الفرق بين المأوى والمثوى في القرآن

الفرق بين المأوى والمثوى في القرآن يتساءل كثيرون عن ما هو الفرق بين هاتين المفردتين التي جاء ذكرهما في القرآن الكريم، ويتم تداولهما أيضاً بين النّاس في أجْر أحدِهما عند الوَفاة، فمنهُم من يقول جعلَ مَأواه الجنّة، ومنْهم من يقول جعل مَثْواه الجنّة، فأيُّ الكلمتين هو الأصح هذا ما سيوضّحه لنا هذا المقال ضمن موقع المرجع ويعرّفنا ما هو الفرق بين المَأوى والمَثْوى في القرآن الكريم.

ما معنى المأوى

لقد جاء في معجم اللّغة العربيّة بأنّ المَأْوى هو المَلجأ والمَسْكن الذي يأْوي إليه من لا مَسكن له، أمّا في القرآن الكريم فالمأوى هو المكان والمسْتقرّ الذي يصل إليه الإنسان بعد جهدٍ وتعب في السّعي للوصول إليه وتحقيق المُراد المطلوب، ففي قوله سُبحانه وتعالى في سورة الكهف: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً}.[1] حيثُ إنّ الفتيةُ هنا جعلوا من الكهف ملْجأ لهم من الكفّار والأعداء بعد سعي وجهد منهم خوفاً على أنفسهم.

شاهد أيضاً: جدول الفرق بين همزة الوصل والقطع

ما معنى المثوى

إنّ المقصود من كلمة مَثْوى في اللّغة العربيّة هو المكان أو المنزل أو المقرّ الذي يُقام به، والمثوى الأخير هو القبر، ويُقال أمُّ المثوى أي ربّة المنزل، أمّا المَثْوى في القرآن الكريم هُو المسْتقرُّ والمكان الَّذي يصل إليه الإنسان بَعد جهدٍ وتعب، ويكون ذلك من غير سعي أو محاولة في الوصول إليه، وربّما يكون مَثْوى سُوْء أوْ مَثْوى أمان ورَاحة.

مثلما حصل في قصّة سيّدنا يوسف عليه السّلام في قوله سبحانه وتعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.[2]، وهنا بعد رحلة العذاب والمشقّة التي مرّ بها سيدنا يوسف عليه السّلام كان بيتُ عزيز مِصْر هو مَثْواه ومَلجأه، لأنّه لم يكن يسعى في الوصول إليه، وقد كان ذلك المَثْوى بالنّسبةِ له مَثْوى حَسَن ومَثْوى سّيء أيضاً.

الفرق بين المأوى والمثوى في القرآن

إنّ الفرق بين المأوى والمثوى كما ورد في القرآن الكريم هو:

  • أنّ المأوى هو المكان الذي يلجأ إليه الشّخص للحصول على الأمان والاستقرار، بعد السّعي والتّعب في الوصول إليه.
  • بينما المثوى فهو المكان الذي يستقر فيه الشّخص من دون السّعي إلى ذلك.

أي يُمكن القول بأنّه لا علاقة لكلمة المَثْوى بالنّار وكذلك لا علاقة لكلمة المَأوى بالجنّة، فكلّ إنسان يحصل على نتيجة أعماله وأفعاله، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من السّاعين في الوصول إلى أعلى درجات الجنّة.

شاهد أيضاً: الفرق بين الضرير والكفيف

دلائل من القرآن الكريم عن المأوى والمثوى

هناك الكثير من الآيات القرآنيّة الكريمة التي ورد فيها ذكر المأوى والمَثْوى، وفيما يلي بعضٌ من هذه الآيات الكريمة وهي كما يلي:

  • قال سبحانه وتعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ}.[3]
  • قال جلّ جلاله: {إنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}.[4]
  • قال عزّ وجلّ بعد بسم الله الرحمن الرحيم: {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ}.[5]
  • قال سبحانه وتعالى: {فلهُم جنّاتُ المَأوى نُزُلاً بما كانوا يعملون}.[6]
  • قال سبحانه وتعالى: {ومأواهم جهنّم جزاءً بما كانوا يكسبون}.[7]
  • قال الله سبحانه وتعالى: {فإنّ الجنّة هي المأوى}.[8]

إلى هُنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الذي تحدّثنا فيه عن الفرق بين المأوى والمثوى في القرآن، ومن ثمّ تنقّلنا ضمن تلك السّطور في الحديث عن ما هو معنى المأوى والمثوى، لنختتم بالحديث عن دلائل من القرآن الكريم في ذكر المأوى والمثوى.

المراجع

  1. سورة الكهف , الآية 10
  2. سورة يوسف , الآية 23
  3. سورة آل عمران , الآية 151
  4. سورة محمد , الآية 12
  5. سورة النازعات , الآية 39
  6. سورة السجدة , الآية 19
  7. سورة التوبة , الآية 95
  8. سورة النازعات , الآية 41

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *