ما حكم الاستهزاء بالدين مازحا

ما حكم الاستهزاء بالدين مازحا، فالسخرية هي الاستهانة والاستخفاف والتحقير، والتنبيه على العيوب والنقائص، وتكون بحمل الأقوال والإشارات والأفعال على سبيل الهزل واللهو واللعب، وقد شاع بين الناس استهزاءهم بالشريعة وبأحكامها وبالمسلمين وأعمالهم، وحتى بين المسلمين أنفسهم، وذلك جهلًا منهم وظنًا منهم أنه فعلٌ عادي، ويهتم موقع المرجع ببيان حكم السخرية من الإسلام وتعاليمه ولو بالمزاح.

ما حكم الاستهزاء بالدين مازحا

أجمع أهل العلم من غير خلاف على أن الاستهزاء بالإسلام أو بأحكامه أو بتشريعاته كفرٌ يُخرج فاعله من الملة مازحًا أو جادًا لا فرق في ذلك، وقد استدل أهل العلم بالكثير من الآيات والأدلة الشرعية، ومنها قوله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}.[1] والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل هناك فرق بين الجاد والهازل في الاستهزاء بالدين مع التعليل

ما حكم الاستهزاء بالدين والمتمسكين به ابن باز

ذهب الشيخ ابن باز -رحمه الله- إلى أن الاستهزاء بالإسلام أو بشريعة التوحيد أو الصلاة أو أي عبادة أو تشريع من تشريعات الدين الإسلامي يعد ردة وناقض للإسلام، ويعامل صاحبه معاملة المرتد، والواجب على المسلمين الذين يرون من يفعل ذلك أن ينكروا عليه بشدة، والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم الاستهزاء بالدين والمتمسكين به

حكم الاستهزاء بالله وآياته ورسله

إن ما ورد عن أهل العلم أن من يقم بالاستهزاء بالله -جل جلاله- أو بآياته أو برسله -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- ما هو إلا عملٌ يكفر به صاحبه ويخرج به من ملة الإسلام، ولقد نقلت الكثير من الأقوال عن أهل العلم في هذه المسألة، فيقول الفخر الرازي في تفسير الرازي: “إنَّ الاستهزاء بالدين كيف كان كفر بالله، وذلك لأنَّ الاستهزاء يدلُّ على الاستخفاف” والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما الأقوام السابقة التي أهلكها الله ورد ذكرهم في الآيات

حكم الاستهزاء بالمؤمنين

فصّل أهل العلم في مسألة الاستهزاء بالمسلمين، وجعلوه على حالين اثنين، وهما كما يأتي:

• الحال الأول: أن يقوم المستهزئ بالاستهزاء والسخرية من المؤمنين على شكلهم أو لبسهم أو مشيتهم أو نحو ذلك، وهو أمرٌ محرم، ويأثم صاحبه، ولكنه لا يكفر به.
• الحال الثاني: أن يستهزئ المستهزئ بالمؤمنين بسبب إيمانهم وتمسكهم بشريعة الإسلام أو التزامهم بأوامر الله وأوامر نبيه الكريم، فلو كان جاهلًا أن ما يستهزئ به من الشريعة الإسلامية، ولا يقصد أن يستهزئ بالعبادات والطاعات، فهو آثم ولا يجوز له ذلك، أما لو لم يكن كذلك، ففعله يكفر كفرًا يخرج به عن الملة والله ورسوله أعلم.

ماذا يتوجب على من يستهزئ بالدين

إن مما لا شك فيه أن الاستهزاء بالدين، ولو كان مازحًا ينافي تعظيم شعائر الإسلام، والواجب على من يفعل ذلك أن يجدد إيمانه بنطق الشهادتين، وإعلان التوبة النصوح مما فعل من الفعل المنكر، فالتوبة النصوح واجبة من هذا الفعل العظيم المنكر، والواجب على من يحصل هذا الأمر أمامه أن ينكره، وأن يمنع حصوله، ولو لم يقدر عليه مغادرة المجلس أو المكان الذي يحصل فيه، ولو لم يفعل فهو شريك في هذا الإثم، وهذا الفعل الشنيع وعليه التوبة والاستغفار والله ورسوله أعلم.[5]

إلى هنا نصل لنهاية مقال ما حكم الاستهزاء بالدين مازحا، والذي سلّط الضوء على حكم الاستهزاء بالإسلام وحكم الاستهزاء بالله ورسوله وآيات الله وبالمؤمنين، وضرورة التوبة من هذا الفعل الشنيع.