من هو الاجدع ولماذا سمي بذلك

من هو الاجدع ولماذا سمي بذلك، إنّ قدوة المسلميّن الأولى هوَ نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ثمّ الصحابة الذي رافقوهُ حيّال حياتهِ، ثم التابعيّن الذين أخذوا العلم والديّن والقرآن عن صحابة رسول الله، ثم تابعين التابعيّ، وهُم منازل ودرجات، لكنّهم جميعًا أصحاب علم وديّن وتقوى وخُلق، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على أحد التابعيّن وهو الأجدع ونبذة عنه.

من هو الاجدع

مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سلمان بن معمر، أحدُ كبار التابعيّن المُخضرميّن الذين أسلموا في حياةِ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، لكنّهم لم ينالوا شرفَ الصحبة، ولم يلتقوا بالرسول الكريم، ويرجع نسبه إلى همدان، فيُلقّب بالهمداني والكوفي؛ لأنّه قد سكن الكوفة، وقد ترجم الإمام الذهبي في كتابه المسمّى سير أعلام النبلاء لمسروق بن الأجدع، ووصفه بالإمام القدوة العلم.[1]

لماذا سمي مسروق بهذا الاسم

قال المؤرخون وأهل السيَر أنّه سُمي مسروق بن الأجدع بهذا الاسم، لأنّه سُرق من أهله وهو صغير، ثمّ رجع إليهم، وكنيتهُ أبي عائشة، لشدة حبه لأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها-، وروي أيضًا أنها قالت له يومًا: “يا مسروق إنّك من ولدي، وإنك من أحبهم إلي، فهل لك علمٌ بالمخدج”، ويظهر من هذا الخطاب حرص السيّدة عائشة على تعليم مسروق بن الأجدع وتفقيهه.

حياة مسروق بن الأجدع

بدأتْ حياة مسروق تتحورُ عندما أسلم والده الأجدع، ثم انتقل بأولاده إلى المدينة المنورة، وهذا الانتقال أدى إلى نشوء مسروق بن الأجدع نشأة علمية دينية برفقةِ صحابة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث التقى صحابة رسول الله، وأخذ عنهم العلم والفقه، وعُرف عنه ملازمته للسيدة عائشة والقرب منها، حتّى يتفقه على يديها، ويأخذ السنة من منابعها الصافية الأصيلة، كما أن مسروق قد أفاد من العلم، واستفاد حيث سكن الكوفة، وصار مفتيًا فيها، ويقضي بين الناس، ويحل نزاعاتهم، دون أن يأخذ على ذلك أجرًا، وعُرف عنه كثرة العبادة والتهجّد، وقد توفي -رحمه الله- سنة 62 للهجرة وقيل 63، وعمره 63 عامًا.

رواية مسروق بن الأجدع للحديث

روى التابعيّ مسروق بن الأجدع الحديث عن صحابة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، من عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفّان وعائشة بنت أبي بكر وأبيّ بن كعب، وغيرهم كثير -رضي الله عنهم وأرضاهم- أجمعين، وروى عنه أيضًا خلق كثير مثل الشعبي وإبراهيم النخعي ومكحول الشامي وغيرهم، وقد وثقه أهل الجرح والتعديل، وذكره ابن سعد في كتابه المسمّى “طبقات ابن سعد” في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقال عنه ابن سعد: “كان ثقة له أحاديث صالحة”، وكما روي عن يحيى بن معين أنه قال عنه: “مسروق ثقة، لا يُسأل عن مثله”.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا من هو الاجدع ولماذا سمي بذلك، حيث تعرفنا على أحد كبار التابعيّن المُخضرمين، وهو مسروق بن الأجدع، ونشأته، وروايته لحديث رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-.

المراجع

  1. islamweb.net , سير أعلام النبلاء , 13/11/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *