من هو قائد معركة قرقور

من هو قائد معركة قرقور وهو أحد أعظم قادة جيوش الآشوريين وملوكهم، الذي تحدثت عنه غالبية النقوش الحجرية العائدة للحضارة والإمبراطورية الآشورية الحديثة، حيث تعمد هذا الملك توثيق انتصاراته كي يخلد التاريخ اسمه وحجم سطوته ونفوذه، الذي امتد في كافة الاتجاهات؛ فسيطر على بلاد العرب والعجم، فمن هو الإمبراطور الآشوري قائد معركة قرقور، هو ما سوف يتيح لكم موقع المرجع فرصة التعرف به، عبر تسليط الضوء على وصف تلك النقوش الحجرية وأسمائها ومضامينها.

من هو قائد معركة قرقور

إن قائد معركة قرقور هو باللغة الأكادية شولمانو اشارئد الثالث أما بلغة التناخ فهو شلمنصر الثالث الملك الآشوري الأطول حكماً، فقد امتد حكمه بين عامي 858 – 823 قبل الميلاد، على مدى 35 عاماً أمضاها محارباً ضد البابليين وقبائل ميسوپوتاميا وقبائل الشرق، كما واجه المتحالفون مع الآراميين في بلاد الشام، حتى أنّ معاركه وصلت إلى الحدود البعيدة من الأناضول وإيران الشمالية بالإضافة لقبائل الصحراء العربية، سعياً وراء نشر الحضارة الآشورية على أوسع نطاق.[1]

والد شلمنصر الثالث هو الملك آشور ناصربال الثاني، الذي حذا حذوه جاعلاً العاصمة في مدينة كلخو (النمرود)، حيث شيّد لنفسه قصراً وسطها، أما عن ديانته فهي الوثنية لكنه فضّل الإله آشور عن بقية الأصنام، قبل نهاية حكمه ثار عليه ابنه آشور دانن طامعاً بالحكم، ما تسبب بالفتنة وخروج الكثير من المستعمرات عن السيطرة، إلى أن تم وأد تلك الفتنة على يد شقيقه شمشي أداد الخامس، الذي سحق جيش آشور وتغلب عليه.

معركة قرقور

إنّ معركة قرقور هي واقعة قتال دارت رحاها بين الإمبراطورية الآشورية الحديثة وجيش مؤلف من تحالف 12 ملكاً، وقعت المعركة في مدينة قرقور شمال غرب ما يعرف بسوريا حديثاً، خلال العام 853 قبل الميلاد، وقد استمرت تلك المعركة الطاحنة طيلة فترة الفتح الآشوري لآرام بين عامي 846 – 854 قبل الميلاد، وتميزت عن سابقاتها بوجود أكبر عدد من المقاتلين كما تعتبر أول واقعة دُوّن خلالها أسماء الشعوب ضمن التاريخ المسجل مثل العرب، حيث تم التدوين على نصب كورح.

شاهد أيضًا: سقطت دولة الآشوريين على يد

وقائع معركة قرقور

دوّنت على نصب كورح الأحداث التاريخية الآشورية خُصص أحدها لوقائع معركة قرقور، وبحسب الوصف التاريخي بدأت المعركة خلال الـ 14 من أيار بالرحيل من نينوى، التي استهل منها حملته السنوية، ثم عبر شلمنصر نهري دجلة والفرات بلا عوائق، لكون أبناء المدن في طريقه قدموا له الولاء والهدايا وإعلان الخضوع وعلى رأسها مدينة حلب، بعد حلب بدأت مظاهر المقاومة مع إروليني ملك حماة فهزمه، ودمر جميع قلاع المدينة على سبيل العقاب،  وبعد جني الغنائم من قرقور تابع المسير بالجيش حتى واجه القوات المتحالفة على ضفاف العاصي فهزمهم شر هزيمة.

شاهد أيضًا: من بنى حدائق بابل المعلقة

نصب كورح

إنّ نصب كورح عبارة عن ألواح حجرية مخصصة لتدوين أحداث حملات شلمنصر الثالث الملك الآشوري، وقد اشتملت وصف الـ 6 أعوام الأولى من حكمه، وعلى رأسها معركة قرقور، أكتشف النصب للمرة الأولى خلال العام 1861 بمنطقة كورح التاريخية في تركية على يد جون جورج تايلور وهو اليوم موجود بمتحف لندن في بريطانيا، وتم الإعلان عن وصف النصب عن طرق هنري رولنسون منذ العام 1870.

مسلة شلمنصر

عبارة عن مسلة سوداء تسمى مسلة شلمنصر الثالث السوداء، وهي نحت تاريخي على حجر الجير الأسود بشكل نقوش نافرة، يبلغ طول المسلة الواحدة 197 سنتيمتراً أما عرضها فلا يتجاوز الـ 45 سنتيمتراً، اكتشفت خلال العام 1845 ميلادي على يد أوستن هنري لايارد عالم الآثار البريطاني، في نمرود بشمال العراق وهي من الإمبراطورية الآشورية الحديثة، وتجسد أبرز أعمال شلمنصر الثالث الملك الآشوري، وتعرض أيضًا في المتحف البريطاني.

تتميز المسلة الآشورية بالأهمية والكمال، لكونها تجسد تصوير الرموز التوراتية الأدق والأقدم، وتغطي بأحد جوانبها صورة كنعاني يسجد أمام قدمي الملك الآشوري شلمنصر الثالث، وفي وصفها نقش تحت الصورة “جزية ياهو بن عمري”، كما دوّن تاريخ إنشائها وهو العام 825 قبل الميلاد أي خلال الحرب الأهلية.

قوات الحلفاء المنافسة بمعركة قرقور

قدم الملك شلمنصر وصفاً كاملاً عن القوات التي تحالفت مع غريمه بن هدد الثاني، عبر نقوشه الحجرية سالفة الذكر، وهم بالتفصيل:

• الملك بن هدد الثاني: قائداً للجيش ومعه 20 ألف جندي، بالإضافة لـ 1200 فارس وما يعادلهم من العربات الحربية.
• الملك إروليني: المهزوم في حماة قاد جيشه ومعه 10 آلاف جندي، بالإضافة لـ 700 فارس وما يعادلهم من العربات الحربية.
• الملك أخاب: وهو ملك إسرائيل الذي شارك بالحرب عبر جيش قوامه 10 آلاف جندي و2000 عربة حربية.
• مدينة قليقيا: شاركت بـ 500 جندي.
• مدينة موسورة: شاركت بألف جندي رجح البعض بأنها مصر.
• مدينة أركانتا: أو ما يعرف بـ (تل أركا) شاركت بجيش قوامه 10 آلاف جندي و10 عربات حربية.
• مدينة أرواد: شاركت بجيش قوامه 200 جندي.
• مدينة أوسنطة: أو ما يعرف بجبل لبنان (بجبل لبنان) شاركت بـ 200 جندي
• مدينة شيانو: وهي من مدن جبال الساحل السوري، وجيشها غير معروف.
• الملك جندبو: وهو ملك العرب شارك بجيش قوامه ألف فارس على ظهور الجمال.
• الملك بعشا بن روحوبي: وهو ملك العمونيين وشارك بجيش قوامه عدة مئات.

هكذا ومع هذا القدر من المعلومات عن حجم جيوش التحالف في معركة قرقور، نكون قد انتهينا من مقالنا، وهو بعنوان من هو قائد معركة قرقور، حيث تعرفنا خلال فقراته المنوعة على أحداث المعركة التي تحدثت عنها نقوش التاريخ الآشوري,