حكم تربية الكلاب في المذاهب الأربعة
جدول المحتويات
حكم تربية الكلاب في المذاهب الأربعة، قد يتساءل الكثير حول حكم تربية الكلاب، ووجبُ التنويه في ذلك إلى أنّ حكم تربيتها قد جاء مختلفًا وفقًا للغاية من فعل ذلك، سواء أكان اقتناء الكلاب للزينة أم للحراسة أم الصيد وغير ذلك، ومن خلال موقع المرجع سنتحدثُ تفصيلاً حول حكم تربية الكلاب في المذاهب الأربعة، بالإضافة للأحاديث النبوية المُبينة لحكم تربيتها أيضًا.
حكم تربية الكلاب في المذاهب الأربعة
يختلفُ حكم تربية الكلاب واقتنائها باختلاف غاية المُسلم، وفيما يأتي توضيحيًا لهذا القول:
حكم تربية كلاب الحراسة
يجوز للمسلم تربية الكلاب لغاية الحراسة، وهذا باتفاق فقهاء المذاهب الأربعة، وما يدل على ذلك ما جاء عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضارِيًا لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ).[1]
حكم تربية كلاب الصيد
يجوز للمسلم تربية الكلاب لغاية الصيد، حيثُ جاء ذلك في حديث نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضارِيًا لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ)، وجاء في نص قرآني يوضح أن الكلب يعد أداة صيد، حيث قال جل وعلا: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).[2]
حكم تربية الكلاب للهو والزينة
لا يجوز للمسلم تربية الكلاب بغرض اللهو والزينة، وقد استنبط هذا الحكم من عدة أدلة شرعية، وهي كالآتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضارِيًا لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ)[3]، ووجه الدلالة في هذا الحديث أن تربية المسلم للكلب لغير الصيد والحراسة يؤدي إلى الانتقاص من أجر المسلم في كل يوم.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولَا صُورَةٌ)[4]، حيث يدل هذا الحديث على أن تربية الكلاب لغير الحاجة يمنع من دخول الملائكة إلى البيت، وهذا دليل على حرمة اقتنائها لغير حاجة، وقد ثبت أن جبريل تأخر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبب وجود كلب في بيته تحت السرير.
شاهد أيضًا: حكم اقتناء الكلاب في المذاهب الأربعة
أحاديث كراهية تربية الكلاب
تعتبر السنة النبوية المشرفة أحد مصادر التشريع الإسلامي التي يستنبط منها مختلف الأحكام، ومن الأحاديث التي جاءت في كراهة تربية الكلاب ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لولا أن الكلابَ أمةٌ من الأممِ لأمرتُ بقتلِها، فاقتلوا منها الأسودَ البهيمَ، وأيُّما قومٍ اتخذوا كلبًا ليس بكلبِ حرثٍ، أو صيدٍ، أو ماشيةٍ، فإنه ينقصُ من أجرهِ كلَّ يومٍ قيراطٌ).[5]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا ولَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ).[6]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولَا صُورَةٌ).
شاهد أيضًا: هل الكلب نجس ويبطل الوضوء
هل الكلب نجس
ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الكلب نجس العين، وتعد نجاسته نجاسة مغلظة، واستدلوا على ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا ولَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ)، وأقر فريق من المالكية وأبو حنيفة والزهري بعدم نجاسة الكلب، وأنه طاهر العين، وقال الحنفية إن النجس فيه سؤره ورطوباته، لأن الحديث ورد فقط في ولوغ الكلب وليس في عينه، فتقصر النجاسة عندهم على ما ورد في الأحاديث، وأما المالكية فقالوا إنه طاهر العين، وكذلك عرَقه، ودمعُه، ومُخاطه، ولُعابه، لأن الأصل في الأشياء الطهارة، والكلب منها.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حكم تربية الكلاب في المذاهب الأربعة، حيث سلطنا الضوء على عدم جواز تربية الكلاب إلا للصيد والحراسة، واختلاف الفقهاء في نجاسة الكلب.
المراجع
- صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عمرو، 5481، صحيح
- سورة المائدة , الآية 4
- صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عمرو، 5481، صحيح
- صحيح البخاري , البخاري، أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل، 3225، صحيح
- صحيح الترمذي , الترمذي، عبدالله بن مغفل، 1489، حسن
- سنن الدارقطني , الدارقطني، ابو هريرة، 1/174، [فيه] الأوزاعي دخل على ابن سيرين في مرضه ولم يسمع منه
التعليقات