من هم الروم

من هم الروم وكيف تشكلت حضارتهم وانتهت والكثير من الأسئلة التي تطرح حول هؤلاء المحاربين القدامى والذين ذكروا في القرآن الكريم وحدثنا عنهم النبي عليه الصلاة والسلام، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على من هم الروم وكيف نشأوا وكيف انتهت حضارتهم وكل ما يخص هؤلاء القوم بما يتناسب مع اهتمامات قرائنا الكرام فيما يخص هذا الموضوع.

من هم الروم 

يرجع أصل الروم إلى الأقوام التي سكنت روما القديمة الواقعة في وسط إيطاليا حالياً وأيضًا إلى الإمبراطورية التي حكمت والتي غطت حوض البحر الأبيض المتوسط ​​بأكمله وجزءًا كبيرًا من أوروبا الغربية، حيث أنها امتدت في أقصى حد لها من شمال إنجلترا الحالية إلى جنوب مصر ومن ساحل المحيط الأطلسي غرباً إلى شواطئ الخليج الفارسي شرقاً، وموقع روما المتوسط في إيطاليا جعلها بشكل مباشر ضمن مجموعة حضارات البحر الأبيض المتوسط المعروفة آنذاك مثل اليونانيين القدماء إضافة إلى حضارات أخرى شملت الفينيقيين والقرطاجيين و الاتروسكان والعديد من الشعوب الأقل شهرة مثل الليقانيين، حيث أنها كانت حضارة روما القديمة متجذرة بشكل مباشر أو غير مباشر في كل هذه الثقافات السابقة، وبشكل خاص تأثرت روما في قرونها الأولى بالحضارة الأترورية القوية في شمالها والتي اكتسبت منها العديد من جوانب ثقافتها، ومع توسع وصول روما أصبحت على اتصال مباشر مع الإغريق ومن ذلك الحين أصبح التأثير اليوناني عنصرًا متزايد الأهمية في الحياة الرومانية، إلا أن الرومان منحوا الثقافة اليونانية ميلهم الخاص مما يمنحها عظمة جديدة يمكن رؤيتها في البقايا الرومانية في جميع أنحاء الإمبراطورية.[1]

شاهد أيضاً: سقطت دولة الآشوريين على يد

المعالم الحضارية والتراث عند الروم 

لقد تنوعت معالم الحضارة الرومانية القديمة التي تأثرت بالحضارات المعاصرة لها وفيما يلي نذكر أهمها:[1]

  • المدن الرومانية: لقد احتوت الإمبراطورية الرومانية على حوالي 2000 مدينة بالنسبة للرومان حيث كانت المدن عبارة عن مجتمعات تدير شؤونها الخاصة وتشكل اللبنات الأساسية للإمبراطورية، حيث ينتمي كل شخص حر في الإمبراطورية إلى مدينة والتي قد لا تكون بالضرورة المكان الذي كان يعيش فيه في أي وقت من الأوقات ولكنها كانت مسقط رأسه.
  • التأثر بالحضارات: حيث يمكن للمرء أن يرى التأثيرات اليونانية تعمل بقوة في مباني روما القديمة والتي سرعان ما تحولت إلى أسلوب روماني فريد حيث أنه لم يكن هناك شيء في العمارة اليونانية يشبه الواجهات المقوسة للكولوسيوم أو مسرح بومبي ولا للبناء المقنطر للقنوات الرومانية العظيمة.
  • الأقواس والقباب: حيث كانت الأقواس هو الابتكار الجديد في العمارة الرومانية حيث يعكس القدرات الهندسية الرومانية في حل مشكلة تحمل وزن أكبر، كما ينطبق الشيء نفسه على القبة التي ظهرت بشكل أكثر شهرة في البانثيين في روما والتي سمحت للمهندسين المعماريين والبنائين الرومان بالامتداد لمساحات أكبر بكثير من ذي قبل.
  • أبرز المعالم الحضارية: لقد انعكس الفن العمراني الروماني في بناء القلاع والمدرجات ودور العبادة وما إلى ذلك، ومن أبرز هذه المعالم هو مدينة بعلبك الأثرية في لبنان التي يعود تاريخها إلى 9000 سنة والتي تضم أيضاً المعابد مثل جوبيتر وفينوس وغيرها، وكذلك مدرج الكولوسيوم الذي يقع في العاصمة الإيطالية روما وهو أكبر مدرج روماني في العالم والذي استغرق بناؤه قرابة عقد كامل.

نهاية امبراطورية الروم

لقد تم اقتراح نظريات مختلفة حول سبب سقوط هذه الإمبراطورية بشقيها الشرقي والغربي ولكن حتى اليوم لا يوجد اتفاق عالمي حول ماهية تلك العوامل المحددة، حيث ذكر بعض العلماء والمؤرخين بأن المسيحية لعبت دورًا محوريًا حيث قوض الدين الجديد الأعراف الاجتماعية للإمبراطورية التي قدمتها الوثنية، في حين ذهب فريق آخر إلى أن الحروب الأهلية التي استمرت لقرون بين شقي الإمبراطورية الغربي والشرقي هي سبب الانهيار، كما تشمل العوامل الأخرى التي ساهمت في سقوط روما ما يلي:[2]

  • عدم الاستقرار السياسي بسبب حجم الإمبراطورية.
  • المصلحة الذاتية لنصفي الإمبراطورية.
  • غزو ​​القبائل البربرية.
  • فساد حكومي.
  • جيوش المرتزقة.
  • الإفراط في الاعتماد على العمل بالسخرة.
  • البطالة والتضخم الهائل.

وفي هذه المرحلة لم يعد الجيش الروماني الذي يعمل إلى حد كبير من المرتزقة البرابرة الذين ليس لديهم روابط عرقية مع روما، حيث أنه انتهت الإمبراطورية الرومانية الغربية رسميًا في 4 سبتمبر 476 للميلاد عندما تم خلع الإمبراطور رومولوس أوغستولوس من قبل الملك الجرماني أودواكر، بينما استمرت الإمبراطورية الرومانية الشرقية تحت اسم الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 1453 وعلى الرغم من أنها عُرفت في وقت مبكر باسم الإمبراطورية الرومانية إلا أنها لم تشبه ذلك الكيان كثيرًا على الإطلاق، وفي وقت معين تمت إعادة اختراع الإمبراطورية الرومانية الغربية لاحقًا باسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة بين عامي 962-1806 م، ولكن هذا البناء أيضًا كان بعيدًا عن الإمبراطورية الرومانية القديمة وكان إمبراطورية بالاسم فقط.

الروم في الوقت الحديث

سيطرت روما القديمة وهي الموطن الأصلي للروم سابقاً على مصير كل الحضارات المعروفة لأوروبا لأكثر من ألف عام لكنها سقطت بعد ذلك في حالة من التفكك والإصلاح، ومع ذلك استمرت قوة روما المشرع والمعلم والباني في الانتشار في جميع أنحاء أوروبا حتى بعد تفككها، على الرغم من أن وضع الباباوات من القرن السادس إلى القرن الخامس عشر كان في كثير من الأحيان محفوفًا بالمخاطر إلا أن روما عرفت المجد باعتباره منبع المسيحية، واستعادت في النهاية قوتها وثروتها وإعادة تأسيس نفسها كمكان للجمال ومصدر للتعلم وعاصمة للفنون في عصرنا الحالي، وكونها النسخة الحديثة من الإمبراطورية الرومانية القديمة سيعكس تاريخ روما المعاصر لنا التوتر الطويل الأمد بين القوة الروحية للبابوية والسلطة السياسية لعاصمة الدولة الإيطالية.

 فقد كانت روما آخر دولة رومانية أصبحت جزءًا من إيطاليا الموحدة ولم تفعل ذلك إلا تحت الإكراه بعد غزو القوات الإيطالية في عام 1870 حيث ملأت الدولة الجديدة المدينة بالوزارات والثكنات، ومع ذلك استمرت الكنيسة الكاثوليكية في رفض السلطة الإيطالية حتى تم التوصل إلى حل وسط مع الدكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني في عام 1929 عندما كانت إيطاليا ومدينة الفاتيكان اعترف كل منهما بسيادة الآخر، وفي غضون ذلك أنشأ موسوليني عبادة شخصية تحدت عبادة البابا نفسه وحاول حزبه الفاشي إعادة خلق أمجاد الماضي الإمبراطوري لروما من خلال برنامج الأشغال العامة الضخم، وفي نهاية المطاف تقف روما العاصمة المركزية الروحية والثقافية والسياحية والاقتصادية لإيطاليا في وقتنا الحاضر.[3]

شاهد أيضاً: من أول ملك فرعوني آمن بالتوحيد

ديانة الروم

كانت الإمبراطورية الرومانية في الأساس حضارة متعددة الآلهة وهو ما يعني أن الناس عليهم الاعتراف وعبادة الآلهة والإلهيات المتعددة، وذلك على الرغم من وجود الديانات التوحيدية داخل الإمبراطورية الرومانية مثل اليهودية والمسيحية، وتشترك العديد من الآلهة والإلهيات في الثقافة اليونانية والرومانية في خصائص متشابهة ومع ذلك تمت إعادة تسمية هذه الآلهة وإعادة تصنيفها بشكل فعال للسياق الروماني والتي تمتلك أسماء مختلفة عن نظرائهم اليونانيين، حيث كان الإله والإلهيات الرئيسيون في الثقافة الرومانية هم جوبيتر وجونو ومينيرفا بينما كان كوكب المشتري إله السماء الذي اعتقد الرومان أنه أشرف على جميع جوانب الحياة، والذي يُعتقد أنه نشأ من الإله اليوناني زيوس وكان القادة العسكريون يكرمون كوكب المشتري في معبده بعد الفوز في أي معركة.

وكانت جونو زوجة وأخت كوكب المشتري تشبه الإلهة اليونانية هيرا من حيث أنها كانت تراقب النساء بشكل خاص وجميع جوانب حياتهن، في حين كانت مينيرفا إلهة الحكمة والحرفية ترعى تلاميذ المدارس والحرفيين مثل النجارين وعمال الحجارة، ومن بين الآلهة والإلهيات الرومانية الأخرى التي تم اقتباسها من الثقافة اليونانية فينوس التي اعتمدت على أفروديت إلهة الحب، وسنجد أيضاً نبتون  إله البحر الذي ألهمه الإله اليوناني بوسيدون، بينما بلوتو الذي حكم العالم السفلي الروماني كما فعل الإله هاديس في الثقافة اليونانية، أما ديانا إلهة الصيد الرومانية التي لها نظير يوناني في أرتميس، وأيضاً المريخ إله الحرب الذي خلق على اسم الإله اليوناني آريس.[4]

وبهذا القدر من المعلومات نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان من هم الروم والذي تعرفنا من خلاله على المعالم الحضارية في أوج ازدهارها وديانتها وكيف سقطت هذه الإمبراطورية ومن هم  الروم في وقتنا الحالي وتوسعنا بكل ما يهم قرائنا الكرام في هذا الموضوع.

المراجع

  1. timemaps.com , The Civilization of Ancient Rome , 08/09/2021
  2. worldhistory.org , Roman Empire , 08/09/2021
  3. britannica.com , Rome , 08/09/2021
  4. nationalgeographic.org , The Gods and Goddesses of Ancient Rome , 08/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *