متى يبدأ وينتهي الثلث الأخير من الليل

متى يبدأ وينتهي الثلث الأخير من الليل، فالثلث الأخير من الليل، من أعظم الأوقات المباركة، والتي ورد في فضل الكثير من النصوص الشرعية الدالة على عظيم الأجر والبركة والفضل الذي فيه، ويحرص المسلمون لذلك أن يحيون هذا الوقت المبارك في رمضان وفي غير رمضان، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان وقت الثلث الأخير من الليل ومتى يبدا الثلث الاخير من الليل ومتى ينتهي.

إلى ماذا يشير الثلث الأخير من الليل

يشير الثلث الأخير من الليل إلى الوقت المبارك في الليل، وهو الوقت الذي تتنزل فيه الرحمات وتعم فيه البركات، وهو أفضل وقتٍ في الليل كله، فيه تهدأ النفوس وفيه يستجاب الدعاء، وفيه يتنزّل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا في كلّ ليلة، فيُجيب دعاء عباده، ويعطيهم مسألتهم، ويقضي حوائجهم.

شاهد أيضًا: ما هو الثلث الاخير من الليل بالساعة

متى يبدأ وينتهي الثلث الأخير من الليل

إنّ الثلث الأخير من الليل هو أثمن الأوقات وأعظمها في الليالي كلّها، وهو ما ينبغي على المسلم أن يغتنم الفضل الذي فيه، وأن يغتنم أجر العمل الصالح فيه، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالثلث الأخير من الليل، وأوصى أن يتمّ اغتنامه بالاستغفار والدعاء والقيام، وتلاوة القرآن والتضرع إلى الله، ولكي يقوم المسلم بذلك، لا بدّ له أن يعرف متى يبدأ وينتهي الثلث الأخير من الليل، وهو ما سيتم تفصيله فيما يأتي:[1]

متى يبدا الثلث الاخير من الليل

إنّ أول الثلث الاخير من الليل يبدأ في بداية الجزء الأخير من الثلاثة أثلاث من ساعات الليل، فأول الثلث يُعرف في كلّ زمانٍ ومكانٍ بحسبه فلو كان الليل في مكانٍ ما وزمانٍ ما تسع ساعاتٍ فقط، فإن أول وقت الثلث الأخير، يكون من بداية الساعة السابعة من هذه الساعات التسع، أما لو كان الليل بلغ طوله اثنتي عشرة ساعة، فإنّ الثلث الأخير من الليل يبدأ من بداية الساعة التاسعة من هذه الساعات الاثني عشر، وهكذا بحسب طول الليل وقصره والله أعلم.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر

متى ينتهي الثلث الأخير من الليل

إنّ ثلث الليل الأخير ينتهي بطلوع الفجر، ولو طلع الفجر فقد حان وقت صلاة الفجر، وانتهى بذلك الثلث الأخير من الليل، وبدأ النهار، ومن المستحب للمسلم أن لا يؤخر قيام الليل إلى وقت الفجر، بل يصليها في أول الثلث الأخير، فالأفضل ترك فاصل بين القيام في الليل وبين الفجر، والله ورسوله أعلم.

كيف تحسب الثلث الأخير من الليل

إنّ الثلث الأخير من الليل يتمّ تحديده بأن يعرف المسلم بداية الليل ونهايته، ويقوم بتقسيمه على أجزاء ثلاثة، ويكون الجزء الثالث والأخير، هو الثلث الأخير من الليل، وتكون بداية الليل من غروب شمس النهار، وتكون نهايته بطلوع الفجر، ويختلف طول الليل من دولة لأخرى ومن فصلٍ سنويٍ لآخر، حيث يتم تحديد صلاة الغرب وصلاة الفجر، وحساب الساعات الموجودة بينهما، وتقسيم عدد الساعات هذه على ثلاثة، فلو كان عدد الساعات بينهما 12 ساعة، يكون طول الثلث الواحد من الليل 4 ساعات، والثلث الأخير هو آخر أربع ساعاتٍ من الليل، ويختلف من مكانٍ لآخر بحسب ما ورد والله ورسوله أعلم.[2]

الدعاء في الثلث الأخير من الليل مستجاب

ورد في الدعاء في الثلث الأخير من الليل الكثير من الأدلة الشرعية الصحيحة التي تشير إلى أنّه مستحبًا والله أعلم، ومن أبرز ما ورد فيه ما يأتي:

• عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟”.[3]
• عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ”. [4]

شاهد أيضًا: كان النبي يصلي من الليل كم ركعه

الاستغفار في الثلث الأخير من الليل

إنّ الاستغفار في الليل وخاصة في آخره وفي الثلث الأخير منه حين ينزل الرب عز وجل إلى السماء الدنيا فيغفر للمستغفرين ويجيب الداعين، ويعطي السائلين، من أفضل القربات وأجل الطاعات، وفيه خيرٌ عظيم، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على المستغفرين في الأسحار في كتابه الحكيم، فالاستعفار من جملة الذكر والدعاء وطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، وهو من جملة ما يشرع للمسلم أن يحيي الليل فيه، وبالتحديد في الثلث الأخير من الليل.[5]

أفضل الأعمال في الثلث الأخير من الليل

إن المسلمين يحرصون على الإتيان بأفضل الأعمال في الثلث الأخير من الليل، ولعل من أفضلها ما يأتي:

• قيام الليل: حيث يجوز قيام الليل في أيّ وقتٍ من أوقات الليل، سواءً في أوله أو آخره، والصلاة في الثلث الأخير من الليل من أفضل الأعمال.
• الدعاء: فالثلث الأخير من الليل هو محل استجابة للدعاء، وعلى المسلم استغلاله بالإكثار منه فيه.
• الاستغفار: إن الاستغفار بذاته من أعظم العبادات، وأجلّها وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى وفي الثلث الأخير من الليل يغفر الله للمستغفرين.
• قراءة القرآن: حيث إنّ قراءة القرآن مستحبة في كلّ وقت، وهي تتضمن التسبيح والذكر والاستغفار والدعاء، فهي أشمل من كلّ ما سبق ولذلك يُستحب للمسلم أن يقرأ القرآن في الثلث الأخير من الليل.

فضل الثلث الأخير من الليل

إنّ الثلث الأخير من الليل من أعظم الأوقات وأفضلها على الإطلاق، ومن فضائله الكثيرة نذكر ما يأتي:

• إن الثلث الأخير من الليل وقت التنزل الإلهي إلى السماء الدنيا.
• ينال المسلم الذي يقوم من فراشه ويغتنمه الثواب والأجر العظيم.
• يدخل المسلم الذي يواظب على إحياء الثلث الأخير من الليل الجنة.
• ينال به المسلم النعيم في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة.
• الثلث الأخير في الليل هو وقت تقسيم الأرزاق.

آيات عن الثلث الأخير من الليل

لأهمية الثلث الأخير من الليل فقد ورد فيه الكثير من الآيات الكريمة في القرآن الكريم، ومنها ما يأتي:

• قال تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}. [6]
• قال تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ * تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}. [7]
• قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}. [8]

أحاديث عن الثلث الأخير من الليل

كذلك فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على العمل الصالح في الثلث الأخير من الليل، وقد بيّن الأجر والثواب الذي يناله من يفعل ذلك، ومما ورد في السنة حول ثلث الليل الأخير ما يأتي:

• عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ في الجنةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُها من باطِنِها ، وباطنها من ظَاهِرِها . فقال أبو مالِكٍ الأَشْعَرِيُّ : لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : لِمَنْ أَطَابَ الكَلامَ ، وأطعم الطَّعَامَ ، وباتَ قائِمًا والناس نِيامٌ”.[9]
• عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنّه قال: “عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ”. [10]

في ختام مقال متى يبدأ وينتهي الثلث الأخير من الليل تم التعرف على بداية الثلث الأخير من الليل، والتعرف على نهايته وكيفية حسابه، وبيان فضله وفضل العمل فيه، ومواطن ذكره في القرآن والسنة.