من هم الموريسكيون وما هو أصلهم

من هم الموريسكيون في الأندلس وما هو أصلهم فتعد الأندلس تاريخياً من أعظم المدن الإسلامية التي تم فتحها في عهد الدولة الأموية والتي أسس فيها المسلمون أعظم الحضارات والتي لا تزال معالمها وآثارها شاهدة عليها حتى يومنا هذا وقد احتضنت هذه المدينة مشهداً فريداً من نوعه بالتعايش والتسامح الديني بين مسلمي الشرق ومسيحيي الغرب فقد جمعت الحضارة الإسلامية في الأندلس أعراق مختلفة من الناس كان من بينهم الموريسكيون الذين سنتعرف عليهم بشكل أوسع في سياق مقالنا عبر موقع المرجع ونتعرف أكثر على أصلهم وتعاليمهم وكيف تم طردهم من موطنهم ومن استقبلهم وسنذكر أيضاً الحضارة الإسلامية في الأندلس وسبب سقوطها وأين ذهب المسلمين بعد سقوطها.

أصل الموريسكيون

يرجع أصل الموريسكيين إلى الفترة التي فتح بها العرب شبه الجزيرة الأيبيرية والتي أطلق عليها المسلمون اسم بلاد الأندلس، والموريسكيون هم المجموعات العرقية الإسبانية التي اعتنقت الإسلام إما برضاهم وقناعتهم أو ليهربوا من الجزية التي فرضها المسلمون على الأفراد الغير مسلمين داخل المجتمعات التي فتحوها، وهناك تعبير خاطئ يقول أن المسلمين أجبروا الغير مسلمين على اعتناق الإسلام وإنما خيروهم بين الجزية أو اعتناق الإسلام على عكس الإسبان الذين فرضوا الدين المسيحي على المسلمين الذي بقوا في إسبانيا بعد سقوط الحكم الإسلامي.[1]

شاهد أيضًا: من مدن الأندلس ما يلي

من هم الموريسكيون في الأندلس

الموريسكيون في الأندلس هم المسلمين العرب الذي بقوا في الأندلس وأجبروا على اعتناق المسيحية قسراً بعد أن سقطت في يد الإسبان عام 1492م، والذين تم طردهم من إسبانيا في ما بعد وتهجيرهم في عدة دول بعد الخوف من مطالبتهم بالحكم والتمرد على الحكام وبقي الموريسكيون يعانون الاضطهاد منذ سقوط الحكم الإسلامي بعد أن سلم الحاكم آنذاك أبو عبد الله محمد الصغير مفاتيح قصر الأحمر للأسبان وأعلن الاستسلام.[1]

الأندلس

الأندلس هو الاسم الذي أطلقه المسلمين على إسبانيا أو ما كان يعرف باسم شبه الجزيرة الأيبيرية بعد أن استولوا عليها في عهد الخلافة الأموية بعد عدة غزوات بدءاً من عام 711م على يد القائد الأموي طارق بن زياد، وهذه الإمارة التي كانت منارة الشرق والإسلام في الدول الغربية بقيت في أيدي المسلمين حتى سقطت في يد الإسبان مرة أخرى عام 1492م.[2]

أسباب سقوط الأندلس

استمر حكم المسلمين للأندلس لعدة قرون أنتجوا خلالها حضارة تتغنى بها الدول الأوروبية لحد اليوم انتشر فيها الجمال والفن الشرقي في الحضارة والعمارة إضافة إلى العلم والعلماء الذين قدموا الكثير من الإسهامات، ولكن هذا لم يدم للأبد لعدة أسباب لم يكن أهما الغزوات المسيحية من الشمال، بل كان أهمها الخلافات الداخلية بين حكام المسلمين وخاصة أن غالبية مسلمي الأندلس كانوا من الرافضين لسقوط الخلافة الأموية في يد العباسيين وتمردوا عليها.[2]

أين ذهب المسلمون بعد سقوط الأندلس

بعد سقوط الأندلس عروس الشرق في أوروبا اتجه المسلمون في عدة فمنهم من ارتحل إلى ديارهم الأم في بلادهم العربية المسلمة ولكن الغالبية منهم بقوا في الأندلس وذلك لأنهم هم من السكان الأصليين لتلك المنطقة وهم الموريسكيون، ومع ذلك كان الملوك الإسبان على خوف دائم من استغاثاتهم بالدول الأعداء لإسبانيا وخاصة الدولة العثمانية فتآمروا عليهم حتى تمكنوا من طرد آخر المسلمين من الأندلس في بداية القرن السابع عشر وتوجه الموريسكيون إلى دول الجوار على الطرف الآخر من البحر المتوسط وخاصة في الجزائر والمغرب وتونس.[2]

الموريسكيون وتعاليم الإسلام واللغة

على عدة عقود مضت حافظ المسلمين على تراثهم وحضارتهم في أي مكان وجدوا به، وعندما تعرض الموريسكيون للاضطهاد بعد سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس على يد ملوك الإسبان وأدواتهم مثل محاكم التفتيش إضافة إلى حرق الكتب الإسلامية، قام الموريسكيون بممارسة الإسلام في الخفاء ثم أنتجوا كتبًا تُعرف باسم الجاميادوس وهي كتب مكتوبة بالإسبانية باستخدام الأبجدية العربية وذلك لتعليم زملائهم الموريسكيين تعاليم الإسلام والحفاظ على اللغة والثقافة الإسلامية لديهم.[3]

الموريسكيون ومحاكم التفتيش بالأندلس 

محاكم التفتيش الإسبانية التي تواجدت بين عامي 1478-1834م هي مؤسسة اضطهادية قضائية أنشأها الملوك بحجة مكافحة البدعة في إسبانيا ولكنها فعلياً كانت تعمل على تعزيز السلطة في النظام الملكي للمملكة الإسبانية الموحدة حديثًا بأبشع الأساليب الوحشية، والتي عملت على النضال ضد الموريسكيين بأمر من الملوك بأشد الأساليب الوحشية والعنصرية كما أنها كانت الأداة التي ينفذ بها الملوك الأحكام الجائرة بحق الموريسكيين مثل الضرائب الجائرة التمييزية وضمان جهلهم وعدم تعليمهم وطمس معالمهم الدينية والثقافية، وقامت بسبب هذه المحاكم الكثير من الانتفاضات وخاصة في غرناطة وفالنسيا وظلت تناضل هذه المحاكم حتى تم طرد الموريسكيين من إسبانيا نهائياً.[3]

طرد الموريسكيون من الأندلس

عندما دخل الإسبان إلى الأندلس واحتلوها تخلوا عن المبادئ المعروفة بحق السكان التي تقضي بالسماح لهم بحرية معتقداتهم فقاموا بحرق كتب المسلمين وأجبروا الموريسكيون على اعتناق المسيحية بين عامي 1502 و 1526م وحرمهم حتى الزي الإسلامي، وقد خافوا الإسبان من تحريض الموريسكيون الذي طلبوا العون من الدول العدوة لها مثل العثمانيين وحكام المغرب العربي، ولذلك وفي عام 1609م أذن ملك هابسبورغ الإسباني فيليب الثالث ووزيره الأول الفاسد والقوي دوق ليرما بالطرد التدريجي الموريسكيين ولكن بسرية تامة منعاً للتمرد واستمرت هذه العملية عدة سنوات استمرت حتى عام 1619م.[3]

الموريسكيون في المغرب الأقصى

بعد عملية الطرد التي تمت انقسم الموريسكيين على عدة مناطق وكان النصيب الأكبر منها في المغرب العربي حيث تم توطينهم فيها ببداية القرن السابع عشر، وقد تقبلهم الحكام والشعب المغربي كونهم جزء من الأمة الإسلامية وكان وقتها الحاكم للمغرب السلطان مولي زيدان الذي عاقب القبائل المغربية التي تعرضت لموريسكيين، ومنذ بداية توطينهم تقرب الموريسكيون من السلطان حتى أنهم شغل مناصب في الدولة وفيما بعد انخرطوا في المجتمع ودخلوا في الجيش وكافة المؤسسات حتى يومنا هذا.[4]

شاهد أيضًا: من هو صقر قريش وقصة دخوله الأندلس

الموريسكيون الأندلسيون في الجزائر

على عكس المغرب المستقلة إدارياً من قبل الدولة العثمانية كانت الجزائر خاضعة في حكمها للعثمانيين ولذلك لجأ السلطان العثماني في ذلك الوقت إلى عزل الموريسكيين عن باقي المجتمعات البدوية أو الحضرية في الجزائر لضمان ولائها للباب العالي، وقد استقروا حينها في عدة مناطق وخاصة في العاصمة الجزائر في سهل متيجة والمناطق الداخلية مثل تلمسان وبعض المدن الكبرى الأخرى، وسرعان ما اندمجوا غي كافة الأنشطة للدولة وما ساهم في ذلك تكلمهم باللغة العربية بالرغم من أصلهم الإسباني وتأثرهم بالدول المجاورة للأندلس آنذاك.[4]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان من هم الموريسكيون في الأندلس والذي تعرفنا من خلاله على الموريسكيين وأصلهم وتعاليمهم وكيف تم طردهم من موطنهم ومن استقبلهم كما تعرفنا أكثر على الحضارة الإسلامية في الأندلس وسبب سقوطها وأين ذهب المسلمين بعد سقوطها.