من هو اخر الصحابة موتا بالمدينة

من هو اخر الصحابة موتا بالمدينة المنورة هو واحد من أشهر الأسئلة الشرعية التي تتحدَّث عن حياة الصحابة الكرام بعد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقبل بداية عصر التابعين، فمن المعروف أنَّ الصحابة الكرام عاشوا بعد النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- حوالي مئة عام، وفي هذا المقال من موقع المرجع سوف نتحدَّث بالتفصيل عن من هو اخر الصحابة موتا بالمدينة وعن حياته، كما سنتحدث عن آخر الصحابة موتًا في البصرة والشام أيضًا.

من هو اخر الصحابة موتا بالمدينة

إنَّ آخر الصحابة موتًا في المدينة المنورة هو الصحابي سهل بن سعد -رضي الله عنه- وهذا هو القول الشائع، وقيل أيضًا إنّ آخر من مات من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة هو الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقيل هو الصحابي السائب بن يزيد رضي الله عنه، وفيما يأتي نلقي نظرة على الصحابي سهل بن سعد -رضي الله عنه- آخر من مات من الصحابة الكرام في المدينة المنورة:

نبذة عن سهل بن سعد

اسمه أبو العباس سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعد بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، وهو ابن صحابي أيضًا، فوالده سعد بن مالك -رضي الله عنه- صحابي توفِّي في حياة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وجدير بالذكر إنَّ سهل بن سعد روى عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أحاديث كثيرة وأخذ عنه كبار المحدثين، ويُعد سهل بن سعد آخر الصحابة موتًا في المدينة المنورة، فقد توفِّي في عام 90 للهجرة وكان قد بلغ المئة عام من العمر، والله تعالى أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: من هو اخر الصحابة موتا بالبصرة

من هو اخر الصحابة موتا بالبصرة

إنَّ آخر الصحابة الكرام موتًا بالبصرة هو الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، قال أبو عمر بن عبد البر: “ما أعلم أحدًا مات بعده ممن رأى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلا أبا الطفيل‏” أي أنَّه الصحابي الثاني من حيث آخر الصحابة موتًا على الإطلاق أيضًا بعد الصحابي الجليل أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي، وفيما يأتي نأخذ نبذة عن الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- آخر من مات من الصحابة الكرام في البصرة في العراق:

نبذة عن أنس بن مالك

اسمه  أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وهو صحابي جليل ولد قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعشر سنوات فقط، وكان خادمًا لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو أحد الصحابة الذي أكثروا من رواية الحديث لكثرة ما لازم النبي عليه الصلاة والسلام، وقد خدم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- منذ الهجرة وكان صبيًا صغيرًا، وعاش بعد النبي أكثر من 80 عامًا، ليكون آخر من مات من الصحابة في البصرة، حيث توفي أنس بن مالك -رضي الله عنه- في سنة 93 للهجرة، وكان قد جاوز المئة عام من عمره.[2]

من آخر من مات من الصحابة في مكة

اختلفت الأقوال في آخر من مات من الصحابة في مكة المكرمة، فقيل إنَّه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقيل هو جابر بن عبد الله، وقيل أيضًا إنَّ الصحابي أبا طفيل عامر بن واثلة الليثي مات في مكة، وهذا آخر الصحابة موتًا على الإطلاق، فهو في هذه الحالة آخر من مات في مكة المكرمة، والله تعالى أعلم.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم

من هو اخر الصحابة موتا

إنَّ آخر من مات من صحابة النبي -عليه الصّلاة والسّلام- هو أبو الطُّفيل عامر بن واثلة الكناني، وهو صحابي جليل رأى النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أوائل عمره، وعاش أكثر من مئة عام، فكان آخر الصحابة الكرام موتًا في التاريخ، وبإجماع المؤرخين الذي أرخوا حياة الصحابة رضوان الله عليهم، وجدير بالذكر إنَّ عامر بن واثلة الليثي الكناني توفي بحسب القول الراجح في عام 102 للهجرة، وقيل 101 للهجرة، وفيما يأتي نبذة عن هذا الصحابي الجليل:

نبذة عن أبو الطفيل عامر بن واثلة

اسمه أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميس بن جدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الليثي الكناني، وهو آخر من مات من الصحابة الكرام، قال عامر بن واثلة: “رأيت النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يستلم الركن بمحجنه، وذكر صفته”، وقد ذُكر أنَّ أبا الطفيل عامر بن واثلة ولد في السنة الثالثة للهجرة، وكان عمره ثمانية أعوام عندما توفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد كان من رواة الأحاديث الثِّقاة، فقد أخذ عن أبي بكر وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود، قال ابن السكن عن روايته للحديث: “عنه رواياتٌ ثابتة أنه رأى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وأما سماعه منه -صَلَّى الله عليه وسلم- فلم يثبت، وقيل أنه روى عن النبي محمد أربعة أحاديث”.

وقد جاءت في قصة رؤيته للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أقوال عديدة، نذكر من هذه الأقوال ما يأتي:
  • عن عمارة بن ثوبان قال: “حدثنا أبو الطفيل، قال: رأيتُ رسول الله -صَلَّى الله عليه وسلَّم- بالجعرانة يَقْسِم لحمًا، وكنت غلامًا أحمل عُضْوَ الجزور، قال: فأقبلتِ امرأة بدوية، حتَّى إذا دنت من النبي صَلَّى الله عليه وسلم، بَسَطَ لها رداءه فجلست عليه، فقلت: مَن هذه؟ فقالوا: هذه أمه التي أرضعته”.
  • عن عبد الملك بن سعيد بن الأَبجُرِ قال: “عن أَبي الطُّفَيل قال: قلت لابن عباس: إِني قد رأَيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: فَصِفْه لي، قلت: رأَيته عند المروة على ناقة وقد كَثُر الناسُ عليه، قال: فقال ابن عباس: ذاكَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، إِنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه”.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ذكر في القرآن

من هو آخر من مات من الصحابة في الشام

إن آخر من مات من الصحابة في الشام هو الصحابي الجليل عبد الله بن بُسر المازني، وهو صحابي من الأنصار من مازن بن منصور أخو بني سليم، عاش أربعة وتسعين عامًا، وكان آخر من مات من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الشام، قال الواقدي: “مات سنة ثمان وثمانين وهو آخر من مات من الصحابة بالشام. قال: وله أربع وتسعون سنة. وكذا أرخه في سنة ثمان وثمانين جماعة”، وقيل أيضًا إنَّه مات سنة 100 للهجرة وقيل سنة 96 للهجرة، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب

قصيدة العراقي في آخر من مات من الصحابة

جمع العراقي أسماء أواخر من ماتوا من الصحابة الكرام في مختلف البلدان والأمصار، فذكرهم في ألفيته الشهيرة، وقبل ذكرها لا بدَّ من المرور على قول المؤرخين في ذكر أواخر من مات من الصحابة وهو: “آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر‏: عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي‏، وبفلسطين‏: أبو أبي ابن أم حرام‏، وبدمشق‏: واثلة بن الأسقع‏، وبحمص‏: عبد الله بن بسر، وباليمامة: الهرماس بن زياد‏، وبالجزيرة‏: العرس بن عميرة‏، وبأفريقية‏: رويفع بن ثابت‏، وبالبادية في الأعراب‏: سلمة بن الأكوع، رضي الله عنهم أجمعين‏”، أمَّا العراقي فقد قال في ألفيته:

آخِرُهُم موتاً بِدُونِ مِرْيَهْ                أبــــو الطُّفَيْلِ مات عامَ مَايَهْ

وقَبْله السائب بِالمَدِينةِ               أو: سَهْلٌ أو: جَــــابِر بمــكةِ

وقيل آخرهم ابن عُمَـــرَا              أن لا أبو الطفيل فيها قُبِــرَا

وأنس بن مالك بالبصــرة             وابن أبي أوفى قضى بالكوفةِ

والشام فابنُ بُسْرٍ أو ذو باهله      وقيــــل بــدمشــــق واثِـلَهْ

وإنَّ فِي حمصَ ابنُ بُسْرٍ قُبضَا      وَإِنَّ بالجزيرة العُرْسُ قَضــى

وبفلسطـــــين أبوُ أُبَــيّ              ومِصْرَ فابن الحارث بن جُزَيّي

وَقُبِــضَ الْهِرْمَاسُ باليَمَــامَهْ          وقَبْلَهُ رُوَيْفِـــع بِبَرْقَــــهْ

وقيــــل أفْرِيقيَّةِ وسَلَـــــمَهْ           بــــادياً أو بِطَيْبَةَ المُكرَّمَهْ

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على من هو اخر الصحابة موتا بالمدينة ومررنا على آخر من مات من الصحابة في البصرة وفي الشام وفي مكة المكرمة، ووضعنا في الختام قصيدة العراقي في آخر من مات من الصحابة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *