الجمع والقصر للمسافر كم يوم

الجمع والقصر للمسافر كم يوم ؟ فالمسائل الفقهيّة الهامّة التي ينبغي على كلّ مسلمٍ ومسلمة أن يطّلعوا عليها ويعرفوا بها، ويلمّوا بأحكامها ويتعلّموها، فالجمع والقصر من الرّخص التي منحها الله -سبحانه وتعالى- لعباده من المسلمين، وذلك حتّى لا يكون عليهم حرج وشدّة أثناء قيامهم بأمور دينهم وعبادتهم لله الواحد الأحد، وفي هذا المقال  سيقوم موقع المرجع ببيان الجمع والقصر للمسافر كم يوم والخوض في أحكام صلاة الأعذار.

صلاة أهل الأعذار

قبل الخوض في الجمع والقصر للمسافر كم يوم ينبغي للمسلم أن يعرف أنّ الله -سبحانه وتعالى-من رحمته بعباده وتيسيره لهم، فإنّه رفع عنهم الحرج في أمور دينهم، حتذى لا يكون عليهم عبئاً القيام بعبادتهم على أكمل وجه، ومن هؤلاء الذين خفّف الله عنهم في طهارتهم وصلاتهم هم أصحاب الأعذار، كالمريض والمسافر والخائف، فخفّف الله عنهم حتّى لا يكون عليهم مشقّة أثناء صيامهم، فالمريض إن كان يلحقه ضررٌ أو مشقّة بأداء الصّلاة جماعة في المسجد فيجوز له صلاتها في بيته، وله أن يصلّي بقدر استطاعته، فله أن يصلّي قائماً إن استطاع وإن تعب أثناء صلاته له أن يجلس فيها، وكذلك من لم يستطع السّجود والرّكوع فيسجد ويركع بقدر ما يستطيع، وإن شقّ عليه أداء كلّ صلاةٍ في وقتها جاز له الجمع الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء، والخائف كالمجاهدين في سبيل الله فلهم أن يصلّوا صلاة الخوف، فإن اشتدّ بهم الخوف من ميل الكفّار عليهم صلّوا ركباناً وورجالاً إلى القبلة أو إلى غيرها ويومؤون بالسّجود والرّكوع بما يسمح لهم أمنهم، وكلّ خائفٍ مظلوم وهارب يجوز له أن يصلّي صلاة الخوف،  إلا الهارب من الحقّ كارتكابه معصية كسرقة أو غيرها فإنّه لا يجوز له أن يصلّي صلاة الخوف لأنّها رخصة والرّخص لا تُمنح في معصية، والمسافر قد أباح الله له القصر في الصّلوات الرّباعية والجمع بين الصّلوات، وسيتمّ الحديث عن الجمع والقصر للمسافر كم يوم في فقرات المقال الأتية.[1]

الجمع والقصر للمسافر كم يوم

الجمع والقصر للمسافر كم يوم هي أنّ الغالب عند أهل العلم أنّ مدّة الجمع والقصر للمسافر أربعة أيّام فإن زاد سفر عن ذلك وجب عليه أن يتمّ صلاته، فالجمع والقصر للمسافر من سنّة النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- إن كانت مسافة سفره ثمانين كيلو متراً وأكثر، فلو نزل في بلدٍ فإنّه يقصر صلاته ما دامت إقامته فيها أقلّ من أربعة أيّام، وكذلك فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عندما نزل في مكّة بحجّة الوداع، وهذا الغالب عند أهل العلم، ولكن ورد في بعض الأقوال أنّ من كان عازماً على الإقامة في سفره مدّةً تزيد عن أربعة أيّام ولا يعرف متى تنتهي، فإنّه يقصر وله ذلك حتّى لو استمرّت لسنوات فإنّ له أن يقصر ويُعتبر مسافراً، أمّا من كان مسافراً وهو يعلم أنّ مدّة سفره ستكون طويلة وإقامته في سفره ستزيد عن الأربعة أيّام، فعليه أن يتمم صلاته، وهذا هو الصّواب وقول العلماء بإجماعهم، فهو بمثابة المقيم لو نوى الإقامة أكثر من أربعة أيّام.

وقال بعض أهل العلم أنّ المسافر له أن يقصر في صلاته إذا أقام تسعة عشر يوماً أو أقل، وذلك استناداً لما ذهب إليه الصّحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- بحجّته أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- عند فتح مكّة أقام تسعة عشر يوماً يقصر فيها الصلاة، ولكن تُترك هذه المقولة احتياطاً لصحّة الصّلاة وكمالها، ولقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “الحلالُ بيِّنٌ ، والحرامُ بيِّنٌ ، وبينهما مُشتَبِهاتٌ ، لا يعلمهنَّ كثيرٌ من النّاسِ ، فمن اتّقى الشُّبُهاتِ استبرأَ لدِينه وعِرضِه ، ومن وقع في الشُّبُهاتِ وقع في الحرامِ ، كالرَّاعي يرعى حول الحِمَى ؛ يوشك أن يرتَعَ فيه ، ألا وإنَّ لكلِّ ملِكٍ حِمًى ، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ محارمُه ، ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً إذا صلحَتْ صلُحَ الجسدُ كلُّه ، وإذا فسدَت فسد الجسدُ كلُّه ، ألا وهي القلبُ”.[2] فالأحوط للمسلم أن يأخذ بما اتّفق عليه أهل العلم، فإذا نوى المسلم الإقامة في سفره أكثر من أربعة أيّام أتمّ صلاته، وإن نوى أقلّ من ذلك فله أن يقصر ويجمع، ومن لا يدري مدّة إقامته في سفره أهي أربعة أيّام أو أكثر فله أن يقصر حتّى ولو طالت المدّة والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر في السفر اكثر من ثلاث أيام

حكم جمع وقصر الصلاة للمسافر

بعد معرفة الجمع والقصر للمسافر كم يوم فينبغي للمسلم أن يعرف حكم جمع وقصر الصلاة للمسافر، فكما ورد عن أهل العلم أنّ قصر الصّلاة سنّة مؤكّدة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا ينبغي للمسلم أن يتركها، فالرّسول الكريم قصّر في كلّ أسفاره ولم يرد عنه ويثبت أنّه أتمّ فيها، لكن لو حضر المسلم صلاة الجماعة وهي واجبةٌ عليه ولا ينبغي له تركها، فإن كان الإمام مقيماً صلّى معه وأتمّ صلاته، أمّا حكم الجمع بين صلاتين فهو جاهز وهو أمرٌ واردٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- لكنّه لم يرد عنه أنّه قد جمع في كلّ أسفاره، فالأفضل للمسلم أن لا يجمع في صلاته إلا إن كان في فعل كلّ صلاةٍ على وقتها مشقّة، فالقصر سنّةٌ مؤكّدة لكلّ مسافر أمّا الجمع فهو جائز والأفضل تركه، إلّا في وقت حاجته إليه.[4]

كيفية قصر الصلاة

يكون القصر في الصّلاة كما كان يفعل النّبي -صلى الله عليه وسلّم- حيث يصلّي الظهر ركعتين واعصر ركعتين والعشاء ركعتين، أمّا المغرب والفجر فتبقيان على حالهما، فالمغرب يبقى ثلاث ركعات في الحضر والسّفر والفجر يبقى ثلاث ركعات في الحضر والسفر، فالصّلوات الرّباعيّة تصلّى ركعتين ركعتين، والقصر من السّنن المؤكدة حيث قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ}.[5] والجمع يكون بين صلاتين فيصلّي الظّهر مع العصر والمغرب مع العشاء، ويكون في وقت إحداهما والأنسب لوقت المسلم، أمّا الفجر فلا تضمّ إلى شيء بل تصلّى وحدها بعد طلوع الفجر وقبل أن تطلع الشّمس.[6]

شروط الجمع والقصر

الجمع والقصر للمسافر كم يوم تمّ بيانه سابقاً بأنّه لمدّةٍ لا تتجاوز الأربعة أيّام، ولكن للقصر والجمع شروطٌ محدّدة وواضحة على المسلم الالتزام بها، والتّقيّد بشروطها وذلك لضمان صحّة صلاته وحتّى لا يقع في الشّبهات، ومن شروط الجمع والقصر ما سيتمّ ذكره آتياً:[7]

  • يُشترط للمسافر أن تكون مسافة سفره ثمانين كيلو متراً حتّى  يقصر ويجمع.
  • ويُشترط أن يكون سفر المسلم مباحاً، فلا يجوز له لا القصر ولا الجمع إن كان مسافراً لفاحشةٍ أو ارتكاب ذنب.
  • أن تكون نيّة إقامته في سفره أربعة أيّام أو أقل، فمن نوى أن يقيم أكثر من ذلك لم يجز له القصر ولا الجمع.
  • على المسلم المسافر أن لا ينفّذ تراخيص سفره إلا عندما يخرج من مدينته، فلا يجوز له الجمع والقصر بنيّته السّفر فقط.
  • قال بعض أهل العلم أنّه يشترط في الجمع أن لا تفصل بين الصّلاتين مدّة طويلة كأن يصلّي واحدة ثمّ بعد ساعةٍ يصلّي الثّانية.
  • يشترط التّرتيب بين الصّلاتين بأن يصلّي الظّهر ثمّ العصر، ولا يصحّ أن ينوي العصر ثمّ الظّهر.

أسباب الجمع في الصلاة

أباح الشّرع للمسلمين الجمع في الصلاة من غير السّفر لعدّة أسباب، وذلك مراعاةً لظروف المسلمين وحتّى لا يكون بهم شدّة وحرج في صلاتهم، والجمع يكون بين صلاتين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، في وقت إحداهما، فإن كان في وقت الأولى سمّي جمع تقديم، ولو كان في وقت الثّانية سمّي جمع تأخير، ويجوز الجمع في الحالات الآتية:[8]

  • المسافر الذي أبيح له القصر في الصلاة، بأن يكون في سفرٍ مباح غير مكروه ولا حرام.
  • المريض الذي يلحقه بصلاته أذىً ومشقّة، وكذلك بقياسه المستحاضة.
  • المرضع وذلك لكثرة النّجاسة وصعوبة تطهّره لكلّ صلاة فقد أُبيح لها الجمع.
  • العاجز عن الطّهارة الذي يصعب عليه التّطّهر بالماء أو التّيمم لكلّ صلاة، فهو كالمريض الذي تلحقه المشقّة فأُبيح له الجمع.
  • العاجز عن تمييز الوقت كالأعمى أو الأصمّ وغيره ممّن يعجز أن يميّز وقت الصّلاة.
  • من كان له مرض يُقاس على المستحاضة كسلس البول أو المذي أو الرّعاف الدّائم، وهو ممّن أُبيح لهم الجمع في صلاتهم.
  • من كان له عذر أو شغلٌ يمنعه من الصّلاة كالخوف على نفسه أو حرمته أو ماله، أو يلحق به ضررٌ في معيشته.
  • يباح الجمع خاصّةً بين المغرب والعشاء لمطرٍ يبلّل الثّياب والبدن، وفيه مشقّةٌ على المصلّي ويُقاس عليه الثّلج والجليد وشدّة البرد والوحل، وكذلك وجود الرّيح القويّة، وفي ذلك كلّه لزوال المشقّة عن المسلمين.

شاهد أيضًا: اسئلة عن الصلاة مع الاجوبة قصيرة

إلى هنا انتهى المقال الذي تمّ فيه بيان الجمع والقصر للمسافر كم يوم، فقد شرّع الله -سبحانه وتعالى- صلاة أهل الأعذار ومنها الجمع والقصر، فبيّن المقال حكم الجمع والقثر وكيفيّتهما وشروط القصر في الصّلاة للمسافر، والأسباب التي تُبيح للمسلمين الجمع في الصّلاة غير السّفر.

المراجع

  1. alukah.net , أحكام صلاة أهل الأعذار , 22/07/2021
  2. صحيح الترغيب , الألباني/النعمان بن بشير/1731/ صحيح
  3. binbaz.org.sa , أقصى مدة للقصر في السفر , 22/07/2021
  4. islamqa.info , حكم قصر الصلاة في السفر , 22/07/2021
  5. سورة النساء , الآية 101
  6. binbaz.org.sa , كيفية قصر الصلوات وجمعها في السفر , 22/07/2021
  7. islamqa.info , شروط الجمع بين الصلاتين في السفر , 22/07/2021
  8. islamqa.info , الحالات التي يجوز فيها الجمع بين الصلاتين وحكم الجمع لوجود الجليد , 22/07/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *