عدد انواع الشرك الاكبر

عدد انواع الشرك الاكبر؟ من الأمور التي يُمكن أن يُسأل عنها المسلم خلال حياته، فالشّرك عكس التّوحيد الذي خلق الله -سبحانه وتعالى- النّاس وأمرهم بعبادته وتوحيده، وإنّ التّوحيد هو الأصل والأساس في البشر منذ أن أنزل الله آدم من الجنّة وحتّى عهد نوح -عليهما السّلام- ليقوم الشيطان بالوسوسة للبشر ليغالوا في دينهم وعبادتهم ويعظّموا الصّالحين الأموات من البشر، ويدخلوا مدخل الشرك في الله، وفي هذا المقال سيقدّم لنا موقع المرجع أنواع الشرك الأكبر بعد أن يبيّن نوعي الشّرك بشكلٍ عام.

تعريف الشرك بالله

قبل أن يتمّ المرور على عدد انواع الشرك الاكبر فإنّه من اللازم التعريف بالشرك بشكلٍ عام لغةً واصطلاحًا، فالشرك في اللغة كما ورد في المعاجم فهو مصدرٌ واسم، يُقال شاركته في الأمر وأشركته، والشركة هو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، ويُطلق على التسوية ويُقال أنّ الشرك هو الكفر، ويُعرف الشّرك اصطلاحًا أنّه تشبيه المخلوق للخالق، وصرف بعض العبادة أو كلّها لغير الله، ويُعرف أنّه اتّخاذ النّد والشريك مع الله -سبحانه وتعالى- في الربوبية والعبادة والصفات والأسماء.[1]

أنواع الشرك بالله

للحديث عن عدد انواع الشرك الاكبر سيتم بيان أنواع الشرك بالله حيث أنّ النصوص في القرآن الكريم والسّنة النبوية الشريفة تدلّ على أنّ الشرك قد يكون تارةً مُخرجًا من الملّة وتارةً لا يُخرج منها، لذلك قسّم أهل العلم الشرك لقسمين أساسيّين واللذان يُعرفان بأنّهما الشّرك الأكبر والشّرك الأصغر، حيث إنّ الشرك الأصغر هو كلّ ما كان وسيلة للشّرك الأكبر، أو أنّه ما ورد فيه أنّه شرك ولكن لم يصل لدرجة الشرك الأكبر، ويكون من خلال التّعلّق بالأسباب التي لم يبيحها الله -سبحانه وتعالى- أو تعظيم الأشياء المخلوقة تعظيمًا شديدًا كالحلف بغير فلان ونسب الفضل لشيءٍ دون الله أو التّوكل على غير الله، ويكون تارةً خفيًّا كالرياء، وتارةً يكون ظاهريًا بالأقوال أو الأفعال.[2]

شاهد أيضًا: ما هو الشرك الخفي

عدد انواع الشرك الاكبر

إنّ انواع الشرك الاكبر هي الشرك في التوكل والشرك في الخوف والشرك في المحبة والشرك في الطاعة، فالشّرك الأكبر هو أن يقوم العبد بصرف ما هو حقٌّ لله من ربوبية وألوهية وأسماء وصفات لغير الله -سبحانه وتعالى- وهو تارةً يكون ظاهرًا وتارةً ما يكون خفيًّا فيكون ظاهرًا عندما يُشرك العبد بعبادة الأوثان والأصنام وغيره، ويكون خفيًّا عند التّوكل على غير الله في القلب، ويكون الشرك الأكبر في الاعتقاد بالإيمان بغير الله، وقد يكون بالأقوال كمن يستغيث ويدعو غير الله، وتارةً يكون في الأفعال كأن يصلي لغير الله أو يسجد له، وإنّه عند المرور على عدد انواع الشرك الاكبر فإنّها تكون كما يأتي: [3]

• الشرك في الخوف: وهو أن يقوم العبد بالخوف من وثن وصنم أو معبود غير الله من إنس أو جن حيٍّ كان أو ميت، وهو من أعظم مقامات الدّين التي لا ينبغي صرفها لغير الله، فقد قال تعال في محكم تنزيله: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.  [4]
• الشرك في التوكل: ويكون بالتوكل على غير الله كالأموات والغائبين في دفع الضّر أو جلب المنفعة، وهذا الأمر لا يكون إلا من الله، وقد حثّ الله المسلمين أن يتوكّلوا عليه وحده.
• الشرك في المحبة: فالمحبة بالذّل والطّاعة لا تكون إلا لله ولا يجوز إشراك أحدٍ فيها معه، فمن أحبّ أي شيء كما يُحبّ الله فقد أشرك.
• الشرك في الطاعة: إطاعة أيّ إنسان في تحريم ما أحلّ الله وتحليل ما حرّم الله فهو من الشّرك الأكبر، لقوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}. [5] فالطّاعة تكون بكلّ معانيها لله وحده ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

شاهد أيضًا: حكم الشرك في الالوهيه

الشرك في الربوبية

الشرك في الربوبية من أنواع الشرك الأكبر فبعد المرور على عدد انواع الشرك الاكبر سيتمّ بيان وتعريف الشرك في الربوبية، وهو الاعتقاد بوجود من يتصرّف مع الله -سبحانه وتعالى في أيّ شيء من تدبير الكون، من إعدامٍ أو إيجاد، أو إماتة أو إحياء، أو غير ذلك من معاني توحيد الربوبية، وفيه يتمّ صرف جزء من مظاهر الربوبية أو كلّها لشريك مع الله، ومن فعل ذلك فهو مشركٌ بالله، والأدلة على ضرورة توحيد الربوبية كثيرة ومنها قوله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}. [6] فالله وحده هو الملك المدبّر المعطي والمتصرّف في كلّ شيء.[7]

الشرك في أسماء الله وصفاته

الشرّك في أسماء الله وصفاته أو الشرك بالأسماء والصفات واحدٌ من أنواع الشرك الأكبر، وهو ما يكون من الخلق بجعل الله -سبحانه وتعالى- مماثلًا في أيّ شيءٍ من صفاته وأسمائه الحسنى في صفات خلقه، فمن أطلق اسمًا من أسماء الله على غير الله مُعتقدًا بذلك أنّ هذا المخلوق اتّصف بما دلّ عليه الإسم فهو مشركٌ بأسماء الله وصفاته، ومن وصف الله تعالى بشيءٍ من صفات الخلق فقد أشرك، كأن يقول والعياذ بالله أن لله أذنين أو أنّ يده كيد خلقه سبحانه وتعالى عمّا يصفون وهذا أمرٌ لا يجوز.[8]

شاهد أيضًا: من المعتقدات التي تضاد التوحيد

الشرك في الألوهية

وهو أن يعبد المخلوق أحدًا مع الله حتّى لو اعتقد أنّ الله لا شريك له في ذاته وصفاته وأفعاله، ولكنّه يصرف شيئًا من العبادة أو كلّ العبادة لغير الله، ويُسمّى شرك العبادة، وهو من أكثر أنواع الشّرك انتشارًا، وقد يصدر من الموحّدين لله، لكنّهم لا يُخلصون لله في عبادته ومعاملته، بل يقومون بالعمل لحظوظ أنفسهم أو طلب الدّنيا أو طلب الرّفعة والمنزلة من غير الله، وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “يقول الجبَّارُ تبارك اسمُه أنا أغنى الشركاءِ عنِ الشِّركِ فمن عمِل لي عملًا وأشركَ معي غيري فأنا منه بريءٌ وهو للذي أشركَ”.  [9]ومن الشرك في الألوهية أن يعتقد الإنسان بوجود شريك لله تعالى في الألوهية، وصرف شيء من العبادات لغير الله.[10]

الآثار الخطيرة للشرك

إنّ الدين الإسلامي قائمٌ على توحيد الله وعبادته وحده دون غيره، وإنكار الشّرك بالله، وكذلك فعل القرآن الكريم والسّنة النبوية الشريفة، فقد حثّا على التوحيد وذمّا الشرك بالله، وبيّنا آثار الشّرك وأضراره الخطيرة والسّيئة على العبد والمجتمع ومنها:[11]

• يعدّ الشرك انحرافًا عن عالفطرة السليمة التي يكون عليها أيّ مخلوق وهي التّوحيد وعبادة الله الواحد الأحد.
• إنّ الشرك من أسباب الشعور بالذّل للإنسان وإهانته في نفسه، فالعزّة تكون بالله وتُستمدّ من الإيمان بالله تعالى.
• الشرك بالله يُورث الضياع والشتات والاضطّراب للمخلوق، وبالإيمان تجتمع نفسه ويُرضي ربّه.
• الشّرك من أسباب انتشار الخرافات والأكاذيب والجهل بين النّاس.
• يبعث الشّرك الخوف في نفوس المشركين، لخوفهم من كذبهم وأساطيرهم وخزعبلاتهم، فينتشر بينهم الاكتئاب والرعب.
• الشرك مُحبط لكلّ عمل، فهو يُحبط الأعمال ويُفسدها وتكون نهايتها الخسران في الدنيا والآخرة.
• الشرك بالله من أسباب دخول النّار وتحريم دخول الجنّة، فالجنة محرّمة على المشرك ومأواه جهنّم خالدًا فيها أبدًا.

شاهد أيضًا: كم عدد انواع التوحيد

بهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقال عدد انواع الشرك الاكبر الذي عرّف الشرك بالله، وكذلك بيّن نوعي الشرك بالله الشرك الأكبر والشرك الأصغر، ثم عدد انواع الشرك الاكبر، وتحدّث عن الشرك في الربوبية والشرك في الأسماء والصفات والشرك في الألوهية، كما ختم بأثار الشرك وأضراره الخطيرة على الفرد والمجتمع.