حكم ركوب الخيل للنساء ابن باز

حكم ركوب الخيل للنساء ابن باز هو أحد الأحكام الشرعية المهمة التي ينبغي على كلّ امرأة مسلمة أن تكون على دراية ومعرفة بها، وذلك لأنَّ ركوب الخيل من الأشياء التي اشتهر بها العرب منذ القدم، وفي هذا المقال من موقع المرجع سوف نتحدث عن مكانة الخيل في الإسلام وعن حكم ركوب الخيل للنساء كما سنلقي الضوء على بعض الأحكام الشرعية التي تتعلق بالخيل في الإسلام.

مكانة الخيل في الإسلام

إنَّ للخيل مكانة مرموقة في الإسلام ومكانة مرموقة عند العرب قبل الإسلام أيضًا، وقد وردت نصوص شرعية كثيرة في السنة النبوية الشريفة وفي القرآن الكريم تدل على مكانة الخيل في الإسلام، وهذه النصوص هي:[1]

• قال تعالى في سورة العاديات: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}[2] والعاديات في الآيات الكريمة هي الخيول التي تعدو في المعركة.
• قال تعالى في سورة آل عمران: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ}.[3]
• وفي حديث طويل رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “الْخَيْلُ ثَلاَثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَلِرَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيُعِدُّهَا لَهُ، فَلاَ تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرًا، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ، مَا أَكَلَتْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَجْرًا، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهْرٍ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ – حَتَّى ذَكَرَ الأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا – وَلَوْ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِهَا، وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا، وَبَذَخًا وَرِيَاءَ النَّاسِ، فَذَاكَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ”.[4]

شاهد أيضًا: من هو اول من ركب الخيل

حكم ركوب الخيل للنساء ابن باز

أجمع أهل العلم على أنَّ ركوب المرأة للخيل جائز في الشريعة الإسلامية ولا حرج على المرأة المسلمة إن هي ركبت الخيل ما دامت ملتزمة باللباس الشرعي وبعيدة عن الاختلاط بالرجال من غير المحارم، واستدلّ أهل العلم في هذا الرأي بحديث شريف رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ صالِحُ نِساءِ قُرَيْشٍ، أحْناهُ علَى ولَدٍ في صِغَرِهِ، وأَرْعاهُ علَى زَوْجٍ في ذاتِ يَدِهِ”[5] والله تعالى أعلم.

من هو أول من ركب الخيل في التاريخ

إنَّ أول إنسان ركب الخيل في التاريخ هو نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، ولم تكن الخيل في ذلك الزمان مروضة في طوع الإنسان، بل كانت كالوحش تنفر من الإنسان ولا يستطيع أحد الركوب عليها، إلَّا أنَّ نبي الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام، قام برعاية الخيول فأدرك أنَّ هذه الحيوانات يمكن التعامل معها بسهولة، وشيئًا فشيئًا تمكن من امتطاء صهوتها وركبها وروضها، وقد أكَّد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة النبوية على مكانة الخيل وأهميتها وأكّد على أنَّ ركوب الخيل من أعظم الأشياء، قال عليه الصلاة والسلام: “الإبلُ عزٌّ لأهلِها والغنمُ بركةٌ والخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرَ إلى يومِ القيامةِ”[7] والله تعالى أعلم.

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن مكانة الخيل في الإسلام، وسلَّطنا الضوء على حكم ركوب الخيل للنساء ابن باز وتحدثنا أيضًا عن حكم ركوب المرأة الدراجة الهوائية وعن من هو أول من ركب الخيل في التاريخ.