شروط العقيقة للولد ، مواصفاتها ووقتها وحكمها

شروط العقيقة للولد والذي فصلت به السنة النبوية، وقد شرع الله سبحانه وتعالى للذكر والأنثى أن يقوم الوالد بذبح عقيقة له، وسيتم التعرف في موقع المرجع على مفهوم العقيقة وما هي شروط العقيقة للولد، ومواصفات ووقت العقيقة، وسنتعرف على حكم العقيقة وكيفية توزيعها، في هذا المقال.

مفهوم العقيقة

جاء تعريف العقيقة عند ابن فارس فقال: “عق” العين والقاف أصل واحد يدل “على الشق”، وأصل العق الشق قال: وإليه يرجع العقوق،  وقال الأزهري : وأصل العق الشق والقطع، وسميت الشعرة التي يخرج المولود من بطن أمه وهي على عقيقة؛ لأنها إن كانت على رأس الإنسي حلقت عنه فقطعت، وإن كانت على بهيمة فإنها تنسلها، وقيل: ذبيحة عقيقة ؛ لأنها تذبح ويشق حلقومها ومريها وودجاها قطعًا، عق الرجل عن المولود: إذا حلق عقيقته، وهي الشعر الذي يولد عليه فذبح شاة عنه، والعقيقة: شعر المولود الذي يولد معه، ولذلك قيل: عق الرجل عن المولود، إذا ذبح عنه عند حلق العقيقة، وقال ابن دريد: عق الأرض يعقها عقًا، إذا شقها، ومنه العقيق؛ وقد قال ابن منظور: العقيقة: الشعر الذي يولد به الطفل لأنه يشق الجلد.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين العقيقة والاضحية

تعريف العقيقة عند المذاهب الأربعة

لقد جاء تعريف العقيقة عند الفقهاء الأربعة بعدة تعريفات، وقد ذكرنا تعريفها لغة ودلت به على الشق والقطع، ولهذا سيتم ذكر أقوال الفقهاء في تعريف العقيقة:[1]

  • الحنفية: العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، وقال ابن عابدين: شاة تصلح للأضحية تذبح للذكر والأنثى.
  • المالكية: العقيقة : ذبح شاة عن المولود سابع ولادته، والعقيقة ما تقرب بذكاته من جذع ضأن أو ثني سائر الأنعام سليمين من عيب مشروطًا بكونه في نهار سابع ولادة آدمي حي.
  • الشافعية: العقيقة: الذبيحة عن المولود عند حلق شعر رأسه،وقيل: هي شاة تذبح عند الولادة، وقيل: ما يذبح عند حلق شعره.
  • الحنابلة: العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود، قيل: الذبيحة عن المولود، وقيل: الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم سابعه، وقيل: العقيقة الطعام الذي يصنع ويدعي إليه من أجل المولود.

شروط العقيقة للولد

إن العقيقة هي الذبيحة التي تذبح للمولود بعد ولادته، وجاء ذلك بدليل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “من ولد له ولد فأحب أن ينسك عن ولده فليفعل”،[2] وللعقيقة عن ولد شروط معينة وهي كالآتي:[3]

  • تذبح العقيقة عن الولد في اليوم السابع، فإن لم يكن ففي الرابع عشر وإلا ففي الحادي والعشرين، وقيل: العقيقة تذبح لسبع أو لأربع عشر أو لإحدى وعشرين؛ فإن لم يتمكن في هذه الأوقات، لضيق الحال أو غير ذلك فله أن يعق بعد ذلك إذا تيسرت حاله، ويسمى ويحلق رأسه.
  • يذبح عن الغلام شاتان؛ وهذا لما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “عنِ الغلامِ شاتانِ مُكافئتانِ، وعنِ الجاريةِ شاةٌ”،[4] وقد تجزء شاة واحدة عن الغلام.
  • لايجزئ فيها إلا ما يجزئ في الأضحية، فلا يجزئ فيها عوراء ولا عرجاء ولا جرباء، ولا مكسورة، ولا ناقصة، ولا يجز صوفها، ولا يباع جلدها ولا شيء من لحمها، ويأكل منها، ويتصدق، ويهدي.
  • والسن المجزئ في العقيقة إذا كانت من الإبل أن تكون مسنة وهي ما لها خمس سنين، ومن البقر ماله سنتان، ومن المعز ماله سنة، ومن الضأن ماله ستة أشهر، ولا يجوز أن يكون سنها أقل مما ذُكر.
  • ولا يشترط أن يرى الوالد دم العقيقة وليس على ذلك دليل.
  • وذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يستحب طبخ العقيقة كلها حتى ما يتصدق به، وإن فرقها بدون طبخ جاز ذلك.

شاهد أيضًا: اضحية العيد وشروطها

ما هو وقت العقيقة

إن أفضل وقت للعقيقة هو اليوم السابع من الولادة، وهذا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبحُ عنهُ يومَ سابعِهِ ويُحلقُ ويسمَّى“،[5] ولكن قيل أنه ولو تأخرت عن السابع فلا حرج في ذلك، وتذبح متى استطاع المسلم إلى ذلك سبيلًا.

شاهد أيضًا: نية ذبح الاضحية وحكم الجمع بين الاضحية والعقيقة

حكم العقيقة في الدين الإسلامي

لقد اختلف الفقهاء في حكم العقيقة وقد جاءت على خمسة أقوال، ويرجع ذلك لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنرد في النقاط الآتية حكم العقيقة:[1]

  • القول الأول: أنها سنة مؤكدة، وبه قال جمهور الأمة سلفًا وخلفًا قال ابن قدامة: والعقيقة سنة في قول عامة أهل العلم وفقهاء التابعين.
  • القول الثاني: أنها واجبة، وبه قال داود بن علي من الظاهرية.
  • القول الثالث: أن العقيقة منسوخة وغير مشروعة ، وهذا ظاهر مذهب الحنفية.
  • القول الرابع: تجب العقيقة في الأيام السبع الأولى من الولادة، فإن فاتت لم تجب بعد السبع وهو قول الليث بن سعد.
  • القول الخامس: العقيقة عن الغلام فقط دون الجارية فلا يعق عنها، وقال بها قتادة والحسن البصري.

وعليه فقد أجمع علماء اللجنة الدائمة أن العقيقة سنة مؤكدة، وقالوا عن الغلام شاتان تجزئ كل منهما أضحية، وعن الجارية شاة واحدة، وتذبح في اليوم السابع، وإذا أخرها عن السابع جاز ذبحها في أي وقت، ولا يأثم في تأخيرها، ولكن الأفضل تقديمها.

كيفية توزيع العقيقة

إن العقيقة بعد ذبحها، وإقامة شروطها على أتم وجه، يتساءل البعض عن كيفية توزبع العقيقة، وقد ورد عن أهل العلم أنه ليس في توزيع العقيقة نص واضح، فإذا تم توزيع العقيقة على الجيران أو الأقارب وأكل بعضها أو دعا الجيران عليها أو بعض الجيران وأعطى بعض الفقراء، كله واسع والأمر واسع، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جعلها كالأضحية، يأكل ثلثًا ويتصدق بثلث ويهدي ثلثًا، لكن ليس عليه دليل، فالأولى في هذا أنه يأكل منها أو يتصدق أو يهدي، وليس في هذا حد محدود، وذهب جمهور الفقهاء الى أنه يستحب طبخ العقيقة كلها؛ حتى ما يتصدق به، وإن فرّقها دون طبخ، جاز ذلك.

حكم إخراج العقيقة مالًا

لا يجوز إخراج النقود من المال أو غيرها  عن ذبح العقيقة  أو الأضحية؛ فقد قلنا إن العقيقة سنة عند جمهور أهل العلم وليست بواجبة، فمن تركها لا إثم عليه، لكن قد يفوته ثوابها، وأما إخراج قيمة العقيقة نقود فلا يجزئ عن الولد، فقد ورد عن رسول الله أن يعق عن الولد بشاتان عن الأنثى بشاة، ولم يرد عنه إخراج القيمة مالًا أو غيرها.[6]

شاهد أيضًا: دعاء المولود الجديد وأجمل أدعية المولود الجديد مكتوبة

حكم الاشتراك في العقيقة

لا يجوز الاشتراك في العقيقة، حيث إن السنة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في العقيقة هي ذبح الشاة أو الشاتين عن الغلام، والشاة الواحدة عن الجارية، وهذا لما حث عليه رسول الله لما فيه أجر وبركة في المولود، وأما الاشتراك في العقيقة فلم يرد في السنة النبوية، وهذا مما أجمع عليه الفقهاء على أن العقيقة لا يجزئ فيها الاشتراك ولو كانت بدنة أو بقرة أو غير ذلك.[7]

ومن هنا نصل إلى ختام مقال شروط العقيقة للولد ، مواصفاتها ووقتها وحكمها، وتعرفنا على معني العقيقة لغة واصطلاحًا، ومن ثم بينا الشروط والحكم والوقت في التفصيلن ومن ثم تطرقنا للحديث عن كيفية توزيع العقيقة.

المراجع

  1. jfslt.journals.ekb.eg , أحكام العقيقة , 13/09/2021
  2. التمهيد , ابن عبدالبر، والد رجل من بني ضمرة،4/304، مسند
  3. islamweb.net , العقيقة , 13/09/2021
  4. سنن الترمذي , الترمذي، أم المؤمنين عائشة، 1513، حسن صحيح
  5. الاقتراح , ابن دقيق العيد، سمرة بن جندب، 121، صحيح
  6. .islamweb.net , هل يجزئ إخراج قيمة العقيقة , 13/09/2021
  7. islamqa.info , الاشتراك بالعقيقة , 13/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *