة القشيري، 1810، حسن
  6. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 321، صحيح
  7. صحيح مسلم , مسلم، أم سلمة أم المؤمنين، 1109، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *