ما حكم الاسقاط النجمي في الاسلام
جدول المحتويات
ما حكم الاسقاط النجمي في الاسلام، الاسقاطُ النجميّ هو عملية تعتمد بشكل كليّ على افتراض وجود جسد آخر داخل جسد الإنسان، بحيثُ ينتقل من مرحلة الوعي الحقيقيّ إلى مرحلة الإسقاط النجمي، عن طريق تخيلات لخروج الجسد الإشعاعي عن الجسد الماديّ، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على الاسقاط النجميّ، وحكمه في الاسلام.
تعريف الاسقاط النجمي
الاسقاط النجمي هو مجموعة من الهلوسات البصريّة تعتمدُ في مفهومها على عملية فصل وعي المرء عن الجسد المادي، بحيث يترك المرء جسده المادي كاملاً وينتقل إلى المستوى النجمي وهو مستوى افتراضي غير موجود واقعيًا ويُمكن الوصول إليه من الروح أو الوعي، ويحدث الإسقاط النجمي أثناء النوم، وذلك عندما ينفصل الوعي، أي الجسد الأثيري، عن الجسد الفيزيائي، إلا أنّه قد يحدث أيضًا بينما يكون الشخص يقظًا وواعيًا تمامًا، وذلك عن منح الجسد الفيزيائي الراحة، والاسترخاء، وصفاء الذهن اللازم، وإحاطته بهدوء تام.
شاهد أيضًا: الرجفة الداخلية بالجسم وعلاقتها بالمرض الروحي
حكم الاسقاط النجمي
إنّ الاسقاط النجمي حالة يرى فيها الفرد جسده المادي في الفضاء الخارجيّ، مثلَ رؤيته له في المرآة، بحيثُ ترتكزُ في ماهيتها على فرضية وجود جسم إشعاعيّ آخر للإنسان، بحيثُ يمكن إسقاطه وانفصاله عن الجسد الماديّ، ويحدث ذلك ضمن ظروف معينة خاصّة في مرحلة ما بين وعي الإنسان وغفوة النوم، وقد ذكر بعض العلماء أن هذه العملية صورة من صور التقول بلا برهان، حيث استدلوا على قوله تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[1]، فيأتي حكمه؟
- إنّ هذه الوسائل وهميّة ويحرم الأخذ بها وإن ترتب على ذلك نتائج صحيحة في بعض الأحيان، وهو قولُ الدكتور وهبة الزحيلي -رحمه الله-.
ومن الأدلة أيضًا على تحريم الاسقاط النجمي حديث رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ مِن أفْرَى الفِرَى أنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ ما لَمْ تَرَ”، أي عدم جواز اتباع ما ليس به علم، أيْ الظن المبني على التوهم والخيال.
شاهد أيضًا: كيف اتخلص من الوسواس نهائيا
مخاطر الاسقاط النجمي
يقف وراء الإسقاط النجمي عدد من المخاطر، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
- التعرض إلى الإصابة أو حدوث الأذى: حيثُ أن عدم قدرة الجسد الفيزيائي على التحكم في هذه المشاعر، قد يُعرضه للإصابة أو الأذى، فقد ينقطع الاتصال بين الجسد الأثيري والجسد الفيزيائي، ممّا يُؤدي للضياع في عالم الإسقاط النجمي، وعدم قدرةِ الجسد الأثيري على العودةِ للشخص بسهولة، وقد يتأثر الجسد الفيزيائي بأي أذىً قد يُصيب الجسد الأثيري في عالم الإسقاط النجمي.
- احتمالية الوفاة: المخاطر التي تصيب الجسد الفيزيائي، قد تٌؤدي إلى الوفاة إن لم يستطع الجسد احتمالها، وهذا ما كان يُسبب الخوف والريبة من الإسقاط النجمي، حيثُ أن متغيرات وتأثيرات الاسقاط النجمي التي يتعرض لها الجسم الأثيري أكبر وأشد مما يستطيع الجسم الفيزيائي احتماله.
- عدم القدرة على التحكم بالمشاعر والانفعالات: إن خطر الإسقاط النجمي الأكبر هو في عدم قدرة الشخص على التحكم بمزيجِ المشاعرِ والانفعالات المختلطة التي تتملكه خلال رحلة الإسقاط، مثل الخوف، والقلق، والدهشة، والبهجة، مما يؤدي إلى فشل رحلة الاسقاط مباشرة، وعودة الجسد الأثيري بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى اصابة الجسد الفيزيائي بالأذى.
شاهد أيضًا: ما هو اضطراب الشخصية الفصامية
حقيقة الاسقاط النجمي
رغم أن فكرة الاسقاط النجمي قد تكون مشوقة وممتعة، لكن قد يتهاوى إلى الذهن إن كانت حقيقية أم لا، حيثُ أن فكرة ترك الإنسان لجسده الفيزيائيّ أثناء فترة الغفوة حدث قديم، كما يعتقد عدد لا يحصى من الأشخاص ومن شتى أنحاء العالم أنه من الممكن التواصل مع الذكاء الكوني عبر الأحلام التي تُجرّب أثناء الإسقاط النجمي أو ما يعرف بإسم “تجربة الخروج من الجسد”، وتشير الإحصائيات إلى أن ما بين 8-20% من الأشخاص يدعون أنهم مروا بتلك التجربة، إلا أن معظم تلك التجارب كانت تحدث أثناء النوم أو التنويم المغنطيسي، وخلاصة القول أنّ الإسقاط النجمي في أصله ممارسة تأمليّة فقط ولا يُوجد دليل واقعي علمي وملموس على أنّ الوعي يخرج من الدماغ، أو يحدث خروج من الجسد.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما حكم الاسقاط النجمي في الاسلام، حيثُ سلطنا الضوء على مخاطر الاسقاط النجميّ، وماهيته حقيقته الفعلية بحسب رأي العلماء والدين الاسلاميّ.
التعليقات