فضل صيام شهر محرم

ما هو فضل صيام شهر محرم؟ إنّ شهر محرّم هو أول أشهر التقويم القمري، ويعتبر من أقدس الشهور في الإسلام بعد شهر بعد رمضان، حيث نجى الله تعالى- نبيه موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون وقومه في اليوم العاشر من هذا الشهر، كما يعد أحد الشهور الأربعة الحرم في السنة القمرية، رجب منفرداً ثم ذي القعدة وذي الحجة ومحرّم، ومن هذا المنطلق ومن خلال سطورنا التالية عبر موقع المرجع سوف يتعرف الزائر على فضل عاشوراء وشهر الله المحرم.

شهر محرم

إنّ شهر محرَّم هو شهر عظيم ومبارك عند الله -تعالى-، فهو أول الشهور في العام الهجري، فقد أُعطي لهذا الشهر فضائل لم تُعط لغيره من الشهور الهجرية، أولها أنه حمل اسم شهر الله المحرم، ومن الجدير بالذكر أنَّ شهر مُحرم سُمي بذلك الاسم نسبًة لكونه أحد الأربعة أشهر المُحرم فيهم القتال على المُسلمين، حيثُ قال الله -تعالى-: “إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثني عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ”[1][2].

فضل صيام شهر محرم

إنّ فضل شهر محرم يتمثل في أنّه أفضل الصّيام بعد شهر رمضان، بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”[3]، حيثُ إنّ الصوم في شهر المحرم له أجر وفضل عظيم من الله -سبحانه وتعالى-، وكلما أكثر العبد من صيام أيامه كان أكثر لثوابه، فقد ورد أن رجلًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:” يا رسول الله أخبرني بشهر أصومه بعد شهر رمضان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت صائمًا شهرًا بعد رمضان فصم المحرم، فإنه شهر الله، وفيه يوم تاب الله فيه على قوم، ويتوب على آخرين”[4][5].

أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم

يعتبر حديث أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المُحرّم هو حديث صحيح، فقد رواه مسلم في صحيحه برقم (1163)، حيثُ ثبت عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ”[3]، ويدل الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر المحرم، فهو تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم بعد شهر رمضان، حيثُ إنَّ قوله شهر الله هو تعظيم لشهر محرم، وقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يصم شهرًا كاملًا قطّ غير رمضان المبارك.[6].

شاهد أيضًا: صيام عاشوراء في أي شهر

فضل صيام عاشوراء من شهر محرّم

إنّ صيام عاشوراء له ثواب وأجر عظيم من الله -سبحانه وتعالى- تمّ بيانه في أحاديث السنة النبوية الشريفة، حيثُ أنّه يكفر ذنوب السّنة الماضية بدليل ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه أبو قتادة -رضي الله عنه-، وقال فيه: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: “أحتَسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَه”[7]، حيثُ إنّ يوم عاشوراء من الأيام الفضيلة في الأشهر الحرم، وأجر الطاعات خلالها مضاعف، ولذلك تحرّى الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- لصيام هذا اليوم وحثّ على صيامه.[8]

هل يجوز الصيام في شهر محرم عند الشيعة

إنّ صيام يوم عاشوراء مكروه لدى الطائفة الشيعية، فهو غير محرّم ولكن ثوابه أقل، حيثُ تحرص الشيعة على عدم صيامه تعبيرًا عن الحزن والألم لمقتل الحسين بن علي حفيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد قاله الإمام أبو عبد الله -عليه السلام- عن صوم عاشوراء: “كلا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم، وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام”.[9]

شاهد أيضًا: قصة يوم عاشوراء عند الشيعة