حكم تجنيد النساء ابن باز

حكم تجنيد النساء ابن باز من المسائل التي باتت تظهر في الآونة الأخيرة، حيث أصبح هنالك فتح باب للتجنيد في بعض البلدان للنساء، وهذا مما يجب معرفة حكمه حتى لا تقع المرأة في الحرام، ولهذا سيتم معرفة حكم ذلك في موقع المرجع بالنسبة لابن باز والشيخ صالح الفوزان، وسنتحدث عن حكم عمل المرأة وعملها كطبيبة في هذا المقال.

حكم عمل المرأة

لا يمنع الإسلام من عمل المرأة ولا من تجارتها، فالله -عزّ وجل- قد شرع للعباد العمل وأمرهم به فقال: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}،[1] وهذا يعم الجميع الرجال والنساء، ولهذا فقد شرعت التجارة للجميع، لأن الإنسان مأمور بأن يتجر ويعمل سواء كان رجلًا أو امرأة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}،[2] ، وقال تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}،[3] وأيضًا هذا الآية قد شملت الرجال والنساء على حد سواء.
ولكن ينبغي على المرأة أن تحرص على أن تكون الخلطة بينها وبين الرجل خلطة بريئة بعيدة عن كل ما يسبب المشاكل واقتراف المنكرات، فيكون عمل المرأة على وجه لا يكون فيه اختلاط بالرجال ولا تسبب للفتنة، وحتى لو عملت بالتجارة فتكون على وجه الذي لا يكون فيه فتنة مع العناية بالحجاب والستر والبعد عن أسباب الفتنة، وهذا مما ييأخذ به أيضًا في البيع والشراء وفي الأعمال كلها؛ ولا سيما وأن الأصل جاء في قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}،[4] وقال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}،[5] وقال أيضًا سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}،[6] وعليه فإن الإسلام أجاز لها العمل ضمن الضوابط الشرعية التي تبعدها عن  الفتنة.

حكم تجنيد النساء ابن باز

لا يجوز تجنيد النساء عند ابن باز، فقد ذكر الشيخ ابن باز أنه ليس على النساء جهاد في الإسلام؛ ولكن إذا شاركن لمصلحة المسلمين فهذا جائز لا حرج فيه؛ وذلك يكون بالتمريض وسقي الجرحى والمساعدة في مداواتهم، ومن ذلك أيضًا ما يكون بحفظ المتاع، فقد كان يغزو النساء المؤمنات مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن ليس بمباشرة القتال، وإنما مثلما ذكرنا من مصالح ومساعدة ومداواة، فهذا مما حرص الإسلام على الحفاظ عليه؛ لأن المرأة بطبيعتها لا تستطيع تحمل أمور التجنيد والقتال والجهاد، فهي لا تقوى على ذلك، وإنما وضعت لها بعض الأعمال التي تنال بها الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، وقد سألت أمنا عائشة رضي الله عنها فقالت: “يا رسولَ اللهِ هل على النساءِ جهادٌ ؟ قال : نعم جهادٌ لا قتالَ فيه ، الحجُّ والعمرةُ.[7] [8]

حكم تجنيد المرأة صالح الفوزان

لا يجوز تجنيد المرأة في الجيش كما ذكر الفوزان، فقد ورد أنه قال: إن المرأة ليست من أهل الجهاد، وهذا تكليف ما لا تستطيع وتعريض لها للفتنة والشر في هذه المواقع، وإخراجها من أنوثتها التي لا تطيق بها فعل ذلك، ويكون تجنيدها تكليف لها بعمل الرجال وهذا مما لا يجوز شرعًا، وهذا التجنيد ما هو إلا عمل من أعمال الكفار لا من عمل المسلمين وأهل الإسلام، فالمسلمون لا يجندون النساء، إنما هذا من صنيع الكفار أو صنيع العرب الذين على طريق الكفار من الشيوعيين والبعثيين وغيرهم، وعليه فإن العلماء أجمعوا على حرمة تجنيد المرأة في الإسلام.

شاهد أيضًا: حكم خروج المرأة بدون محرم

حكم عمل المرأة كطبيبة

لا حرج في أن تعمل المرأة طبيبة، رغم وجود الرجال، أو حتى أن تعالج الرجال إذا كان ذلك لا يترتب عليها خلوة تامة بأحد من الرجال، وأن تعمل مع الرجل في هذا المجال دون كشف منها لشيء من بدنها؛ بل تكون متحجبة محافظة على نفسها؛ لأن ذلك قد تدعو له الضرورة وليس به خطر، أما إن كان ذلك يترتب عليه خلوة أو ظهور شيء من عورتها فلا يجوز، وعلى المرأة أن تسعى جاهدة في أن يكون عملها في محل النساء خاصة ليس فيه رجال؛ لأن ذلك أبعد عن الخطر وأسلم لدينها وعرضها وأدعى للحفاظ على نفسها من فتن الزمان، أما إذا دعت الضرورة إلى الخلطة على وجه ليس فيه خلوة برجل معين، بل مع عدة وعلى وجه ليس فيه ظهور لشيء من مفاتنها كوجهها وصدرها ورأسها ونحو ذلك، بل كانت مستترة متنقبة، لا يظهر منها إلا العين أو العينان، وتعمل في حقل النساء فقط، فأرجو أن يكون ذلك لا حرج فيه إن شاء الله للضرورة.[9]

وهكذا نصل إلى ختام مقال حكم تجنيد النساء ابن باز، وتعرفنا على أنه مما لا يجوز شرعًا تجنيد النساء في الإسلام وهذا بإجماع العلماء، وتطرقنا للحديث عن حكم عمل المرأة بشكل عام وكطبيبة بشكل خاص والأدلة على كل منها جملة وتفصيلًا.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 105
  2. سورة النساء , الآية 29
  3. سورة البقرة , الآية 282
  4. سورة الأحزاب , الآية 33
  5. سورة الأحزاب , الآية 53
  6. سورة الأحزاب , الآية 59
  7. موافقة الخبر الخبر , ابن حجر العسقلاني، عائشة أم المؤمنين، 29/2، حسن
  8. binbaz.org.sa , كيف تشارك النساء في الجهاد , 03/09/2021
  9. binbaz.org.sa , حكم عمل المرأة كطبيبة , 03/09/2021

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *