لماذا سميت ليلة النصف من شعبان بليلة البراءة

لماذا سميت ليلة النصف من شعبان بليلة البراءة هو الموضوع الّذي سنتحدّث عنه في هذا المقال، فموعد ليلة النّصف من شعبان قد اقترب، وليلة النّصف من شعبان هي من الليالي العظيمة الّتي تُرفع فيها الأعمال لله تبارك وتعالى، ويعدّ شهر شعبان من الأشهر المباركة الّتي تحمل فضلًا كثيرًا من عند الله تبارك وتعالى، وموقع المرجع سيساعدنا بالتّعرف على ليلة النصف من شعبان والسبب وراء تسميتها بليلة البراءة، كما سنتعرّف على فضلها والأعمال المستحبّة فيها.

ليلة النصف من شعبان

تعدّ ليلة النّصف من شعبان من الليالي العظيمة عند المسلمين، رغم قلّة النّصوص الشّرعيّة الثّابتة فيها وكثرة الضّعيف منها والموضوع والمنكر، لكنّ فضل قيامها والعبادة فيها يبقى كفضل القيام في أيّ ليلةٍ أخرى، ولذلك استحبّ أهل العلم أن يقوم النّاس للعبادة والطّاعة في مثل هذه الليلة لكن دون تخصيصٍ وتقييد، وذلك لما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: “يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ”.[1] وهذا الحديث يشير إلى فضل هذه الليلة، وفضل العبادة والطّاعة فيها، لذا على المسلم ألّا يفوّت مثل هذا الفضل، أن يتحرّى هذه الرّحمة عسى أن يكون له نصيبٌ في المغفرة والرحمة من الله جلّ جلاله، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: صلاة كل ليلة من شهر شعبان

لماذا سميت ليلة النصف من شعبان بليلة البراءة

سمّيت ليلة النّصف من شعبان بليلة البراءة لأنّ السلم يبرأ فيها من الذّنوب والخطايا والآثام، فكما ورد في الحديث الّذي رواه الصّحابيّ الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، فالله تعالى يتطّلع في هذه الليلة المباركة على عباده المسلمين المؤمنين، فيغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم جميعها، ولكنّه سبحانه لا يغفر لمشركٍ أو مشاحنٍ أو حاقد، ويتركهم حتّى يرجعوا عمّا هم في فيغفر لهم ما كان قبل توبتهم، فمن الجدير بالمسلم شكر الله تعالى على كرمه وفضله وعلى نعمة الغفران العظيمة، وقد ورد أنّ لليلة النّصف من شعبان العديد من الأسماء وهي ليلة الغفران وليلة عيد الملائكة وليلة القسمة وليلة الدّعاء وليلة المباركة وليلة الشّفاعة وليلة الغفران والعتق من النّيران، وهذه الأسماء تدل ّعلى عِظم هذه الليلة، وقد قيل أنّ في هذه الليلة قد جاء أمر الله تعالى بأن تُحوّل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، بعد أن كان المسلمون يتّخذون المسجد الأقصى قبلةً لصلاتهم، وكان ذلك في العام الثّاني من الهجرة المباركة والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: 15 شعبان يوافق كام ميلادي 2022

هل صح شيء في فضل النصف من شعبان

قد وردت الكثير من الأحاديث في فضل ليلة النصف من شعبان، بعضها صحيحٌ ويتمّ الاحتجاج به، وبعضها الآخر ضعيفٌ ومنكرٌ وموضوعٌ ولا يصحّ الاحتجاج به، ولقد ذكرنا سابقًا حديثًا أخرجه ابن حبان في صحيحه، ولقد حسّنه الكثير من علم الحديث الشّريف، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ”. [المصدر] فأمّا هذا الحديث الصّحيح وأمثاله من الأحاديث الحسنة فيجوز للمسلم أن يعتمد عليها، وأمّا الأحاديث الضّعيفة والمنكرة والموضوعة فلا يجوز للمسلم أخذها والعمل بها، والله أعلم.[4]

أعمال ليلة النصف من شعبان

قال بعض أهل العلم أنّ ليلة النّصف من شعبان لا يجوز أن يتمّ تخصيصها بالعبادة أو الاحتفال أو غيره، لكنّ لا بأس أن قام العبد في هذه الليلة لينال نصيبًا من المغفرة والرّحمة الّتي ينزلها الله تعالى على عباده، فلا حرج إنّ قام بالصّلاة لله تعالى والدّعاء والمناجاة والسّؤال بأن يغفر الله تعالى له ذنوبه ويرحمه، فذكر الله تعالى ودعاؤه سواءً في ليلة النّصف من شعبان أو غيرها من الليالي فيه خيرٌ كثير، كما يجوز له الإكثار من قراءة القرآن الكريم في هذه الليلة، والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم صيام يوم الجمعة في شهر شعبان

هنا نصل لختام مقالنا لماذا سميت ليلة النصف من شعبان بليلة البراءة، حيث قدّمنا في المقال الأعمال المستحبّة في هذه الليل وفضلها وبعض الأحكام المتعلّقة بها.