هل طالبان سنة ام شيعة
جدول المحتويات
هل طالبان سنة ام شيعة سؤالٌ تردّد في الآونة الأخيرة بعد سيطرة حكومة طالبان على كافة الأراضي الأفغانيّة، وفرار الرئيس الأفغاني ونائبه ومستشاريه على متن طائراتٍ خاصّة، وانهيار الجيش الأفغاني بدون أيّ اصطدامات مع حركة طالبان، وذلك بعد قرار الولايات الأمريكية المتحدة لسحب جيشها من أفغانستان، حيث أدّى ذلم إلى تولّي حركة طالبان مقاليد الحكم في البلاد بعد أن أصبحت كلّ الأراضي الأفغانيّة تحت سيطرتها، وفي هذا المقال يهتم موقع المرجع ببيان هل طالبان سنة أم شيعة.
طالبان ويكيبيديا
قبل إجابة سؤال هل طالبان سنة ام شيعة سيتم التعريف بطالبان ويكيبيديا، فطالبان هي حركةٌ قوميّة إسلاميّة سياسية مسلحة، أُسّست عام 1994 م، حكمت في أفغانستان وسيطرت على العاصمة كابل في 27/ سبتمبر /1996 م، وفي هذا الوقت أعلنت عن قيام إمارةٍ إسلاميّةفي أفغانستان، وظلت في الحكم حتّى عام 2001م ، وهي تختلف عن حركة طالبان باكستان، حيث نشأت في ولاية قندهار الواقعة جنوب شرق أفغانستان على حدود باكستان، حيث رغب مؤسّسها في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة الأمن والأمان لأفغانستان، حيث أنّه وبعد سقوط الجمهوريّة الأفغانيّة التي دعمها الاتّحاد السوفييتي في عام 1992 م تردّت الأوضاع في أفغانستان وشاعت الفوضى، وقد أدّت حادثة اختطاف فتاتين في إحدى القرة الأفغانيّة لقيام مؤسس طالبان بتشكيل قوة لاسترجاع الفتاتين وبالفعل قام بذلك وأعدم الفاعلين على حبل المشنقة، وتطوّر بعد ذلك وعاود الظّهور مع آلاف الرّجال المسلّحين بهدف حماية التّجار الباكستانيّين.[1]
شاهد أيضًا: كم عدد سكان افغانستان 2021
هل طالبان سنة ام شيعة
الحقيقة أنّ طالبان حركة إسلاميّة سنّيّة عقيدتها مبنيّة على الدّليل الشّرعي من القرآن والسّنة، حيث أنّ حركة طالبان تعتنق العقيدة السنّية ويميلون في أحكامهم إلى المذهب الحنفي وقيل أنّهم يتشدّدون في ذلك، ويستامحون مع من خالفهم من بني جنسهم من المذاهب السّنيّة، لكنّ المشهور في وصف الحركة أنّها حركةٌ عقائديّة تقوم على الأخذ بمبادئ متشدّدة في تفسير الدّين الإسلامي، حيث أنّ حركة طالبان تعتبر الحكم الشّرعي في المذهب الحنفي حكماً واحداً لا يحتمل المناقشة فيه، وتنفيذ هذا الحكم يصبح واجباً عليها حتّى لو كانت هنالك أحكامٌ تُعارضه من غير المذاهب، استمدّ أفراد حركة طالبان تعليمهم من الهند وهذا انعكس على أسلوبهم في الحكم، والمدارس الهندية التي تعلّموا منها، كانت تسمّة المدارس الديونبندية، نسبةً لقرية ديوبند في الهند، حيث كانت الدراسة عندهم تعتمد على العلوم الإسلاميّة من تفسيرٍ وحديث وسيرةٍ نبويّة، ولم تكن تهتمّ بالعلوم العصريّة كثيراً، ويُطلق على كلّ شخص لقب أو اسم بحسب تدرّجه في تحصيله العلميّ، طالب الذي جمعه في لغة البشتو طالبان، والطّالب من يبدأ بالدّراسة ويدخل المدرسة، ثمّ يُقال له ملّا وهو الشّخص الذي قطع شوطاً في دراسته لكنّه لم يتخرّج، وعندما يكمل المنهج ويتخرّج من دورة الحديث يوضع على رأسه عمامة ويحصل على إجازة في التّدريس، ويسمّى المولوي.
بعد أن تمكّنت طالبان من السّيطرة على قندهار عام 1995 م هاجمت العاصمة كابول، لتسيطر عليها بعد فرار الحاكمين فيها في 26 /سبتمبر/1996 م، وأنشأت حركة طالبان إمارة أفغانستان الإسلاميّة وتسلّمت مقاليد الحكم في أفغانستان، اعترفت بها باكستان كحكومةٍ شرعيّة للبلاد، ثمّ المملكة العربيّة السّعوديّة، والإمارات العربية المتّحدة، ولم يعترف أحدٌ من بقيّة دول العالم بها، وظلّت طالبان مُحاربةً من قبل التحالف الدّولي.[2]
اقرأ أيضًا: من هو رئيس طالبان الجديد
من هو مؤسس طالبان
تحدّثنا فيما سبق عن طالبان سنة ام شيعة، لكن من هو مؤسس طالبان ؟ إنّ طالبان قد تأسست ونشأت على يد الملّا محمّد عمر مجاهد، وذلك في عام 1994 للميلاد، وساعده بذلك الطّلبة الّذين بايعوه على الإمارة، وهم طلبة المدارس الدّينيّة، وسيطر بهذه الحركة الإسلاميّة على الكثير من مناطق دولته أفغانستان، وكانت تُعرف هذه الحركة الإسلاميّة بطلبة جامعة علماء الإسلام، قبل أن يصير اسمها طالبان، وهذه هذه المنظّمة الأساسيّ، تطبيق أحكام الشّريعة الإسلاميّة، وإعادة قيام الدّولة الإسلاميّة، كذلك القضاء على مظاهر الفساد والانحلال الأخلاقيّ الّتي انتشرت مظاهره في أفغانستان وفي العالم كلّه، وكانت أوّل عمليّةٍ يقوم بها الملا عمر، بعد تأسيس طالبان، هي بعد سماعه عن اختطاف فتاتين واغتصابهما، فسعى مع ثلاثين رجلاً لملاحقة المختطفين والمغتصبين، وأوصلوهم إلى حبل المشنقة، ثمّ بدأ بالتّوسّع حتّى سيطر على العاصمة الأفغانيّة كابل، وسيطر بعدها على العديد من المناطق، حتّى عام 2001 للميلاد، وبعد ضغوطٍ دوليّةٍ كثيرة، تمّ التّراجع عن الاعتراف بحكومة طالبان، الّتي بدأت الهجمات المتتالية عليها حتّى بدأت بالتّراجع عن المناطق الّتي سيطرت عليها، واستبعدت من الحكم في أفغانستان.[2]
العوامل التي أدت لبروز حركة طالبان
إنّ لانتشار حركة طالبان وبروز اسمها في أفغانستان وفي العالم كلّه، عواملٌ عديدة، منها ما هو خارجيّ ومنها هو داخليّ، وسنذكر تباعاً العوامل التي أدت لبروز حركة طالبان، وهي:[2]
- العوامل الخارجيّة: وهي الضّغوط من الولايات المتحدّة الأمريكيّة لإيقاف التّوسّع الإيراني، كذلك كانت تريد الولايات المتحدّة الأمريكيّة ضرب الأصوليّة الأفغانيّة، لكنّ تطوّر طالبان ومقاطعة مصالحها لمصالح الولايات الأمريكيّة، جعل الأمريكان يبدؤون بالهجمات ومحاربة هذه الحركة.
- العوامل الدّاخلية: ظهور طبقةٍ من الأفغانييّن يتمتّعون بالثّراء الفاحش وذلك بسبب التّجارة بالأحجار الكريمة والمعادن الثّمينة والتّجارة بالأسلحة والذّخيرة أثناء الحرب السّوفييتيّة الأفغانيّة.
- توتّر الوضع الأمني وانتشار عمليات اختطاف السّيارات والبشر، وانتشار القتل والاشتباكات المسلّحة، في الأماكن المزدحمة.
- الفساد والانحلال الأخلاقي الّذي انتشر بعد ان حكم الشّيعيّون الكثير من مناطق أفغانستان، فانتشرت الرّذيلة والفساد.
- الفوضى العارمة في أفغانستان وانعدام النّظام فيها والانقسام الكبير بين الجماعات والصّراعات الدّائمة فيما بينها.
- اغتيال أحمد شاه مسعود قائد تحالف الشّمال المناوئ لحركة طالبان.
- انتشار الحروب الأهليّة الطّاحنة في أفغانستان والصّراعات الدّائمة على السّلطة، والخسائر البشريّة الكبيرة.
قدّمنا في هذا المقال هل طالبان سنة ام شيعة التّعريف بحركة طالبان الإسلاميّة الّتي أدّى إلى ظهورها العديد من العوامل الدّاخليّة والخارجيّة الّتي تمّ ذكرها، بالإضافة إلى ذكر مؤسس طالبان، ونشأة هذه الحركة القوميّة.
التعليقات