لماذا جعل الله الولادة مؤلمة

لماذا جعل الله الولادة مؤلمة، ولا سيما وأن الله سبحانه وتعالى قد شرع الزواج الشرعي سببًا من أسباب بناء الذرية الصالحة، وفيه أن جعل المرأة تتحمل النصيب الأكبر في الحمل والولادة، ولهذا فقد يتساءل البعض أن لماذل جعل الله الولادة مؤلمة وهذا ما سيتم التعرف عليه في موقع المرجع، وسنتعرف على مراحل عملية الولادة، وما هي الولادة القيصرية وما إلى ذلك في هذا المقال.

خطر عملية الولادة ما بين الماضي والحاضر

لقد كانت عملية الولادة من العمليات التي تعد شديدة الخطورة؛ وسواء كان ذلك على الأم أم على الجنين، فكان يصل الحال في الولادة في الماضي إما إلى وفاة الأم أو جنينها، لصعوبة ما تمر به أثناء الولادة دون أي تخدير، ومن فضل الله علينا أن العلم قد تطور وبدء في رفع الخطر الشديد في عملية الولادة، بعد دخول الطب وأمور التخدير والفحوصات الدورية، ولا سيما وأن عملية الولادة هي عملية لا إرادية تأتي من غير أي تدخل بشري، فهي خروج الجنين من رحم الأم بوجود انقباضات حتى تصل بالجنين إلى الخروج، حيث قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}،[1] وعليه فإن عملية الولادة تتطورت وأصبحت لا تشكل الخطر الكبير كما كانت في الماضي، وهذا بفضل العلم والطب الحديث.[2]

الإعجاز الرباني في الولادة

إن الولادة ما هي إلا عملية لخروج الجنين من رحم الأنثى إلى الحياة الدنيا، وذلك بعد المرور في مراحل معينة، ومن أبرزها تقلصات شديدة تحدث عندما يبدأ نزول الجنين إلى أسفل مكان الولادة، وقد تختلف شدة هذه التقلصات من امرأة إلى أخرى، وتشبه بآلامها آلام الحيض وتشنجاته، ومن إعجاز الله تعالى في عملية الولادة أن الجنين يمر بممر ضيق؛ وهو عنق الرحم، وهو في عادته لا يستطيع أن يمر منه أي شيء صغير، ولكنه يتسع لمرور هذا الجنين، وتبدأ بعدها عملية المخاض، ويكون الاتساع بحسب كل أصبع؛ فإن وصل إلى خمسة أصابع فإنه يصبح الجنين مهيء للنزول، ومن الإعجاز الرباني أن هنالك افرازات تساعد في تسهيل عملية الولادة، التي بعدها يعود الجسم إلى عمله وطبيعته بكل سهولة، قال تعالى: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ}.[3]

شاهد أيضًا: أسهل طريقة لحساب موعد الولادة بالهجري

لماذا جعل الله الولادة مؤلمة

جاء في العديد من الأحاديث النبوية عن الأجر الذي يصل للمرأة في كل مرحلة من مراحل الحمل والولادة وذلك بسبب انقبضات الرحم وتوسعه من أجل نزول الطفل، ومن العلماء من ضعف هذه الأحاديث، إلا أن المرأة إذا حملت ووضعت حملها، وكانت صابرة محتسبة لكل ما لاقته من أوجاع؛ فإن هذا لا يكون إلا سببًا في تكفير ذنوبها ومحو سيئاتها، ولا سيما وأن المرض البسيط يكون سببًا في تكفير الذنوب فكيف بالحمل ومدته وشدته عمليته، فقد ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَا ‌يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا ‌وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ”،[4] ومما بيّنه العلماء أن الحامل في ساعة ولادتها تكون في عسر وشدة فيكون لها دعوة مستجابة تدعو بها ما شاءت، ومما رواه ابن ماجه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله؛ المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد”، وقد قال ابن حجر: (التي تموت وفي بطنها ولد)، وقد قال أهل العلم في ذلك:[5]

وإنما كانت هذه الموتات شهادة يتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها، وهذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصاً لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء.

مراحل عملية الولادة

وقد بيّن أهل العلم أن للولادة مراحل متعددة، تمر بها عند دخولها في شهر الولادة حتى تضع الحمل بعد ذلك، وهي ثلاثة مراحل على النحو الآتي:[2]

  • المرحلة الأولى: مرحلة اتساع عنق الرحم

وقد بيّن أهل الطب أنها هذه العملية تستغرق من ساعتين إلى ستة عشر ساعة أحيانًا، وتبدأ هذه المرحلة بانقباضات لا إرادية، وقد تحتاج هذه المرحلة إلى هدوء وطمأنينة حتى تنقضي من غير عسر.

  • المرحلة الثانية: مرحلة طرد الجنين من الرحم

في هذه المرحلة يحدث طرد للجنين من مكانه إلى منطقة أسفل الولادة، وتصبح الانقباضات أقوى وأقصر في مدتها، وتكون متقطعة حتى يصل المولود إلى عنق الرحم من خلال مروره بالمشيمة، وتستغرق هذه المرحلة آلام كثير، فهي المرحلة الأصعب التي تحتاج بها إلى ما يسمى بالطلق، وقد تضطر إلى أخذ الطلق الصناعي حتى تسرع من عملية الولادة.

  • المرحلة الثالثة: مرحلة الخلاص

المرحلة الأخيرة وهي مرحلة ولادة الجنين وتنتهي بولادة الخلاص، أي انفصال المشيمة من جدار الرحم إلى الخارج مع الجنين، وتطرد جراء الانقباضات التي تحصل للمرأة حينها، وبعد الولادة يحدث انقباض في الرحم ليصبح صغير جدًا ولتنفصل المشيمة عن الرحم؛ ولولا هذا الانقباض لتنزف المرأة حتى الموت، وهذا بفضل ورحمة الله.

ما هي الولادة القيصرية

قد يلجأ الأطباء في حالات معينة إلى توليد المرأة بطريقة أخرى؛ وهي الولادة القيصرية التي تختلف اختلافًا تامًا عن الولادة الطبيعية، وهي أصبحت أكثر استخدام للآمان الحاصل فيها؛ سواء على المرأة أم على الجنين،وهي الولادة التي تكون عن طريق البطن من الأعلى، لا كما يحصل في الولادة الطبيعة من المهبل، وهي تحتاج إلى عمل شق جراحي في أعلى البطن، لإخراج الجنين، وهي من العمليات التي انتشرت في الآونة الأخيرة في العالم لسهولتها، وعدم حاجتها للكثير من الطلق وغيره، وفي الطريقتين الأولى هو النظر إلى سلامة الأم والجنين.[2]

شاهد أيضًا: دعاء تسهيل الولادة وفتح الرحم مجرب ومستجاب بإذن الله تعالى

ما هي آلام الطلق

قد يحصل للمرأة الحامل ما يسمى بآلام الطلق التي تشعر بها في حين وصول الجنين إلى مرحلة الولادة الحقيقة، وهي من الآلام التي فاقت أي ألم في العالم، فهي من ثاني أقسى ألم، ومن رحمة ولطف الله سبحانه وتعالى، أن جعل للمرأة القدرة على تحمل ذلك ونسيان الأمر بعد ملامسة جنينها لها، وهي عبارة عن انقباضات تحصل داخل الرحم لمساعدة الجنين على الخروج، ومما يزيد من الألم حينها أنها قد تدخل في مرحلة نقص الأكسجين وهذا بسبب انقباض الأوعية الدموية في عنق الرحم، وعندما يتسع تبقى آلام الطلق مستمرة إلى حين خروج الجنين من المهبل واتساع الرحم ومنطقة العجان، وحين حصول التمزق يخرج الجنين وتتوقف آلام الطلق بعد ذلك.[2]

شاهد أيضًا: طريقة النوم الصحيحة بعد الولادة القيصرية

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال لماذا جعل الله الولادة مؤلمة، وبينا أنه ما يكون ذلك إلا تكفيرًا لذنوب المرأة والله أعلم، وتعرفنا على مراحل عملية الولادة، وتطرقنا للتعرف على الولادة القيصرية، وما هي آلام الطلاق، وما الإعجاز الرباني في الولادة.

المراجع

  1. سورة النحل , الآية 78
  2. alukah.net , الولادة إعجاز رباني , 21/01/2022
  3. سورة عبس , الآيات 17-20
  4. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 5641، صحيح
  5. islamweb.net , ثواب الحمل والوضع , 21/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *