ما حكم قول ماشاء الله وشئت والحكمة منها

ما حكم قول ماشاء الله وشئت والحكمة منها، فإن من تدبر نصوص القرآن والسنة سيدرك أهمية التوحيد، الذي أرسل الله به كلّ الرسل، وأنزل به كتبه، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق ليعبدوه سبحانه لا شريك له، فهم لم يُخلقوا عبثًا ولا سدى، بل خلقوا للعبادة والتوحيد، والتوحيد فطرة فطر الناس عليها، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان  قول ما شاء الله وشئت حكمه والحكمة من ذلك.

حكم قول ماشاء الله وشئت

إن قول ماشاء الله وشئت من الشرك اللفظي وهو خطأ وحرام في الدين الإسلامي، وفي هذا القول يسوي القائل العبد بالله سبحانه وتعالى، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك في أحاديثه الشريفة، وهذا القول كقول العبد أنا أعتمد على الله وعليك، والفضل لله ولك والعياذ بالله، فكل ذلك لا يجوز وخطأ ومحرم، إنما الواجب الفصل بينهما بثم، فثم تفيد الترتيب والتراخي، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يَقُلْ أحدُكم ما شاء اللهُ وشئت ولكن ليقلْ ما شاء اللهُ ثمَّ شئت”. [1] وهو حديثٌ رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.[2]

شاهد أيضًا: تفسير قول تبارك الله في المنام

حكم قول ماشاء الله كان ومعناها

جائزٌ قول ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فمعناها أنّ ما سبق به قضاء الله وإرادته ومشيئته لا بدّ من حصوله، وما جرى به القضاء بأنّه لا يكون، فلا سبيل إلى كونه ووجوده، ومما يدل على ذلك ما ورد في شرح سنن أبي داوود: “وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ـ هذا هو الإيمان بالقدر ومعنى هذا: أن كل ما حصل لك لا سبيل إلى تخلصك منه، لأن الله تعالى قد قدره فلابد من أن يوجد، والشيء الذي أخطأك ولم يصبك لا يمكن أن يصيبك، وهذا هو معنى قول المسلمين: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن”.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم كتابة ما شاء الله تبارك الله على المنازل

ما الحكمة من تحريم ماشاء الله وشئت

حُرم قول ماشاء الله وشئت لأنّه يقتضي الشرك بالله، وذلك لإشراك العبد بمشيئة الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز إشراك الله بمشيئته أحدًا فمشيئة الله نافذةٌ على خلقه، ومشيئة عباد الله لا تكون إلا بمشيئة الله وحده، فعلى المسلم أن يبتعد عن كلّ ما يمكن أن يوصله ويقوده للشرك بالله سبحانه وتعالى.

شاهد أيضًا: حكم قول علينا وعليك يتبارك

ما هو الشرك الأصغر

إن الشرك الأصغر هو كل ما نهى عنه الشرع الإسلامي مما يكون سبيلًا وذريعة للشرك الأكبر، ووسيلة للوقوع فيه، وقد سمّاه الله ورسوله شركًا، ولكنه لا يُخرج من الإسلام، بل صاحبه لا يزال في دائرة الإسلام، وله صور كثيرة وعديدة، ولا يحصيها إلا الله، كالرياء والتصنع للخلق والحلف بغير الله وقول ماشاء الله وشئت، والإنابة والذل لغير الله، وابتغاء الرزق من عند غير الله وحمد غيره على ما أعطى وغير ذلك من الأمور.[4]

شرح حديث أجعلتني لله ندا

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فراجعَه في بعضِ الكلامِ فقال : ما شاء اللهُ وشئتَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجعَلْتني مع الله عِدلًا ( وفي لفظ ندًّا لا بل ما شاءَ اللهُ وحدَه )”. [5] كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأْمُرُ أصْحابَه بالابتعادِ عن أيِّ مَظْهرٍ من مَظاهِرِ الشِّرْكِ باللهِ عزَّ وجلَّ أو أيِّ قوْلٍ أو فِعْلٍ يُؤَدِّي إلى الشِّرْكِ، وكان يَنْهاهُمْ عن تَعْظيمِهِ حتى لا يَسْتدرِجَهم الشَّيْطانُ؛ فيَقَعوا في الشِّرْكِ، وفي هذا الحديث يستنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل أن جعله ندًا للخالق وهو مخلوق، وأمره أن يستبدل هذه اللفظة بأخرى يوحّد الله فيها والله أعلم.[6]

بهذا نكون قد تعرفنا على ما حكم قول ماشاء الله وشئت والحكمة منها، وكذلك تعرفنا على معنى الشرك الأصغر وحكم قول ماشاء الله كان وشرح حديث أجعلتني لله ندًا.