من هو اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين

من هو اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين سؤالٌ يفتح على من يطرحه باباً يكشف عن أحداثٍ عظيمةٍ من التّاريخ الإسلاميّ. ومن الجدير بالذّكر أنّ من الواجب على المسلم أن يلمّ بأهمّ الأحداث الّتي وقعت في العصور الإسلاميّة. وإنّ موقع المرجع يهتمّ بإطلاعنا على اسمٍ من الأسماء العظيمة الّتي خلّد التّاريخ الإسلاميّ ذكرها وسيرتها، لما كان لها أدواراً عظيمة في تغيير مجرى التّاريخ وأحداثه. كذلك من خلال ذكر ذلك الاسم يخبرنا بإجابة السّؤال المطورح حول أوّل شخصٍ لُقّب بخادم الحرمين الشّريفين.

الحرمين الشريفين

قبل الإجابة عن السّؤال المطروح سابقاً والّذي يقول من هو اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين. وجب الحديث والتّعريف بتارخ وعظمة الحرمين الشريفين، ومكانتهما في الدّين الإسلاميّ الحنيف. وإنّ الحرمين الشريفين هما اسمٌ يطلق على المسجد الحرام في مكّة المكرّمة، والمسجد النّبويّ في المدينة المنوّرة. وسنبدأ بالحديث عن المسجد الحرام في مكّة، وهو أوّل مسجدٍ بني على الأرض.

وكان أوّل من وضع أساساته في مكّة نبيّ الله إبراهيم ابنه إسماعيل عليهما السّلام. وقد ذكر ذلك في سورة البقرة في القرآن الكريم. ويعدّ المسجد الحرام هو قبلة المسلمين جميعهم، وقد تمّ تجديد بناء الكعبة المشرّفة عدّة مرّاتٍ على مدار العصور والأزمان. وآخر إعمارٍ للكعبة كان قبل أن يُبعث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعدّة سنوات، وإنّ المسجد الحرام هو وجهة الحجّاج في كلّ عامٍ حيث أنّ الحجّ إليه فرضٌ على كلّ مسلمٍ قادرٍ بالغٍ عاقلٍ. و كذلك الحجّ إليه من أركان الإسلام الخمسة.[1]

أمّا المسجد النّبويّ فهو ثاني مسجدٍ بني في الإسلام، فقد بناه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع أصحابه بعد أن أذن له الله -تبارك وتعالى- أن يهاجر من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة. ليؤسّس الدّولة الإسلاميّة العظيمة، وفي موسم الحجّ أو خلال العمرة يزور المسلمون المسجد النّبويّ كما يزورون قبر رسول الله -صلذى الله عليه وسلّم وصاحبيه. وإنّ للحرمين الشذريفين حرمةٌ كبيرة وخصائص عظيمة، ومكانةٌ رفيعةٌ في الإسلام وفي نفوس المسلمين والله أعلم.[2]

من هو اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين

إنّ اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين هو صلاح الدّين الأيوبيّ. واسمه أبو المظفّر يوسف بن أيّوب بن شادي، وقد ذكر يوسف بن رافع بن شدّاد أنّ صلاح الدّين الأيوبيّ هو أقدم من أُطلق عليه لقب خادم الحرمين الشّريفين، وذلك في كتابه النّوادر السّلطانيّة، وقد قيل بأنّ نقشاً موجوداً على قبّة يوسف  الواقعة في الجهة الجنوبيّة لصحن قبّة الصّخرة، بين القبّة النّحوية ومنبر برهان الدّين، كُتب ما يأتي:

بسم الله الرّحمن الرّحيم وصلواته على محمّد النّبيّ وآله، أمر بعمارته وحفر الخندق مولانا الملك، صلاح الدّنيا والدّين، سلطان الإسلام والمسلمين. خادم الحرمين الشّريفين وهذا البيت المقدّس أبو المظفّر يوسف بن أيّوب محي دولة أمير المؤمنين. أدام الله أيّامه ونصر أعلامه في أيّام الأمير الأسفهسلار الكبير سيف الدّين عليّ بن أحمد أعزّه الله. في سنة خمسائةٍ وسبعةٍ وثمانين للهجرة النّبويّة. وقد لُقّب بهذا اللّقب العديد من الملوك. حتّى اتّخذه ملوك المملكة السّعوديّة آل سعود لقباً معتمداً. وأوّل ملكٍ سعوديٍّ اعتمد هذا اللّقب هو فهد بن عبد العزيز في عام ألفٍ وتسمائةٍ وستاٍّ وثمانين، والله أعلم.[3]

صلاح الدين الأيوبي وخدمته للحرمين الشريفين

بعد الإجابة عن سؤال من هو اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين. وجب التّنويه على أنّه لم يُذكر في تاريخ صلاح الدّين الأيوبيّ ما يتحدّث عن خدماته للحرمين الشّريفين. حيث غلب الحديث في سيرته. على انتصاراته العظيمة واسترجاع بيت المقدس من الصّليبييّن.كذلك تحدّثت سيرته عن إنشائه للدّولة الأيّوبيّة العظيمة والله أعلم.[4]

نبذة عن صلاح الدين الأيوبي

صلاح الدّين الأيوبيّ ينحدر من عائلةٍ كرديّةٍ مسلمةٍ عريقة، تُعرف بعظم نسبها وشرفها وأصلها، ولد في تكريت. وهي بلدةٌ تقع في العراق بين بغداد والموصل. وقد ولد فيها. حيث كان والده حاكماً لقلعة تكريت، ثمّ خرجوا منها مجبرين بعد ولادته مباشرةً، فأصاب أباه الشّؤم لما تزامن مع ولادته. ونزل والده مع أهله في دمشق وكان حاكمها عماد الدّين زنكي. فأكرمهم، ونشأ صلاح الدّين الأيوبيّ خير نشأة وطغى عليه حبّ الجهاد والقتال في سبيل الله تعالى.

كذلك حفظ القرآن الكريم وحفظ الحديث الشّريف، إلى جانب تعلّمه القتال والفروسيّة. كما تعلّم من اللّغة العربيّة ما شاء الله له أن يتعلّم. وكانت حياته حافلةً بالانتصارات على الصّليبيين والفاطميّن. والفتوحات الكثيرة. وقد كان مجتهداً في دينه وعبادته، يجتنب المعاصي والآثام ما استطاع. كذلك يضع هدفه نصب عينيه عند القتال، مريداً بذلك رضا الله تعالى وإعلاء كلمته في الأرض. وعُرف أيضا ًبتقواه وورعه. وعلمه الواسع. وكانت أهمّ أهدافه هي توحيد بلاد المسلمين وإخراج الأعداء والكفرة منها والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: نبذة مختصرة عن صلاح الدين الأيوبي

معارك وحروب صلاح الدين

من هو اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين سؤالٌ قد طُرح وأجيب عنه فيما سبق. حيث تبيّن بأنّه أوّل من لُقب بخادم الحرمين الشريفين هو صلاح الدّين الأيوبيّ رحمه الله. وقد حفلت حياته بخوض الكثير من الحروب، وقيادة الفتواحات والحملات. ضدّ أعداء الإسلام، والمعارك الّتي خاضها هي على التّرتيب الآتي:[5]

• حصار الكرك.
• كذلك حصار صفد.
• حصار صور.
• و كذلك حصار عكّا.
• معركة أرسوف.
• كذلك معركة الفولة.
• معركة تلّ الجزر.
• و كذلك معركة حطّين.
• معركة كوكب الهوا.
• كذلك معركة مخاضة يعقوب.
• معركة مرج عيون.
• و كذلك معركة يافا.

إنجازات صلاح الدين الأيوبي

إنّ حبّ صلاح الدّين للجهاد في سبيل الله، وطموحه لتوحيد البلاد تحت راية الإسلام، دفعه إلى خوض المعارك والحروب ضدّ أعداء الإسلام، ووفّقه الله تعالى للعديد من الإنجازات العظيمة نعرض منها:

• استعادة القدس وتحريرها من أيدي الصّليبيين، بعد معركة حطّين: فقد استولى على معظم القدس بحلول العام 1187، الّذي كانت فيه معركة حطّين، حيث حارب صلاح الدّين الأيوبيّ جيوش الصّليبين في حطّين وأبادها عن آخرها. ثمّ حاصر مدينة القدس واستولى عليها بعغد عدّة شهورٍ من معركة حطّين  في العام ألفٍ ومائةٍ وسبعةٍ وثمانين للميلاد.
• كذلك فتح مصر والشّام واستعادهما من الفاطميين.
• أصبح سلطاناً على مصر في ظلّ الدّولة العبّاسيّة.
• و كذلك أنشأ الدّولة الأيوبيّة العظيمة.
• كما أن صلاح الدين هو اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين

وفاة صلاح الدين الأيوبي

قد تمّت فيما سبق الإجابة عن السّؤال الرّئيس من هو اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين هو صلاح الدّين الأيوبيّ النّاصر ومحرّر القدس من الصّليبيين. وقد قيل بأن صلاح الدّين قد توفّي في الرّابع من آذار من العام ألفٍ ومائةٍ وثلاثةٍ وتسعين للميلاد، وكان ابن خمسةٍ وخمسين أو ستّةٍ وستّين عاماً،  وكان موته إثر الأمراض والجروح والتّعب الّذي أصباه من كثرة الحروب والمعارك، وكذلك قيل بأنّ بعد موته، عاد الفساد وتفكّكت الدّولة، ونُقضت العهود والاتّفاقيّات الّتي عقدها والله أعلم.

من هو اول من لقب بخادم الحرمين الشريفين السّؤال الّذي تمّت الإجابة عنه بشكلٍ وافٍ ، حيث كان من الجدير الحديث عن صلاح الدذين الأيوبيّ ونشأته وانتصاراته وإنجازاته ومعاركه، وكذلك وفاته، فهو خير مثالٍ على حبّ الله تعالى وحبّ رسوله والمشي على خطا الصّحابة الكرام، والطّموح العظيم بتوحيد المسلمين تحت راية الحقّ.