حكم صيام آخر يوم من شعبان قضاء

حكم صيام آخر يوم من شعبان قضاء هو أحد الأحكام الشرعية المهمة التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين مع اقتراب انتهاء شهر شعبان وبداية شهر رمضان، حيث يُسمّى اليوم الأخير من شهر شعبان بيوم الشكل، وفي هذا المقال من مقالات موقع المرجع سوف نتحدث عن يوم الشكّ وعن حكم صيام هذا اليوم بنية قضاء صيام يوم سابق، بالإضافة إلى الحديث عن حكم القضاء في النصف الثاني من شعبان وحكم الصيام بعد منتصف شعبان في الإسلام.

ما هو يوم الشك

يُعرّف يوم الشك على أنّه اليوم الثلاثون من شهر شعبان، وسُمِّي بيوم الشكّ لأنّ الناس تشكّ في أنه آخر يوم من شعبان أم أنّه اليوم الأول من رمضان، ففي يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان وعند غروب الشمس تحديدا يتم تحري هلال شهر رمضان المبارك، وإذا تعذّرت رؤية الهلال يكون اليوم التالي آخر أيام شهر شعبان، وهنا يمكن أن يحدث الخطأ بسبب احتجاب الهلال بالغيوم أو لأي أسباب أخرى، ولذا فقد يكون يوم الثلاثين من شهر شعبان أول أيام شهر رمضان بسبب الخطأ في رؤية الهلال، ولهذا سُمِّي هذا اليوم بيوم الشك.[1]

شاهد أيضًا: حكم صيام يوم العيد

حكم صيام آخر يوم من شعبان قضاء

رأى أغلب أهل العلم أنَّ صيام اليوم الأخير من شهر شعبان للقضاء جائز ولا حرج فيه على الصائم إن كان صيامه للقضاء حصرًا، فقضاء الصيام واجب على المسلم، واستدلّ أهل العلم في هذا القول على ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ. قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النبيِّ أوْ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ”[2] والله تعالى أعلم.

حكم صيام يوم الشك

ذهب غالبية أهل العلم إلى أنّه يحرم على المسلم أن يصوم يوم الشك إلّا للقضاء، وذلك من باب الاحتياط خوفًا من أن يكون يوم الشك أول أيام شهر رمضان المبارك، وقد ذكر هذا القول المالكية وأتباع المذهب الشافعي وورد في رواية عن الإمام أحمد، وذهب إليه ابن حزم وابن عبد البر وابن عثيمين أيضًا، واستدل أهل العلم في هذا القول بالنصوص الشرعية الآتية:

• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “لا تَقَدَّموا الشهرَ بصومِ يومٍ ولا يومينِ إلا أن يوافقَ ذلك صوْمًا كان يصومهُ أحدكُم صُوموا لرُؤْيَتهِ وأفْطِروا لرؤيتهِ، فإن أُغْمِيَ عليكُم، فعُدُّوا ثلاثينَ، ثُمّ أَفطِروا”.[3]
• وجاء عن صلة بن زفر أنّه قال: “كنَّا عندَ عمَّارٍ في اليومِ الَّذي يُشَكُّ فيهِ، فأتي بشاةٍ، فتنحَّى بعضُ القومِ، فقالَ عمَّارٌ: من صامَ هذا اليومَ فقد عَصى أبا القاسِمِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ”.[4]

حكم قضاء الصيام في النصف الثاني من شعبان

ذهب أهل العلم في حكم صيام القضاء في النصف الثاني من شهر شعبان إلى أنّه يجوز للمسلم أن يقضي صومًا عليه في النصف الثاني من شعبان، لأنّ هذا يدخل في الاستثناء الوارد في الحديث الشريف الذي نهى عن الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان، قال عليه الصلاة والسلام: “لا تَقَدَّموا الشهرَ بصومِ يومٍ ولا يومينِ إلا أن يوافقَ ذلك صوْمًا كان يصومهُ أحدكُم صُوموا لرُؤْيَتهِ وأفْطِروا لرؤيتهِ، فإن أُغْمِيَ عليكُم، فعُدُّوا ثلاثينَ، ثُمّ أَفطِروا”[3] فقوله إلّا أن يوافق ذلك صومًا كان يصومه أحدكم أي من كان عليه قضاء أو من صام في النصف الأول من شهر شعبان وأراد أن يصل النصف الثاني صيامًا بالنصف الأول، والله تعالى أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم صيام النصف الاخير من شعبان

بهذه الأحكام الشرعية نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على تعريف يوم الشك ومررنا فيه على حكم صيام آخر يوم من شعبان قضاء وتحدثنا عن حكم صيام يوم الشك وعن حكم قضاء الصيام في النصف الثاني من شعبان.