هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى

هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى من الأسئلة المهمّة التي لابدّ من الإجابة عليها، فهاتان الصّلاتان من الصّلوات النافلة التي وصّى بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وهما من النّوافل غير الرّاتبة، والنّافلة هي الزّيادة وتعني كلّ ما زاد عن الفرض، وبالنّوافل يسدّ المسلم النّقص الحاصل في الفرائض، لذلك يساهم موقع المرجع في بيان فيما إذا كانت صلاة الشروق هي صلاة الضحى.

هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى

نعم صلاة الضّحى وصلاة الشّروق صلاةٌ واحدة لكن ما كان في أوّل وقتها سمّيت صلاة الشّروق وما كان في آخر وقتها سمّيت صلاة الضّحى، فالنّوافل في الصّلوات تُضاعف أجر المسلم وترفع ميزان حسناته، ومن النّوافل التي عظم أجرها هي صلاة الضّحى، ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه الصّحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- حين قال: “مَن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ ثمَّ قعدَ يذكرُ اللَّهَ حتَّى تطلعَ الشَّمسُ ، ثمَّ صلَّى رَكْعتينِ كانت لَهُ كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ ، قالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ”.[1]

وبإجماع أهل العلم أن الرّكعتين المقصودتين في الحديث هما ركعتي الضحى، واللّتان تسمّيان صلاة الإشراق، فصلاة الضّحى من الممكن أن تكون صلاة إشراق إذا صلّاها المسلم أول ارتفاع الشّمس، ويمكن أن تكون الصّلاة ضحى إن أخّرهما المسمل لآخر الوقت قبيل الظّهيرة، فوقت الضّحى يبدأ بعد ارتفاع الشّمس قيد رمح، وهو الوقت المحدّد بوقت النّهي بعد صلاة الفجر، ويُشترط للمسلم الذي يُريد أن يصلّي صلاة الشّروق أن يُصلّي الصّبح ويبقى في مُصلّاه ينتظر بداية الوقت المشروع لها، ولكنّ أفضل وقتٍ لصلاة الضّحى هو ما رواه زيد بن أرقم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “صلاةُ الأوّابِينَ حِينَ تَرمُضُ الفِصالُ”.[2] وصلاة الأوابين هي صلاة الضّحى، وترمض الفصال أي تشتدّ الحرارة وهو الوقت قبيل صلاة الظّهر، فعلى كلّ مسل أن يُكثر من النّوافل وأن يُصلي الضّحى ليكسب الأجر العظيم الذي وعد الله ورسوله به المسلمين المصلّين.[3]

شاهد أيضًا: صلاة الضحى كم ركعة

حكم صلاتي الشروق والضحى

بعد الإجابة على سؤال هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى سيتمّ التّعرف على حكم صلاتي الشّروق والضّحى، فصلاة الضّحى هي الصّلاة التي يؤديها المسلم في وقت الضّحى وهو أوّل النّهار، وصلاة الإشراق أو الشّروق هي صلاة الضّحى في أوّل وقتها، ورد عن الصّحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- قوله عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ”.[4] فالنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُرشد أصحابه والمسلمين ويوصيهم بكلّ ما فيه خير لهم  في دينهم ودنياهم، وفي هذا الحديث وغيره من الأحاديث الواردة عنه وصّى بصلاة الضّحى، التي تسمّى صلاة التّسبيح، فحكم صلاة الضّحى والإشراق أنّهما سنّةٌ مستحبّة لكلّ مسلم، وعلى  كلّ مسلمٍ أن يتّبع سنّة النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- ويهتدي بهديه.[5]

وقت صلاتي الضحى والشروق

إنّ الضّحى تعني الوقت بعد شروق الشّمس إلى ظهور النّهار، وارتفاع الشّمس إلى ربع السّماء وما بعده من الوقت حتّى ميلها عن منتصف السّماء، والشّروق بمعنى أشرقت الشّمس طلعت وأضاءت، فوقت صلاتي الضّحى والشّروق سيتمّ بيانهما في هذه الفقرة من المقال، فصلاة الإشراق هيي ذاتها صلاة الضّحى لكنّها تؤدّى في أوّل وقتها، وسميّت بصلاة الإشراق لكونها تُثفعل عقب شروق الشّمس وارتفاعها، ووقت صلاة الضّحى من طلوع الشّمس وارتفاعها إلى قبيل صلاة الظّهر، وقدّره أهل العلم بأنّه بعد شروق الشّمس بربع ساعة إلى قبيل صلاة الظّهر بعشر دقائق، وأفضل وقتٍ لصلاة الضّحى هو بعد اشتداد حرّ الشّمس وهذا يكون بعد مضيّ ربع النّهار، أي نصف الوقت بين طلوع الشّمس وصلاة الظّهر، فصلاة الضّحى يكون أفضل وقتها إذا علت الشّمس واشتد حرّها، ودليل وقتها ما رواه عمرو بن عبسة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- حين قال: “قدِم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فقدِمْتُ المدينةَ، فدخلتُ عليه، فقلتُ: أخبِرْني عن الصلاةِ، فقال: صلِّ صلاةَ الصُّبحِ، ثم أَقصِرْ عن الصَّلاةِ حين تطلُعُ الشمسُ حتى ترتفعَ؛ فإنَّها تطلُع حين تطلُع بين قرنَي شيطانٍ، وحينئذٍ يَسجُد لها الكفَّارُ، ثم صلِّ؛ فإنَّ الصلاةَ مشهودةٌ محضورةٌ، حتى يستقلَّ الظلُّ بالرُّمح”.[6] فمن المهمّ للمسلم العناية بهذه الصّلاة والمحافظة عليها قدر ما أمكنه.[5]

ما هي صلاة الضحى

بعد الحديث عن إجابة سؤال هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى، يجدر بنا التّعريف بصلاة الضّحى وماهيّتها، فقد عرّفها أهل العلم على أنّها الصّلاة الّتي يمكن للمسلم أن يؤدّيها في وقت الضّحى، وهو أوّل النّهار كما ذكرنا سابقاً أي بعد أن ترتفع الشّمس مقدار رمح، ويمتدّ وقتها حتّى ما قبل الزّوال، أي عندما تستوي الشّمس في السّماء، وصلاة الضّحى سنّةٌ مستحبّةٌ، من السّنن النّبويّة العظيمة، وفيها أجرٌ وفضلٌ كبير، ووردت العديد من الأدلّة في السّنّة المباركة، ومنها:[5]

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى”.[7]
  • قال الصّحابي ّالجليل أبو الدّرداء: “أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ ما عِشْتُ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لا أَنَامَ حتَّى أُوتِرَ”.[8]
  • وينبغي على كل ّمسلمٍ أن يلتزم بوصيّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم كما الصّحابة الكرام قد التزموا بها، والله أعلم.

عدد ركعات صلاة الضحى

اختلف العلماء في تحديد عدد ركعات صلاة الضّحى، لكنّ ما ورد من الأحاديث النّبويّة قد بيّنت أقلّ عدد ركعاتٍ لصلاة الضّحى، يسنّ للمسلم أن يؤدّيها، وهي ركعتان، وذلك جاء في حديث أبي ذرٍّ الغفاريّ، والّذي سبق ذكره، أمّا عن أكثر ما يكون من عدد الرّكعات:[9]

  • فمن العلماء من قال بأنّ أكبر عدد ركعاتها ثماني ركعاتٍ فقط، حيث أيّد هذا القول المذهب المالكيّ والمذهب الحنبليّ، حيث ورد في صحيح مسلم أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصلّي صلاة الضّحى ثماني ركعات، حيث صلّى ثماني ركعات يوم فتح مكّة المكرّمة، فقد ورد في صحيح البخاريّ ما يأتي: “ما حَدَّثَنا أحَدٌ، أنَّه رَأَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هانِئٍ فإنَّها قالَتْ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ”.[10]
  •  أمّا المذهب الشّافعيّ والحنفيّ وأحمد أنّ أكثر عدد ركعات صلاة الضّحى، هو اثنتي عشرة ركعة، حيث استندوا بذلك على حديثٍ قيل أنّ في إسناده ضعفٌ، وهو “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : من صلَّى الضُّحَى اثنتَيْ عشرةَ ركعةً ، بنَى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ من ذهبٍ”.[11]
  • أمّا ما صحّ من فهو الإطلاق في عدد الرّكعات، أي أن يصلّي المسلم العدد الّذي يشاء من الرّكعات، شرط أن يبدأ باثنتين، وأن يصليها مثنى مثنى، أي كلّ ركعتين على حدة، والله أعلم.

ماذا يقرأ في صلاة الضحى

إنّ صلاة الضّحى كأيّ صلاةٍ عاديّةٍ لها نفس الصّفة، ونفس الأركان ونفس الواجبات والسّنن، ومن أركان الصّلاة قراءة الفاتحة، فعلى المسلم عندما يصلّي الضّحى، أن يقرأ سورة الفاتحة، ثمّ يقرأ ما فتح الله عليه من آيات القرآن الكريم الأخرى، وهذا الأمر سنّة، فإن قرأ سورةً من السّور الطّوال فله أجر، وإن قرأ سورةً قصيرةً أو حتّى آيةً واحدة بعد الفاتحة، فله أجرٌ أيضاً، وإن لم يقرأ شيئاً قط بعد الفاتحة، فلا حرج عليه ولا إثم، والله أعلم.[12]

شاهد أيضًا: حديث يدل على خطورة ترك الصلاة

قد قدّمنا من خلال هذا المقال إجابة هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى ، وعرضنا العديد من الأحكام المتعلّقة بصلاة الضّحى كتعريفها وحكمها ووقتها، وكذلك عد ركعاتها وما يُقرأ فيها، ومن الجدير بالمسلم أن يلتزم سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويتّبعها، وألّا يهملها فيكسب بذلك أجراً عظيماً بإذن الله تعالى.

المراجع

  1. الترغيب والترهيب , المنذري/220/1إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
  2. صحيح الجامع , الألباني/زيد بن أرقم وعبد الله بن أبي أوفى/3815/صحيح
  3. islamweb.net , صلاة الإشراق هل هي صلاة الضحى؟ , 11/07/2021
  4. صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/1178/صحيح
  5. dorar.net , صلاةُ الضُّحى , 11/07/2021
  6. صحيح مسلم , مسلم/عمرو بن عبسة/832/صحيح
  7. صحيح مسلم , مسلم/أبو ذرٍّ الغفاري/720/صحيح
  8. صحيح مسلم , مسلم/أبو الدرداء/722/صحيح
  9. islamqa.info , عدد ركعات صلاة الضحى , 11/07/2021
  10. صحيح البخاري , البخاري/فاختة بنت أبي طالب أم هانئ/1176/صحيح
  11. التلخيص الحبير , ابن حجر العسقلاني/أنس بن مالك/508/2/إسناده ضعيف
  12. binbaz.org.sa , حكم صلاة الضحى وذكر عددها وما يقرأ فيها , 11/07/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *