ما حكم من مات، وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر ؟

ما حكم من مات، وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر ؟ من الأسئلة الشّرعية المهمة التي ينبغي على كلّ مسلم ومسلمة أن يعرفوا إجابتها، فتوحيد الله -عزّ وجلّ- هو أصل البشر وأساسهم منذ أن خلق الله آدم -عليه السلام- وأمره وبنيه بعبادة الله الواحد الأحد، وكان التّوحيد طاغيًا في البشر حتّى عهد نبي الله نوح -عليه السلام- حيث زيّن الشيطان للناس ليغالوا في دينهم وتعظيمهم لموتاهم من الصّالحين، حتّى وصل بهم الحال ليعبدوهم من دون الله وهم أمواتٌ لا يضرّون ولا ينفعون، وفي هذا المقال يهتمّ موقع المرجع ببيان حكم المشرك الذي يموت على شركه وهو يشرك بالله شركًا أكبر.

الشرك الأكبر

لبيان ما حكم من مات، وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر ؟ لا بدّ من بيان معنى الشّرك الأكبر، وهو من أعظم وأكبر الكبائر والمعاصي والذّنوب، ويعني أن يتّخذ العبد شريكًا لله يعبده ويعظّمه، وفاعله يخرج به عن الملة، ويعرف الشّرك في اللغة أنّه الإشراك في الأمر والشرك أن يكون أمرٌ بين اثنين لا يُفرد أحدهما به، ويعرف الشّرك أيضًا أنّه الكفر بالله وتشبيه الخلق بالخالق، ويكون بأن يصرف العبد شيئًا من العبادة أو كلّها لغير الله، أو أن يتّخذ ندًّا لله في ربوبيته وعبادته وصفاته وأسمائه، ويكون شركٌ في الألوهية  بأن يعبد مع الله إلهًا آخر، وشركٌ في الربوبية بأن يعتقد بأنّ هنالك شريكٌ مع الله يتصرف في شؤون الخلق، وشركٌ في الصفات والأسماء يكون بتشبيه بعض الخلق بصفات الله والعياذ بالله.[1]

شاهد أيضًا: عدد انواع الشرك الاكبر

ما حكم من مات، وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر ؟

إنّ توحيد الله -سبحانه وتعالى- في صفاته وأسمائه وألوهيته وربوبيته، ولردع النّاس عن الشّرك بالله، لا بدّ من معرفة ما حكم من مات، وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر؟ وحكمه هو:

  • كافرٌ بالله وبما أُنزل على رسوله وجزاؤه جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا.

فمن المعلوم أن الشرك هو أعظم ما تمّ النهي عنه، فقد نهى عنه الله -سبحانه وتعالى- ونهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}[2]. فهو يخرج العبد من الملّة، وصاحبه دمه حلالٌ في الحياة الدّنيا ومخلّدٌ في عذاب جهنم في الآخرة، وقد أجمع علماء الأمة على حكمه ولا خلاف بينهم والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله

حكم من مات على الشرك وهو لا يعلم أنّه شرك

قال الشّيخ ابن بازٍ رحمه الله تعالى أنّه من مات وهو مشركٌ بالله تعالى والعياذ بالله، وكان جاهلًا بشركه هذا فأمره إلى الله تعالى يوم القيامة، ويحكم الله تعالى بأمرهن فإن كان ممّن لم تصل إليه الدّعوة الإسلاميّة، فيكون حكمه كحكم أهل الفترة الّتي انقطع فيها الوحي عن الأرض، وقد قال أهل العلم كابن القيّم رحمه الله تعالى، أنّ أهل الفترة ومن لم تصلهم الدّعوة يمتحنهم الله تعالى ويبعث إليهم رسولًا يدعوهم، فمن استجاب للدّعوة دخل الجنّة، ومن ردّها وعارضها دخل النّار؛ وإنّ من مات جاهلًا بشركه فإنّ الله تعالى أعلم بأمره ولم يرد في النّصوص الشّرعيّة ما يشير إلى مصيره يوم القيامة.[4]

هل يغفر الله لمن أشرك به

قال الله تبارك وتعالى في الذّكر الحكيم: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}.[5] وهذه الآية تشير إلى أنّ الله جلّ وعلا لا يغفر للمشركين الّذين ماتوا وهم مشركين كأبي لهب وأبي جهل، وإنّما يغفر الله تعالى لمن أشرك به وتاب قبل مماته، فالتّوبة من الذّنب تمحو الذّنب كأنه لم يكن، والشّرك بالله تعالى موجبٌ لدخول النّار لمن لم يتب عنه قبل الموت، وهو أعظم الكبائر على الإطلاق، فالله تعالى يغفر ذنب الشّرك لمن تاب عنه وندم ولم يعد إليه أبدًا وتلك هي التّوبة النّصوح والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما هو الشرك الخفي

أحاديث عن الشرك بالله

قد بيّن القرآن والسّنة النّبوية الشريفة ما حكم من مات، وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر؟ ومما ورد من أحاديث عن الشرك بالله ما يأتي:

  • عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أخوفَ ما أخافُ علَيكم الشِّركُ الأصغرُ قالوا: وما الشِّركُ الأصغرُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الرِّياءُ، يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إذا جزَى النَّاسَ بأعمالِهِمِ: اذهبوا إلى الَّذينَ كنتُمْ تُراءونَ في الدُّنيا فانظروا هل تجدونَ عندَهُم جزاءً”.[7]
  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “مَن مَاتَ وهْوَ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ وقُلتُ أنَا: مَن مَاتَ وهْوَ لا يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الجَنَّةَ”.[8]
  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ به شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَن لَقِيَهُ يُشْرِكُ به دَخَلَ النَّارَ”.[9]

شاهد أيضًا: ما حكم عبادة الملائكة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما حكم من مات، وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر؟ حيث وضّحنا إجابة السّؤال المطروح وعرّفنا الشّرك الأكبر، كما بيّنا حكم ما مات مشركًا وهو يجهل ذلك، كذلك أجبنا عن السّؤال هل يغفر الله لمن أشرك به؟ وذكرنا بعض الأحاديث النّبويّة الّتي تتحدّث عن الشّرك بالله تعالى.

المراجع

  1. islamweb.net , الشرك ... تعريفه وأنواعه , 15/12/2021
  2. سورة المائدة , الآية 72.
  3. dorar.net , حكم الشرك , 15/12/2021
  4. binbaz.org.sa , حكم من مات على الشرك وهو لا يعلم أنه من الشرك , 15/12/2021
  5. سورة النساء , الآية 48.
  6. islamweb.net , هل يغفر الله للمشرك , 15/12/2021
  7. الترهيب والترغيب , المنذري، محمود بن لبيد الأنصاري، 52/1، إسناده جيد.
  8. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن مسعود، 4497، صحيح.
  9. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، 93، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *