هل يفيد قوله تعالى قل تمتعوا

هل يفيد قوله تعالى قل تمتعوا، سؤال من الأسئلة التي تطرح عند قراءة هكذا نوع من الآيات، التي فيها أسلوب من أساليب اللغة العربية، التي جاء القرآن الكريم لبيان عظمة هذه اللغة وكيف أنه لا تخلو آية من أساليبها، وكان هذا من نعم الله تعالى على العباد أن جعل كتابه مليء بالقصص والعبر والمعاني، وأساليب الغة العربية، ولهذا ستتم الإجابة في موقع المرجع على عنوان المقال الحالي هل يفيد قوله تعالى قل تمتعوا، ومن ثم سنتعرف على أنواع أسلوب الأمر في القرآن الكريم، وسنتطرق إلى تفسير الآية الكريمة في هذا المقال.

هل يفيد قوله تعالى قل تمتعوا

إن القرآن الكريم اشتمل على العديد من أساليب البيان؛ التي يقف أمامها العبد المسلم في كل ذهول وتفكر، لعظمة الخالق وقدرته على سياق هذه الآيات الكريمة، وقد يحتاج إلى بيان وتوضيح، ولهذا فقد بيّن أهل التفسير واللغة؛ في الإجابة على أنه هل يفيد قوله تعالى قل تمتعوا:

  • الإجابة: لا يفيد الأمر في قل تمتعوا الجواز بتمتع الكافرين في الدنيا، وإنما جاء الأمر للتوبيخ والتهديد.

شاهد أيضًا: ما هي اول سورة بالقران نزلت كاملة

ما هي أنواع الأمر في القرآن الكريم

إنَّ صيغة الأمر هي الصيغة الثالثة في اللغة العربية من صيغ الأفعال، وقد وردت في كتاب الله العزيز بأنواعها الأربعة مع بيان لكل نوع من الأنواع، وهي على النحو الآتي:[1]

  • ما جاء كفعل أمر صريح؛ كقوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}.[2]
  • ما جاء كاسم فعل للأمر؛ قال تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ}.[3]
  • ما جاء فعل مضارع مجزوم بلام الأمر؛ قال تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}.[4]
  • ما جاء مصدر نائب عن فعل الأمر؛ كقوله تعالى: {فَضَرْبَ الرِّقَابِ}.[5]

ومن الجدير بالذكر أن الأنواع الأربعة أجمع العلماء على أنها قد تأتي في القرآن الكريم عل غير الوجوب، فمنها ما يفيد التهديد ومنها ما يفيد التعجيز، ومنها ما يفيد التسوية بين الفعلين، ومنها ما يفيد الدعاء؛ وهذا يكون بتتبع النص القرآني ومعرفة الحكمة من السياق الذي جاء به.

شاهد أيضًا: ما هو اول رقم ذكر في القران

تفسير قوله تعالى {قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار}

ذكر أهل التفسير العديد من المعاني التي تحت هذه الآية الكريمة؛ إلا أنهم أجمعوا أن الطلب الذي في الآية هو طلب تهديد وليس وجوب، وعليه فقد ذكر السعدي في تفسيره؛  أي قل لأهل الكفر متوعدًا: {َتمَتَّعُوا}، بما عليه من كفر وضلال؛ فإنه لن ينفعكم في الدنيا والآخرة، {فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ}؛ أي:إن مأواكم ونهايتكم نار جهنم وبئس المصير، وقد ذكر ابن كثير أيضًا: في تفسيره حيث قال: توعد الله تعالى الكفار على لسان نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في قوله: {قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ}، افعلوا ما شئتم من أفعال فمها تكن فإن مرجعكم إلى النار، كما في قوله: {فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ}، كما في قوله تعالى: {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ}.[6] [7]

وبهكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال هل يفيد قوله تعالى قل تمتعوا، وبينا أنه لا يفيد الوجوب وإنما التهديد والتوبيخ، ومن ثم بينا أنواع صيغ الأمر في اللغة العربية وبيناها في القرآن الكريم، ومن ثم تطرقنا إلى تفسير الآية الكريمة من سورة إبراهيم.

المراجع

  1. islamweb.net , صيغة الأمر في القرآن , 24/10/2021
  2. سورة الإسراء , الآية 78
  3. سورة المائدة , الآية 105
  4. سورة الحج , الآية 29
  5. سورة محمد , الآية 4
  6. سورة لقمان , الآية 24
  7. e-quran.com , تفسير ابن كثير , 24/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *