قصة قطع العلاقات مع تايلند بالتفصيل

إنّ قصة قطع العلاقات مع تايلند بالتفصيل  هي أحد الأمور المهمّة التي سنقوم بالخَوض في تَفاصيلها عبر سُطور مَقالنا الآتي، حيث تُعتبر واحدة من أبرز القضايا التي تطوّرت إلى أن أثارت جدلًا سياسيًا أدّى إلى خَفض العلاقات السياسيّة بين المملكة العربيّة السّعوديّة ودولة تايلند إلى أدنى المستويات على خلفيّة قضيّة مثيرة للجدل، وعبر مَوقع المَرجع نقوم على سرد تفاصيل قصة قضية الماسة الزرقاء التي تتحدّث عن السبب في قطع العلاقات مع دولة تايلند.

قصة قطع العلاقات مع تايلند بالتفصيل

إنّ قصة قطع العلاقات مع دولة تايلند تتمحوّر حول قَضية سرقة المَاسة الزرقاء الشّهيرة من أحد قُصور العَائلة الحَاكمة في المملكة العربيّة السّعوديّة وما ترتّب على تلك القصّة من مُحاكمات وعمليّات اغتيال خطيرة، وجاءت القصّة كاملة وفق الآتي: [1]

بدأت القصّة عندما كانت العمالة من دولة تايلند تتدفق للعمل في المملكة العربية السعودية، حيث تمكّن كثير منهم من كسب ثقة المُواطنين والأمراء وغيرهم من مشغّليهم، ومن هؤلاء كان العامل ذو الأصول التايلنديّة المدعو “كرانكراي تيشمونغ” وقد عمل في صفته حارس على باب أحد قصور الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود وحاز على ثقة العائلة هناك، حيث قام هذا العامل في احد الأيّام أثناء سفر العائلة على الدخول إلى القصر وسرقة مجوهرات خاصّة بالأمير ذات قيمة نادرة، وصلب وزنها إلى 90 كيلو غرام أي ما يعادل في تلك الحقبة مبلغ وقدرة 20 مليون دولار أمريكي (ما يزيد عن 70 مليون ريال سعوديّ) وكان من ضمن تلك المسروقات ماسة زرقاء اللون ذات قيمة عالميّة ومميّزة، فقام كرانكري بنقل تلك الماسات والمجوهرات الأخرى جوًا إلى مدينة بانكوك في تايلند، وعمد إلى دفنها بجوار منزله، ومع عودة الأمير وعائلته إلى القصر تمّ اكتشاف عملية السّرقة، فتمّ إبلاغ السلطات السعودّيّة بالأمر التي قامت بالتصرّف والتحقيق بالأمر فأبلغت السلطات التايلنديّة وقامت تلك السلطات بدورها على اعتقال العامل كرانكري والبحث عن المسروقات التي تواجدت في جوار منزله، بعد أن اعترف بإقدامه على تلك الفعلة الدنيئة، واعترف بجميع الأسماء التي تورّطت في تلك الجريمة.

قامت حكومة تايلند بإرسال المسروقات إلى المملكة العربيّة السعودية مع إحدى الوفود الدبلوماسية الرفيعة إلَّا أنّ تلك المجوهرات كانت بحالة سيّئة وكانت تنقصها الماسات الزرقاء اللون النادرة، حيث تمّ استبدالها بأخرى مزيّفة، ممّا دفع المملكة إلى تكليف أربعة من الدبلوماسيين العاملين في تايلند بالتحقيق في تلك القضيّة، وملاحقة الفاعلين، فصارت الحادثة الكبيرة التي أودت بحياة الدبلوماسيين اغتيالًا على يد إحدى الجماعات، ثمّ تمّ اغتيال أحد رجال الأعمال السّعوديين في تايلند على خلفيّة علاقته بالبحث عن الجواهر، فقامت حكومة المملكة العربيّة السّعوديّة بسحب بعثتها الدبلوماسية ومنع استقدام أي عمالة من تايلند وقطعت العلاقات الدبلوماسيّة مع تلك الدّولة لعدم تعاطيها بشكل إيجابي ولتلاعب السلطات في تلك القضيّة.

شاهد أيضًا: من هو قاتل السفير السعودي في تايلاند

ما هي تفاصيل قصة قضية الماسة الزرقاء

إنّ تفاصيل قضيّة الماسة الزرقاء حدثت في المملكة العربية السعودية وـودت إلى قطع العلاقات بشكل نهائي مع دولة تايلند، وجاءت أبرز تداعيات تلك القصة وفق الآتي: [2]

  • حدثت القصّة في العام 1989 ميلادي عندما قام أحد عمّال من الأصول التايلنديّة، والذي كان يعمل كحارس على باب قصر الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود بسرقة مجوهرات يبلغ وزنها 30 كيلة غرام، وفيها قطعات نادرة من الألماس.
  • تمّ تهريب المسروقات جوًا إلى تايلند، وقام العامل بدفنها بجوار منزله.
  • تمّ إبلاغ السلطات التايلندية بالأمر، فور عودة أصحاب القصر الملكي إلى قصرهم، بعد اكتشاف الحدث.
  • استدعت السلطات العامل كرانكري الذي اعترف بتفاصيل السرقة، بالكامل، واعترف بالأسماء التي ساعدته على اخفاء ملامح الجريمة.
  • تمّ استعادة المسروقات وإعادتها إلى المملكة العربيّة السعودية على رأس وفد دبلوماسي رفيع، إلّا أنّها كانت ناقصة، وتمّ استبدال الألماسة الزرقاء بأخرى مزوّرة.
  • تمّ تكليف أربعة من الدبلوماسيين السعوديين العاملين في تايلند لمتابعة البحث عن الألماسة الزرقاء النادرة، ليتم اغتيالهم وتصفيتهم جميعًا.
  • تمّ اغتيال أحد رجال الأعمال السعوديين على خلفيّة تلك القضيّة في تايلند.
  • نشبت أزمة دبلوماسية، أسفرت عن قطع العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين، لمدّة زادت عن 20 عام.

ما هو سبب قطع العلاقات السعودية مع تايلاند

إنّ السبب الأساسي في قطع العلاقات السعوديّة مع دولة تايلند جاء على خلفية سرقة الماسة الزرقاء النادرة من قبل أحد العمّال التايلنديين وما ترتّب عنها من اغتيالات وتقاعس رسمي من السلطات التايلنديّة في التعاطي مع الحدث، فقد دفعت الحكومة السعودية بكافّة الجهود السلميّة لحل تلك الأزمة التي ترتّبت على خلفيّة السرقة التي تمّ الاعتراف بها من قبل العامل التايلندي، إلَّا أنّ تسليم المجوهرات كان شاهدًا على عمليَّة تزييف وإخفاء لبعض المجوهرات الأخرى، وصرَّحت المملكة عبر وزارة الخارجيّة أنّها لا تشكك بعدالة القضاء التايلندي، وإنّما ما حصل يدعو للتشكيك، فقد تمّ استبدال القاضي في الجلسات قبيل النطق بالحكم، بالإضافة إلى تدخلات سياسيّة بالأحكام القضائيّة وغير ذلك، أدّت إلى استنكار المملكة العربيّة السّعوديّة وإعلانها لقطع العلاقات بشكل تام مع دولة تايلند منذ العام 1989 ميلادي.

اغتيالات على خلفية قضية الماسة الزرقاء

هي إحدى أبرز الأمور التي صعّدت الموقف العدائي على خلفيّة قضيّة الماسة الزرقاء، حيث تمّ تكليف عدد من العناصر الأمنية في سفارة المملكة العربيّة السّعوديّة بمتابعة قضيّة التحقيق مع اللص التايلندي الذي سرق الماسات، وكشف الفريق الأمني السعودي عدد من التلاعبات بسبب تورّط عدد من عناصر الشّرطة في تايلند بتلك القضيّة وإفادتهم بمعلومات مغلوطة عن القضيّة لتضليل العدالة، وكان الفريق السّعودي بتألف من (عبد الله المالكي، وعبد الله البصيري، وأحمد السيف، وفهد الباهلي) وقد وصلت الأمور والتعقيدات إلى اغتيال أحد أفراد الفريق أثناء عودته إلى مقرّ عمله بإطلاق الرّصاص، وهو الشهيد عبد الله الملكي، ليتم اغتيال الثلاثة الآخرين على نفس المِنوال، ثمّ تعرّض رجل الاعمال السّعودي محمد بن غانم اللميعي الرويلي إلى الخطف فور وصوله إلى بانكون للتحقيق بالأمر، لتَتَابع مسيرة الإجرام في قتل ثلاثة عشر فرد من المعنيين بالقضيّة وكان من ضمنهم زوجة وابن رجال الأعمال (سانتي سريثانكان) ذو العلاقة مع المملكة.

تطور العلاقات بين السعودية وتايلند

تعرّضت العلاقة الدبلوماسيّة بين المملكة العربيّة السّعوديّة لتطوّرات خطيرة على خلفية عدم تفاعل السّلطات التايلنديّة بشكل إيجابي مع جرمة السّرقة وما ترتّب عليها من اغتيالات، حيث توقّفت حكومة السعودية عن منح التأشيرات  للعمالة التايلنديّة التي كانت تتدفق إلى المملكة، ومنعت المواطنين السعوديين من الذهاب إلى تايلند، وتراجع عدد العمال التايلنديين من 200 ألف عامل في العام 1989 ميلادي إلى ما يقلّ عن 10 آلاف عامل في العام 2008 ميلادي، وقد عادت تلك القطيعة إلى خسائر كبيرة على الاقتصاد التايلندي بعد سحب رجال أعمال سعوديين لكامل استثماراتهم من تايلند ووقف كافّة التعاملات التجارية مع المملكة العربيّة السّعوديّة وقدّر محلّلون اقتصاديون حجم خسارة الاقتصاد التايلندي بمليارات الدولارات الأمريكيّة، بالإضافة إلى خسارة عشرات الآلاف من العمّال التايلنديين لفرص عملهم في المملكة.

حقيقة إعادة العلاقات مع تايلاند

إنّ آخر لقاء دبلوماسي جرى في تاريخ العاشر من شهر أكتوبر في العام 2016 ميلادي، وقد جمع هذا اللقاء كلّ من وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير ورئيس الوزراء التايلندي (برايوت تشان أوتشا) ورئيس مملكة البحرين (الأمير خليفة بن سلمان) على خلفية قمة حوار التّعاون الآسيوي، ونص على الآتي:

  • تقوم حكومة تايلند بمنح تعويضاتٍ ماليةٍ كبيرة لجميع المتضرّرين من أهالي الضحايا الدبلوماسيين السعوديين.
  • تُبادر حكومة تايلند بمنح إذن الدّخول للسعوديين إلى تايلند دون الحاجة إلى تأشيرة.
  • تقديم عدد واسع من التسهيلات الاقتصاديّة لجميع رجال الاعمال السّعوديين الراغبين بالعمل في تايلند.
  • رعاية قطّاع صناعة وإنتاج السيارات في المملكة العربيّة السّعوديّة.
  • تقديم عدد واسع من الخبرات للسعودية في مجالات عمل مصانع الاجهزة الكهربائيّة المنزليّة والزراعيّة وغيرها من الخبرات التايلنديّة.

إلى هنا نصل بكم إلى ختام المقال الذي تحدّثنا فيه حول قصة قطع العلاقات مع تايلند بالتفصيل وانتقلنا مع سطور وفقرات المقال في شرح مفصّل لكافّة الأمور التي كانت على خلفيّة قضيّة الماسة الزرقاء المسروقة، وسبب قطع العلاقات الدبلوماسيّة بين السّعوديّة وتايلند.

المراجع

  1. wikiwand.com , قضية الماسة الزرقاء , 26/01/2022
  2. arabnews.com , Thai Blue Diamond Affair: Kingdom demands justice , 26/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *