خطبة قصيرة مكتوبة عن الأشهر الحرم
جدول المحتويات
خطبة قصيرة مكتوبة عن الأشهر الحرم، فقد خلق الله تعالى السنين والشهور والأيام، وأمر المسلمين بالعبادة فيها لوجهه الكريم، بغية مرضاته والفوز بجنته الموعودة، وهذا ما أوصانا به النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- حتى نكون من الفائزين ويفاخر بنا أمام الله والأنبياء يوم القيامة، وما الأشهر الحرم إلا من أيام الله الفضيلة بأجرها وثوابها وعملها، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نقدم خطبة قصيرة وكاملة العناصر عن فضل هذه الأشهر.
مقدمة خطبة قصيرة مكتوبة عن الأشهر الحرم
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، الذي هدانا وردنا من ضلالنا وأتم علينا نعمة الدين، والحمد لله الذي عليه نتوكل وبه نستعين، والذي نستهديه ونشكره ونستغفره ونتوب إليه وإلى أمره نستكين، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، والحمد لله إذ أنار قلوبنا بالإسلام ولم يجعلنا من المغضوب عليهم والضالين، إذ أرسل إلينا خير خلقه المصطفى الطاهر الأمين، فسلام على المرسلين ومن اتبع الهدى من الأبرار والصالحين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً الطاهر الأمين عبده ورسوله، أما بعد:
شاهد أيضًا: خطبة عن الظلم في الأشهر الحرم مكتوبة جاهزة للطباعة
خطبة قصيرة مكتوبة عن الأشهر الحرم
الخطبة الشرعية في يوم الجمعة تتكون من خطبتين، وتنتهي الخطبة بالدعاء والتضرع لله تعالى لأمة المسلمين جمعاء، وهي كالتالي:
الخطبة الأولى عن الأشهر الحرم
عباد الله لقد خلق الله تعالى كل ما في هذا الكون من موجودات، وقد الله من خلقه وميزنا عنهم بالعقل حتى نهتدي إليه، وأرسل إلينا نبيه -عليه الصلاة والسلام- هادياً للأمة، وليبلغنا حكمته في خلقنا، فالله لا حاجة له بضعفاء مثلنا وهو القوي الجبار، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[1]، وإنما العبادة هي رحمة لنا وشكر له على ما أنعم علينا، وقد خلق السنين والشهور والأيام وفضل بعضها عن بعض، وأمرنا الله تعالى بزيادة الطاعات فيها، وخص بعضها بطاعات لا تصح إلا فيها، ومنها الأشهر الحرم، التي قال الله تعالى فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}[2]، وقد ذكرها النبي -عليه الصلاة والسلام- في الأحاديث الشريفة وفصلها للمسلمين حتى يعلموها ويعلموا ما وجب عليهم بها، إذ قال: “إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ، مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى، وشَعْبانَ”[3].
فهذه هي الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرها الله تعالى وحرم فيها عدد من الأمور التي وجب على المسلمين تجنبها، ومن ذلك أن حرم الله تعالى فيها القتال، إلا من فرض القتال على المسلمين وأراد السوء بأمة الإسلام، إذ قال الله تعالى: {فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}[4]، كما حرم فيها إيذاء النفس، وإيذاء النفس يكون بارتكاب المعاصي، وإن كان الواجب على المسلم ألا يرتكب العاصي في كل أيام السنة، إلا أن المعاصي في الأشهر الحرم فيها ذنب عظيم لما أوصى الله بها، إذ قال في كتابه الحكيم: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}[2]، هذه المظلمة التي تتطلب التوبة حتى يقبل الله الغفران، ولا يكون المسلم من الخاسرين، قال الله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[5]، فامتثلوا لأمر الله تعالى، وأدوا عباداتكم على خبر وجه حتى لا تظلموا أنفسكم، واعملوا صالحاً إن الله مطلع على أعمالكم، وأخرجوا صدقاتكم وزكوا أنفسكم وأموالكم، وتذكروا عباد الله {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[6]، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
شاهد أيضًا: خطبة عن فضل عشر ذي الحجة مكتوبة قصيرة
الخطبة الثانية عن الأشهر الحرم
عباد الله، إن الله وملائكته يصلون على النبي، فيا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، واحمدوا الله على ما منحكم من النعم بكرة وأصيلاً، وبادروا إلى تجارة مع الله لا تبور، وتذكروا عباد الله أن من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فاعتصموا بحبل الله جميعاً، وتوبوا إلى الله قبل أن تفوت الساعة، وتصبحوا على ما فعلتم نادمين، وهو الذي أرسلك الهادي الأمين، ليعلمكم شرع الله وأصول الدين، فلا حجة لكم ومن ضل عن ذلك السبيل كان من المغضوب عليهم والضالين، وأما بعد:
عباد الله انظروا في أعمالكم في هذه الأشهر الحرم، فما أكثر الأيام الفضيلة فيها، ففيها العشر من ذي الحجة بفضلها العظيم، التي قال بها المصطفى -صلى الله عليه وسلم: “ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللهِ، ولا أَحَبَّ إلَيهِ مِنَ العملِ فيهِنَّ مِن هذِه الأَيَّامِ العَشرِ؛ فأَكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ”[7]، وهذا فصل شهر ذي الحجة منها، وأما فضل ذو القعدة وسبب حرمته، فهو الشهر الذي ينطلق فيه حجاج بيت الله الحرام إلى مسعاهم في الحج، وأما عن حرمة شهر محرم، فهو الشهر الذي يعود به المسلمين بعد حجهم إلى ديارهم، وقد حرم الله تعالى هذين الشهرين حتى لا يمس المسلمين سوء في ذهابهم وإيابهم إلى بيته الحرام، قال الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام}[8]، وأما عن شهر رجب، فقد حرمه الله تعالى حتى يتمكن المسلمين من العمرة في منتصف السنة، فانظروا عباد الله إلى حكمة ربكم زرحمته بكم في هذه الأشهر الحرم، واعملوا بها صالحاً حتى لا تظلموا أنفسكم، إن فضلها في العالمين لعظيم.
شاهد أيضًا: خطبة عن فضل عشر ذي الحجة ويوم عرفة
دعاء خطبة عن الأشهر الحرم
عباد الله، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[9]، وإني لداعي لي ولكم، فارفعوا أيديكم إلى رب السماء وأمنوا:
- اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيتَ وعافِنا فيمَن عافَيتَ وتوَلَّنا فيمَن توَلَّيتَ وبارِكْ لنا فيما أعطَيتَ وقِنا شَرَّ ما قضَيتَ إنَّك تَقضي ولا يُقضى عليكَ إنَّه لا يَذِلُّ مَن والَيتَ تَبارَكتَ ربَّنا وتَعالَيتَ.
- اللهم اجعلنا ممن يبلغون بيتك الحرام، ويسبحون بحمدك ويطوفون في رحاب بيتك، وممن ينالون عفوك ورضاك ومفغرتك.
- اللهم إن بلغتنا الحج فاجعل فيه حجنا مبرور، وسعينا إليه مشكور، وذنبنا فيه مغفور، وإن توفيتنا في طريقنا إليه، احشرنا في زمرة الشهداء والصالحين.
- اللهم في الأشهر الحرام أبعد عنا المعاصي وكيد الشياطين، وحصنا بكلمتك الحق، فأنت العالم بطيب النوايا، ولا تكلنا أمرنا لأنفسنا ونحن الضعفاء أمام عظمتك.
- وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
خاتمة خطبة قصيرة مكتوبة عن الأشهر الحرم
عباد الله، إن رحمة ربكم لا حدود لها، إلا من غفل عنها وكان من الضالين، واعلموا عباد الله يعلم ما تسرون وما تعلنون، واعملوا صالحاً إن الله مطلعٌ على أعمالكم، واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، ولا ينفعكم فيه إلا عملكم الصالح، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[10]، وتذكروا عباد الله قول الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه}[11]، فهبوا إلى صلواتكم ولا تنقصوها بل زيدوا بها، وأدوا زكاتكم، ولا تنسوا صدقاتكم فإنها تدفع البلاء، واذكروا ربكم في الغداة والعشي وفي كل أوقاتكم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، أقم الصلاة أثابنا وأثابكم الله.
شاهد أيضًا: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة خطبة مكتوبة
خطبة قصيرة مكتوبة عن الأشهر الحرم pdf
لطالما كان منبر المسجد هو منبر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حيث كان يخطب بالمسلمين ويفقههم في أمور دينهم ودنياهم، ويعلمهم شرع الله تعالى، وإنما هذه الخطبة من الخطب التي تنطوي على أمر من شرع الله تعالى، ولذلك نقدمها كملف pdf يمكن تحميله “من هنا” حتى يتسنى للمسلمين الاستفادة منها في هداية خلق الله، والله ولي التوفيق.
خطبة قصيرة مكتوبة عن الأشهر الحرم doc
إن الأشهر الحرم من الأشهر التي عظم الله فيها العبادة، وله الحكمة فيما حلل فيها وحرم سبحانه جل وعلا، وإنما هذه الخطبة غيض من فيض في فضلها، وللاستفادة منها بصور متعددة، نقدمها كملف doc يمكن تحميله “من هنا” حتى يسهل طباعتها واستخدامها بما يفيد المسلمين.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان خطبة قصيرة مكتوبة عن الأشهر الحرم، والذي قدمنا من خلاله خطبة كاملة عن الأشهر الحرم، كما قدمنا هذا المقال كملف بصيغتي pdf وdoc حتى يتم الاستفادة من هذه الخطبة بكافة الأوجه.
المراجع
- سورة الذاريات , الآية 56
- سورة التوبة , الآية 36
- صحيح البخاري , أبو بكرة نفيع بن الحارث، البخاري، 4662، صحيح
- سورة البقرة , الآية 191
- سورة الأعراف , الآية 23
- سورة النحل , الآية 90
- تخريج المسند , عبدالله بن عمر، شعيب الأرناؤوط، 5446، صحيح
- سورة المائدة , الآية 2
- سورة البقرة , الآية 186
- سورة التوبة , الآية 105
- سورة الزلزلة , الآيتان 7 و 8
التعليقات