حكم من يدعي لله ولد

حكم من يدعي لله ولد وهل يثبت إسلام من نسب الولد لله سبحانه وتعالى، هي الأحكام الشرعية التي سيتم توضيحها وبيانها، فعلى كلّ خلق الله سبحانه وتعالى في الأرض أن يوحّدوا الله ويعبدوه حق عبادته وعدم الشرك به مطلقًا، فهو وحده الخالق المتصرف بالكون المعبود الذي لا يُعبد سواه ولا إله سواه، وقد نسب النصارى لله ولدًا بهتانًا وزورًا منهم، ومن خلال موقع المرجع سيتم التعرف على أوجه الرد على من زعم ان لله ولدا وبيان حكمهم.

حكم من يدعي لله ولد

إنّ حكم من يدعي لله ولد الكفر المطلق بالله سبحانه وتعالى، وهذا العمل هو قول النصارى في حق الله جلّ وعلا، حيث أنّهم نسبوا إليه ولدًا وهو نبيّه وعبده عيسى عليه السلام، وقد أوضح الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فظاعة وشناعة هذا الادّعاء وهذا الكلام الذي يترتب عليه خراب الكون نظرًا لأنه منتهى الشناعة والفظاعة، وقد روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أحَدٌ أصْبَرَ علَى أذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ تَعالَى، إنَّهُمْ يَجْعَلُونَ له نِدًّا ويَجْعَلُونَ له ولَدًا وهو مع ذلكَ يَرْزُقُهُمْ ويُعافيهم ويُعْطِيهِمْ”. [1] والواجب على الخلق والعباد تنزيه الله سبحانه وتعالى عن أيّ صفاتٍ للمخلوقين، وعدم وصفه إلا بصفاته الحسنى والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من أسباب الوقوع في الشرك الغلو في الصالحين

اوجه الرد على من زعم ان لله ولدا

ببيان حكم من يدعي لله ولد فقد اتخذ النصارى الأناجيل الأربعة وغيرها من كتب العهد الجديد لاعتماده وزعمهم أنّ لله ولد، وهذه الكتب لا تصلح لأنّها غير موثقة ولا يُعرف مصدرها، وهي لا تُنسب بالمطلق للمسيح بن مرسم عليهم السلام، واختلفت الأناجيل فيما بينهما فكيف يكون الإنجيل بمسمى الإنجيل وكلّ كتابٍ منه يختلف عن الآخر في المضمون بحسب أهواء من يتخذونه كتابًا، وقد أوردوا على لسان عيسى في كتبهم كلامًا لا يحمل المعنى الظاهري بل يكون مجازيًا، إن صح نسبه لعيسى، وقد اتبعوا في ادعائهم الابن لله العهد القديم حيث نسب الذين كفروا سليمان عليه السلام لله سبحانه وتعالى عن ذلك، وكثيرة هي الدلائل التي تشير لبشرية المسيح فلا يمكن قول أنه ابن الله والعياذ بالله.[3]

شاهد أيضًا: حكم الشرك في الربوبية

آيات عن نفي الولد عن الله جل جلاله

مُحال أن يتخذ الله ولدًا أو صاحبة، و محال أن يكون والدًا، وقد ورد في كتاب الله الكثير من الأدلة الشرعية التي تبيّن حكم من يدعي لله ولد وتنفي هذه الصفة عن الله سبحانه وتعالى وتصف شناعتها وشناعة ادّعائها، ومما ورد ما يأتي:[4]

• قال تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا * وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا}. [5]
• قال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}. [6]
• قال تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}. [7]
• قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}. [8]

شاهد أيضًا: ما حكم من مات، وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر ؟

هل يثبت الإسلام لمن يعتقد أن عيسى ابن الله

إن من أركان الإيمان بالله أن يؤمن العبد بتنزيه الله عن كل صفات النقص والتي يتصف بها الخلق والعباد جميعًا، ومنها صفة الأب والولد، فالله سبحانه لم يلد ولم يولد، والنصارى يقولون عيسى ابن الله، ومن يدخل من النصارى إلى الإسلام فعليه ترك هذه المعتقدات فالإسلام لا يثبت إلا بالتخلي عن هذه العقيدة الباطلة وتنزيه الله سبحانه عن كل نقص والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: عدد انواع الشرك الاكبر

بهذا نختتم مقال حكم من يدعي لله ولد، والذي بيّن حكم ادعاء أن عيسى هو ابن الله، وذكر الآيات القرآنية الكريمة التي تجرّم هذا الاعتقاد وتصف بشاعته وتنفيه، وبيّن عديد الأحكام الشرعية حول هذا الأمر.