ما هي ناصفة شعبان؟

ما هي ناصفة شعبان؟ بِالتزامن مع قُرب ليلة النصف من شهر شعبان تعدّ هذهِ الليلة من الليالي ذات الفضل العظيم، فقد وردت في أهميّتها وفضلها مجموعة من الأحاديث النبوية التي تشيرُ إلى أنّها من الليالي التي يستحب صيام نهارها وقيام ليلها، وفي هذهِ السّطور يقدّمُ موقع المرجع أبرز ما ورد في ليلة النصف من شعبان وفضلِها، وموعد ناصفة شعبان 2022، بالإضافة إلى العديد من المعلومات الهامّة حولَ هذهِ الليلة.

ما هي ناصفة شعبان؟

ليلة النصف من شعبان هي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان، وهي الليلة السابقة للخامس عشر، وتبدأ هذهِ الليلة مع مغرب يوم الرابع عشر من شهر شعبان، بينما تنتهي مع فجر يوم الخامس عشر من الشهر، وهيَ ليلة ذات أَهمية خاصّة في الإسلام، ويرجعُ السبب في ذلكَ إلى تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة، وقد حدثَ ذلكَ في العَام الثاني من الهجرة وفقًا لأرجح الآراء، وذلكَ قضى المسلمون قرابة الستة عشر شهراً في الصلاة تجاه المسجد الأقصى، ولأنه ورد فيها العديد من الأحاديث النبوية التي تبيّن فضلها وأهميتها، ويحييها المسلمون بِالصلاة والذكر وتلاوة القرآن والدعاء.

شاهد أيضًا: حكم صيام يوم الجمعة في شهر شعبان

موعد ليلة النصف من شهر شعبان

يتزامنُ موعد ليلة النصف من شهر شعبان مع الليلة السابقة للخامس عشر من شهر شعبان بدءً من أذان المغرب لليوم الرابع عشر من شعبان، وتكونُ نهاية الليلة مع بزوغ فجر يوم الخامس عشر من شهر شعبان، وينبغي للمسلم استثمار هذه الليلة في الإكثار فيها من الطاعات والعبادات والابتعاد عن المعاصي والذنوب كبيرها وصغيرها.

شاهد أيضًا: موعد ليلة النصف من شعبان 2022 وفضلها

ما هو فضل ليلة النصف من شعبان

لليلة النّصف من شعبان أهميّة كبيرة تتفوق فيها على بقية ليالي الشّهر، بل إنّها تفَوق في أهميّتها العديد من ليالي الأشهُر الأخرى، وقد جَعل بعض العلماء لَها من الأهميّة ما يوازي ليلة القدر، كما جاءَ فِي فضلها وأهميّتها الكثير مِن الأحاديث النبويّة التي تدلل على استِحباب قيام ليلها وصيام نهارها، والإكثار فيها من الأوراد، والأذكار، والإكثار من قراءة القرآن، والقيام بالأعمال الحسنة، ومنها الصّدقة، والأمر بالمعروف، والنّهي عن المُنكَر، وغير ذلك من الأمور التي يُثابُ المسلم على فعلها.

وقد وردت بعض الأحاديث في فضل ليلة النصف من شعبان تُثبِت أنّ لهذهِ الليلة فضلاً عن سائر الليالي، وقد جعلَ بعض العلماء لهذهِ الليلة أَفضليَّةً عاليةً، فقال بعضهم إنّ المقصود بقولهِ تعالى: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)هوَ ليلة النّصف من شعبان لا ليلة القدر، وَفي هذهِ الليلة يُقدِّر الله -سبحانه وتعالى- كلّ مَا سيحصل للعباد في السّنة اللاحقة من الأرزاق أو المصائب، ثمّ يُقدّم الله عز وجل ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء.

أعمال ليلة النصف من شعبان

ينبغي للمسلم الحرص على الطاعات في ليلة النصف من شهر شعبان والتخلي عن الشرك أكبره وأصغره، كما يتوجب عليهِ الصفح عن إخوانه وَاجتناب المحدثات، وَهناكَ العديد من الأعمال التي يجوزُ للمسلم التقرب إلى الله بها في هذهِ الليلة، ومنها ما يأتي:

  • صلاة قيام الليل.
  • الإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
  • الإكثار من الاستغفار.
  • سؤال الله عز وجل الرحمة والرضا والغفران.
  • الإلحاح بالدّعاء.
  • ذكر الله تعالى والإكثار منه.

شاهد أيضًا: يا زين النصف من شعبان كلمات 

حُكْم قيام ليلة النّصف من شعبان

تباينت الأقوال التي وردت عن العلماء في حكم قيام وصيام ليلة النّصف من شعبان، ويرجعُ هذا التباين إِلى الاختلاف في فهم النّصوص الواردة بخصوص هذهِ الليلة ودرجة الأخذ بها، أمّا أقوال العلماء في صيام ليلة النّصف من شعبان وقيامها، فقد استحبّ جمهور الفقهاء قيامها لِما فيها من تعرُّض المؤمن للرحمة والمغفرة من الله -سبحانه وتعالى-، وقد نُقِل عن الإمام ابن تيمية أنّ جماعاتٍ من السلف كانوا يقومونها، في حين كرِه علماء المالكيّة والحنفيّة الاجتماع لقيام هذهِ الليلة في المسجد أو غيره، وعدّوا ذلكَ من ضمن البِدَع التي لم ترد في الشّريعة؛ لما فيه من إحداث مجموعة من المسلمين صلاةً مخصوصةً في ليلة النصف من شعبان تُسمّى صلاة الرّغائب.

وإلى هذا القول ذهب الإمام الأوزاعيّ، وعطاء بن أبي رباح، وابن أبي مليكة، وفي ذلكَ يقول الإمام النوويّ: “الصّلاة المعروفة بصلاة الرّغائب، وهي ثنتا عشرة ركعةً، تصلي بين المغرب والعشاء ليلة أوّل جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، وهاتان الصّلاتان بدعتين ومُنكَران قبيحين، ولا يُغتَرّ بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدّين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإنّ كلّ ذلك باطل”.

شاهد أيضًا: حكم صيام يوم الجمعة في شهر شعبان

سبب قدسية ليلة النصف من شعبان

وَرد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث عدّة منها ما هو صالح للاحتجاج، ومنها ما هو ضعيف لا يتمّ الاحتجاج بها، ومن الأحاديث الصالحة للاحتجاج مَا رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه” ورواه الطبراني، وحسنه الألباني- رحمه الله- في صحيح الجامع برقم 771، وَقد قال عطاء بن يسار: ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم، فينبغي على العبد الإكثار من الطاعات والابتعاد عن المعاصي والذنوب.[1]

سبب تسمية شعبان بهذا الاسم

قيل إنّ السبب في تسمية شهر شعبان بهذا الاسم يرجعُ إلى أنّ هذا الشهر صادف تشعُّب العرب في البلدان في الوقتَ الذي سمي فيه بهذا الاسم، وذلكَ للبحث عن الماء لرعيهم وإقامتهم، كما قيلَ في سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم أنّ العرب كانوا ينتشرون في هذا الشهر من أجل طلب القتال بعد أن الامتناع عنهُ فِي الأشهُر الحُرُم وتحديداً رجب وهوَ الشهر السابق لشهر شعبان.

بذلكَ نختتمُ مَقال ما هي ناصفة شعبان؟ وبعدَ أن تعرّفنا من خلالهِ إلى أهمّ المعلومات حولَ ليلة النصف من شهر شعبان وما وردَ في فضلها وأهميّتها وما ينبغي للمسلم أن يفعلهُ فيها وما ينبغي تجنب فعله، كما تعرّفنا إلى أبرز ما قيلَ حولَ السبب في تسمية شهر شعبان بهذا الاسم.

المراجع

  1. islamweb.net , ماورد في ليلة النصف من شعبان , 13/02/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *