ما هي الأعمال المستحبة في أيام العشر من ذي الحجة

ما هي الأعمال المستحبة في أيام العشر من ذي الحجة، فمن حكمة الله -سبحانه وتعالى- أن خلق الزمان وفضل بعضه على بعض، وخص بعض الشهور والأيّام بالكثير من المزايا والفضائل، ويكثر فيها -رحمه الله تعالى- بعباده، وليكون ذلك عونًا للمسلمين على زيادة العمل والعبادة لله -سبحانه وتعالى-، ومن خلال موقع المرجع سيتم التعرف على أفضل أعمال يستحب فعلها في عشر ذي الحجة.

الأعمال المستحبة في أيام العشر من ذي الحجة

أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيّام، وأنها موسم من مواسم الفضل والخير والبركة والمنّة من الله -سبحانه وتعالى- على عباده المسلمين وهي فرصة عظيمة ينبغي استغلالها، ومن الأعمال المستحبة في أيّام العشر من ذي الحجة ما يأتي:^[1]

اقرأ أيضًا: خطبة قصيرة مكتوبة عن الأشهر الحرم

الحج في عشر ذي الحجة

فالحج ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة التي يقوم عليها إسلام العبد، والحج والعمرة من أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة، فمن يسر الله -سبحانه وتعالى- له الحج وأداه على الوجه الكامل كان جزاؤه الجنة، والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.

صيام عشر ذي الحجة

إن من أحب الأعمال في عشر ذي الحجة كذلك صيام التسع الأولى من شهر ذي الحجة، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصومها، ويحرص على صومها، فالصيام من جنس الأعمال الصالحة وأفضلها، وقد أضافه الله تعالى لنفسه لعظيم شأنه وعلو قدره، فالصيام لله وهو يجزي به.

صوم يوم عرفة

خص النبي -صلى الله عليه وسلم- صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فصيام يوم عرفة يغفر الله به ذنوب سنتين من عمر المسلم، فيسن صيام يوم عرفة لغير الحاج من المسلمين، لعموم الأحاديث الواردة فيه.

التكبير في عشر ذي الحجة

أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بالإكثار من العمل الصالح في أيّام العشر من ذي الحجة وتحديدًا التهليل والتكبير والتحميد، وقد كان الصحابة الكرام ومنهم عبد الله بن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان للطرقات والسوق في عشر ذي الحجة مكبرين، وكان عمر بن الخطاب يكبر بمنى في تلك الأيام، حيث يستحب للمسلم الجهر بالتكبير في هذه الأيّام والله أعلم.

الصدقة في أيام العشر

إن الصدقة في عشر ذي الحجة خير منها في غيرها، وأحب إلى الله -عز وجل-، لأن الصدقة من جملة العمل الصالح المستحب في العشر من ذي الحجة، حيث يستحب الاجتهاد في عمل الخير أيام عشر ذي الحجة من الذكر والصيام والصدقة وسائر أعمال البر، لأنها أفضل الأيام، لحديث ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من عشر ذي الحجة.

اقرأ أيضًا: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة خطبة مكتوبة

إتقان الفرائض والإكثار من النوافل

من أعظم ما يتقرب به إلى الله في هذه الأيام العشر المحافظة على الواجبات وأدائها على الوجه المطلوب شرعاً، وذلك بإحسانها وإتقانها وإتمامها، ومراعاة سننها وآدابها، وهي أولى ما يشتغل به العبد، قبل الاستكثار من النوافل والسنن، وبعد إتقان الفرائض والمحافظة على الواجبات ينبغي للعبد أن يستكثر من النوافل والمستحبات، ويغتنم شرف الزمان، فيزيد مما كان يعمله في غير العشر، ويعمل ما لم يتيسر له عمله في غيرها.

ذبح الأضحية في يوم النحر

من الأعمال أيضاً المستحبة في عشر ذي الحجة الأضحية وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، بل إن من العلماء من قال بوجوبها، وقد حافظ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته، ففي الإراقة مبالغة في تصديق ما أخبر به الله -عز وجل-؛ من أنه خلق الأنعام لنفع الإنسان، وأذن في ذبحها ونحرها؛ لتكون طعاما له.

اقرأ أيضًا: أعمال شهر ذي الحجة مفاتيح الجنان

أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في عشر ذي الحجة

لا بد للمسلم أن يدرك أن الأعمال المستحبة في أيام العشر من ذي الحجة كثيرة، فكل عمل صالح يستحب له أن يكثر منه، فيستحب له أن يكثر من قراءة القرآن وتعلمه، وأن يستغفر الله ويتوب إليه، وأن يبر والديه وأن يصله أرحامه ويحسن لجيرانه وأقاربه، وأن يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وأن يكرم الضيف وأن ينفق في سبيل الله، وغير ذلك من كل عمل يحبه الله ورسوله، ويبتغي فيه المسلم وجه الله -سبحانه وتعالى-.^[2]

اقرأ أيضًا: فضل أيام عشر ذي الحجة والأعمال الواردة فيها

بأي شيء يستقبل المسلم عشر ذي الحجة

على المسلم أن يحرص على استقبال أيام العشر وغيرها من مواسم الخير والطاعة استقبالًا خاصًّا، فيتوب فيها إلى الله، فيستقبلها وقد تاب توبة صادقة عازمًا على الرجوع فيها إلى ربه، فالتوبة سبيل الفلاح والنجاح، وأن يعزم ويعقد النية على اغتنام هذه الأيّام، فيعمر وقته كلّه فيها بالعمل والقول الصالح، وأن يبتعد فيها عن كلّ المعاصي والذنوب والآثام فكلها من أسباب البعد عن الله ومن أسباب الطرد من رحمة الله، فاغتنام هذه الأيّام وإحسان استقبالها من أكثر ما يجب على المسلم أن يحرص عليه.

اقرأ أيضًا: ماذا تفعل الحائض في العشر الأوائل من ذي الحجة

فضل عشر ذي الحجة

إن عشر ذي الحجة من أفضل أيام السنة من غير استثناء أيّ يومٍ منها، ومن فضائلها:^[3]

• إن الله -سبحانه وتعالى- أقسم بها والله لا يقسم إلا بعظيم، وأقسام الله به دليل على أهميته وعظيم نفعه.
• أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شهد لها بأنها أفضل أيّام الدنيا في الحديث الصحيح الذي رواه ابن عباس -رضي الله عنه-.
• حث النبي -صلى الله عليه وسلم- في العشر الأوائل من ذي الحجة على العمل الصالح لشرف الزمان فيها لأهل الأمصار ولشرف المكان فيها للحجيج.
• فيها يوما عرفة والنحر اللذان يعدّان من أعظم الأيّام وأفضلها على الإطلاق.
• وفيها تشرع أم العبادات من حج وصلاة وأضاحي وصيام وقيام وصدقة وتكبير وذكر وغيره.

اقرأ أيضًا: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة خطبة مكتوبة

فضل العمل في عشر ذي الحجة

عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:  “ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ”.^[4] وقد ذكر عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ”.^[5] فكل الأحاديث والأدلة الشرعية تشير لفضل هذه الأيّام وفضل العمل فيها عن سائر العمل في باقي الأيّام.

في نهاية المقال نكون قد تعرفنا على ما هي الأعمال المستحبة في أيام العشر من ذي الحجة، وبيان فضائل ذي الحجة وفضل العمل فيها.