حكم إزالة الشعر بين الحاجبين

حكم إزالة الشعر بين الحاجبين من الأحكام الشرعية التي تحتاج إلى معرفة حكمها الشرعي، وهذا للبعد عنها والأخذ بالدليل الراجح فيها، فالوجه من الأعضاء التي يهتم به النساء والرجال على حد سواء، وقد يذهب البعض لإزالة الشعر الزائد منه للتجمل وليكون بأبهى صورة، ولذلك سيتم التعرف في موقع المرجع على حكم إزالة الشعر بين الحاجبين، وما حكم إزالته للرجال أيضًا، و ما حكم قص الحاجبين وما إلى ذلك في هذا المقال.

النمص في اللغة والاصطلاح

النمص في اللغة كما قال ابن منظور: هو رقة الحاجب ودقته، والنمص: هو نتف الشعر، وقال الفراء: التي تنتف شعر الوجه، وقال الزمخشري في أساس البلاغة: “في وجهها نمص شبه الزَّغَب، ونمصته الماشطة بالمنماص: نتفته”، أما في الاصطلاح: فاختلف الفقهاءفي تعريفه على أقوال:

• القول الأول: هو إزالة شعر الوجه كاملًا، وهو قول أكثر أهل العلم.
• القول الثاني: هو الأخذ من شعر الحاجب، وبه قال المالكية، الشافعية، والأحناف.

حكم إزالة الشعر بين الحاجبين

يجوز إزالة الشعر بين الحاجبين على رأي أكثر أهل العلم، لأنه ليس من الحاجبين اللذين جاء فيهما النهي، ولكن إن تُرك هذا الأمر احتياطًا فهو أولى، ولكن إزالته لا بأس بها، حيث إن النمص يشمل الشعر بجميع الوجه، فيكون تركه من باب الاحتياط، بدليل حديث الحسن بن علي حيث قال: “دَع ما يَريبُكَ إلى ما لا يَريبُكَ“،[1] وعليه نقول إن الأصل بأن الذي بين الحاجبين ليس منه وإنما هو جزء بينهما، وفي كثير من الأحيان قد يسبب شيئًا من التشويه أو الكراهة من الزوج، فلا حرج في إزالته عندها.[2]

شاهد أيضًا: طريقة صبغ الحواجب بالنسكافيه في البيت ونصائح عند صبغ الحواجب

حكم إزالة الشعر بين الحاجبين للرجال

إن إزالة الشعر بين الحاجبين للرجال مسألة مختلف فيها، فبعض أهل العلم ذهب بأنه لا حرج في إزالته وإزالة الشعر النابت على الجبهة أيضًا، وذهب آخرون إلى منع ذلك الأمر، لا سيما إذا كانت إزالته بالنتف، والخيط وغيره، وكان سبب اختلافهم؛ هو الخلاف الدائر في معنى النمص بداية الذي ورد في حديث رسول الله عن لعن من فعله، وعليه فإن منهم من جعل إزالة ما بين الحاجبين مختصًا بالحاجبين، ومنهم من جعله شاملًا لكل شعر الوجه، وفي ذلك نقول وعلى الأخذ برأي أكثر أهل العلم؛ إن النمص محرم على الرجل والمرأة باتفاق، وهذا لأنه يكون به تغيير لخلق الله -عزّ وجلّ- ولا فرق في هذا بين الرجل والمرأة.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز حلق شعر الساق للرجل

حكم إزالة الشعر الزائد من الحاجبين

إزالة الشعر الزائد من الحاجبين، وسواء كان فوقه أو تحته أو بين الحاجبين: جائز لا حرج فيه، وخاصة إذا كان بأمر الزوج، هذا مما لم يرد فيه نهي خاص، وإنما النهي الوارد في إزالة شعر الحاجبين هو إزالة الحاجب نفسه من الوجه، وهذه المناطق ليست منها، ولهذا حدد بعض أهل العلم “النمص” بأنه إزالة شعر الحاجبين دون باقي الوجه، وهذا قول دائرة الإفتاء الأردني المعمول بها عندنا، أما في تفصيل المسألة فقد اختلف أهل العلم في إلحاق الحلق والتقصير بالنتف في مسألة النمص، فقال الجمهور فيها: أن الحلق والتقصير مثل النتف، فلا يجوز للشخص أن يحلق أو يقصر من شعر حاجبيه، أما القول الثاني فقيل: أن النمص خاص بالنتف فقط، فيجوز إزالة شعر الحاجبين بالحلق أو التقصير وهذا مذهب الحنابلة.[4]

وعليه نقول أن الفقهاء اتفقوا على أن نتف شعر الحاجبين داخل في معنى نمص الوجه الذي ورد في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: “لعنَ رسولُ اللَّهِ النَّامصةَ والمتنمِّصةَ”،[5] ولكنهم اختلفوا في الحف والحلق؛ حيث ذهب المالكية والشافعية إلى أن الحف كالنمص، وأجاز الحنابلة الحف والحلق، ويخرج من النمص المحرم أخذ الشعر الزائد إذا كان يؤذي العين، بحيث تكون الحواجب ملفتة وتسبب الإحراج للمرأة، فهنا يؤخذ منها حتى تعود كحواجب عامة الناس؛ لأن الأخذ هنا من باب دفع الأذية وإزالة الضرر عنها.[6]

حكم قص شعر الحاجبين

إنَّ بعض أهل العلم قد كره الأخذ من شعر الحاجبين عن طريق القص أو الحلق، والبعض منهم قد منعه، وجعله بحكم النمص، حيث قالوا: إن النمص ليس خاصًا بالنتف فقط، بل هو عام لكل تغيير لشعر لم يأذن الله -عزّ وجلّ- بالأخذ منه إذا كان في الوجه، وقد ذهب بعضٌ من أهل العلم أيضًا بالقول: بأنه ينبغي للمرأة حتى وإن قلنا بجواز أو كراهة تخفيف شعر الحاجبين بطريق القص أو الحلق، أن لا تفعل ذلك إلا إذا كان الشعر كثيرًا على الحاجبين، لا سيما الذي ينزل إلى العين عند البعض، فهذا قد يؤثر على النظر، ولا بأس بإزالة ما يؤذي منه، حيث قال ابن عثيمين: “وأما التخفيف من الحاجبين فإن كانا غليظين غلظًا غير معتاد، فلا حرج، وإن كانا غليظين غلظًا معتادًا ، فالأولى إبقاؤهما على ما كان عليه، ولا بأس يعني بالمقص أو الموس أو ما أشبه ذلك لا بالنتف؛ لأن النتف نمص “.[6]

حكم إزالة الشعر الزائد تجملًا للزوج

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا حرج على المرأة المتزوجة أن تأخذ من شعر حاجبيها إذا كان غرضها التزين لزوجها، وقد استدلوا على ذلك بأن تزين الزوجة لزوجها أمر مشروع في الشرع الإسلامي؛ لما فيه من دوام للألفة والمحبة فيما بينهم وزيادة المودة التي تعود على الأسرة بالسعادة والراحة، وهذا عند دائرة الإفتاء الأردني وكان دليلهم الأثر الذي يرويه الإمام عبد الرزاق: “عن امرأة أبي إسحاق أنها دخلت على عائشة رضي الله عنها وكانت شابة يعجبها الجمال، فقالت: المرأة تحف جبينها لزوجها؟ فقالت: أميطي عنك الأذى ما استطعت”، وقالوا هذا لا يدخل في لعن النامصة الوارد في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ”،[7] ويذكر الخطيب الشربيني أيضًا: “إذا أذن لها الزوج في ذلك فإنه يجوز; لأن له غرضا في تزيينها له، وقد أذن لها فيه”.[8]

حكم إزالة الشعر الزائد من الحاجبين بالموس

إن إزالة الشعر الزائد من الحاجبين بالموس أو الشفرة محل خلاف بين أهل العلم، فنقول: إن شعر الحاجب ما هو إلا الشعر النابت على العظم الذي فوق العين، حيث قال ابن منظور في لسان العرب: والحاجبان: هما العظمان اللذان فوق العينين بلحمهما وشعرهما، وبناءًا على تعريف الحاجب، فإن الشعر الزائد حول الحاجبين لاحق بالحاجب؛ وقلنا أن إزالته بالشفرة محل خلاف، لا سيما وأن بعض من أهل العلم  يعتبر إزالة الشعر من الوجه من النمص، ولذلك  الأولى عدم إزالته، حيث سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم ترقيق شكل الحواجب وتحسينها؟ فأجاب:

• الوجه الأول: أن يكون ذلك بالنتف وهذا محرم، وهو من الكبائر.
• الوجه الثاني: أن يكون بالقصّ والحفّ، وهذا فيه خلاف بين أهل العلم كما ذكرنا سابقًا.[9]

وهكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حكم إزالة الشعر بين الحاجبين، وتعرفنا على حكمه سواءللرجل وللمرأة، وتطرقنا إلى حكم القص والحلق وإزالة الزائد منه لأجل التجمل للزوج، وعليه فيجب الأخذ بالدليل الأحوط للبعد عن الخلاف الدائر بين المذاهب الأربعة في هذه المسألة.