هل الاستفراغ يبطل الصيام

هل الاستفراغ يبطل الصيام هو ما سيتمّ الحديث عنه في مقالنا هذا، فالصّيام هو من العبادات العظيمة الّتي فرضها الله -تبارك وتعالى- على المسلمين وعلى من قبلهم من الأمم السّابقة، وقد جعل الله تعالى في هذه العبادة العظيمة الأجر الجزيل والفضل الكثير، كيف لا وهو ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وعبر موقع المرجع سنتعرّف على حكمٍ من أحكام الصّيام، وهو إذا ما كان الاستفراغ يفسد الصيام في رمضان أو غيره أم لا.

هل الاستفراغ يبطل الصيام

يبطل الاستفراغ الصيام إذا كان الصّائم قد استقاء عمدًا، ولا يبطله إن كان عن غير قصدٍ أو عمد، ولقد اتّفق أهل العلم والمذاهب الفقهيّة الأربعة الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة، فلقد قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- وأرضاه: “مَن ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ”.[1]  فالمسلم إن كان مريضًا، أو أحسّ بالغثيان لسببٍ ما، فأجبر نفسه على الاستفراغ من خلال وضع الإصبع بالفم أو غيرها من الطّرق، فإنّ صيامه يفسد، ويجب عليه القضاء، أمّا إن خرج الاستفراغ رغمًا عنه، دون أن يجبر نفسه على ذلك نتيجة مرضٍ أو غيره، فلا بأس عليه وصيامه صحيحٌ بإذن الله تعالى، ولا يجب عليه القضاء، وذلك ما ورد في الآثار السّلف الصّالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعان، واتفّق عليه أهل العلم والله أعلم.[2]

متى يكون القيء مبطلا للصيام

يكون القيء مبطلًا للصيّام عندما يقوم الصّائم بالاستفراغ عن عمدٍ وقصد، فلا يجوز للمسلم أن يقوم بإجبار نفسه على الاستفراغ وهو صائم، حتّى لو كان متضايقًا أو مريضًا أو غيره من الأسباب، فذلك مبطلٌ للصّيام ومفسدٌ له، فإن استقاء الصّائم عمدًا أفطر وفسد صيامه، ووجب عليه القضاء، وذلك باتّفاق المذاهب الأربعة وقول أكثر أهل العلم المسلمين.[2]

شاهد أيضًا: متى فرض الصيام على المسلمين

هل على استفراغ الصائم عمدا قضاء

حسب ما ورد في الآثار عن السّلف الصّالح وما بيّنه أهل العلم في فتاواهم المتّفق عليها، أنّ استفراغ الصّائم عمدًا يوجب عليه قضاء اليوم الّذي استفرغ فيه عن عمد، وذلك لأن القيء عن عمدٍ يُفسد الصّيام، وذلك ما قاله عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- من استقاء وهو صائم فعليه القضاء، والاستقاء هو أن يجبر المسلم نفسه على الاستفراغ وإفراغ ما بداخل المعدة، وهذا الفعل لا يجوز للمسلم الصّائم، فيفسد الصّيام ويوجب القضاء بعد رمضان المبارك، وعلى المسلم أن يحذر من هذه النّقطة، والله أعلم.[2]

ما كفارة من استفرغ عمدا في الصيام

إنّ كفارة القيء عم عمدٍ أثناء الصّيام في شهر رمضان المبارك أو غيره هي القضاء، ولا يجب عليه شيءً غير قضاء اليوم الذي أفطر فيه بعد نهاية شهر رمضان المبارك، ويمكنه القضاء بعد رمضان في أيّ يومٍ يريده، ولا حرج في تأخير القضاء، المهمّ أن يصومه ويقضيه؛ لأنّ الصّيام حقٌ لله -تبارك وتعالى- ولا يجوز للمسلم أن يهمله مهما كان، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل الاغاني تبطل الصيام

هل الاستفراغ يبطل الوضوء

اختلف بعض أهل العلم في حكم الاستفراغ إن كان يُنقض الوضوء أم لا، وأن الرّاجح من الأقوال أنّ الاستفراغ لا ينقض الوضوء، فلا دليل في القرآن أو السّنة المباركة أو حتّى الآثار يفيد بأنّ الاستفراغ ينقض الوضوء، وقد يحتجّ بعض أهل العلم ببعض الأحاديث الواردة، لكنّ أهل العلم قد ضعّفوا أسانيد هذه الأحاديث، ولا يجوز الاحتجاج بها إطلاقًا، فكل ّما يخرج من غير السّلبين كالدّم والقيء والصّديد وماء الجروح، فهو ليس من نواقض الوضوء، فلا ينقض الوضوء إلّا الحدث الأكبر أو الأصغر والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم من استمنى في نهار رمضان متعمدا

هل الدم في الفم يبطل الصيام

إنّ الدّم في الفم لا يعدّ من نواقض الوضوء إن كان قليلًا يسيرًا، يمكن للمسلم أن يمسحه بمنديلٍ أو أن يغسله بالماء، وأمّا إن كان الدّم كثيرًا غزيرًا، فقال أهل العلم أنّه ينقض الوضوء ويفسده، وقال بعضهم الآخر أنّه لا يُفسده على أيّ حال، لكنّ الأفضل والأحوط أن يتوضأ المرء إن نزل من فمه دمٌ غزير، فالدم في الفم لا ينقض الوضوء، سواءً كان يسيرًا أم كثيرًا والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حقن الدم لمن احتاج اليه من مفسدات الصيام..

ما هي مبطلات الصيام

إن مبطلات الصّيام عديدةٌ ذكرتها الشّريعة الإسلاميّة الحنيفة، وهي سبعةٌ إن وقع المسلم في إحداها فسد صيامه وهي:

  • الجماع.
  • الاستمناء.
  • الأكل والشّرب.
  • كلّ ما يحلّ مكان الأكل والشّرب ويكون بمعناه.
  • إخراج الدّم بالحجامة وغيرها.
  • القيء عمدًا.
  • الحيض والنّفاس.

وقد عُدت هذه السّبع مفسداتٍ للصّوم لمخالفتها الحكمة والغاية المقصودة من الصّيام، فالقيء والجماع والاستمناء والحيض، يستنزفون من طاقة الجسد، فيضعفونه ويحصل فيهم التّعب، فإن رافقوا الصّيام أحدثوا المشقّة، والصّيام يجب ألّا يكون فيه ضررٌ للجسد، وأما الأكل والشرب ونحوهما، فيملؤون الجسد فلا تحصل الحكمة المقصودة منه والله أعلم.[5]

هنا نصل لختام مقالنا هل الاستفراغ يبطل الصيام، حيث أجبنا عن السّؤال المطروح، وتحدّثنا عن مبطلات الصّيام والأمور الّتي لا تبطله، كذلك تحدّثنا عن كفارة القيء عن عمدٍ وقصد.

المراجع

  1. صحيح أبي داود , الألباني/أبو هريرة/2380/صحيح
  2. dorar.net , الاستِقاءُ , 09/03/2024
  3. binbaz.org.sa , حكم القضاء على من استقاء في نهار رمضان , 09/03/2024
  4. islamqa.info , القيء لا ينقض الوضوء , 09/03/2024
  5. islamqa.info , مفسدات الصيام , 09/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *