الغلو في الدين سبب

الغلو في الدين سبب؟ من الأسئلة الكثيرة التي تواجه المسلم في حياته، وهو من الظّواهر التي انتشرت كثيراً في العصر الحديث، فالإيمان بالله -سبحانه وتعالى- بأنّه هو الإله الواحد الأحد، ولا يكون الإيمان بشيءٍ غيره، فالإيمان بالنّبي -صلى الله عليه وسلّم- يكون بأنّه رسول الله ومبعوثه، ولا يجوز المبالغة في تعظيمه أو تعظيم أحدٍ من خلق الله، فالله هو العظيم العالي وهو الظّاهر الذي ليس فوقه شيء، في هذا المقال سنتعرّف في موقع المرجع على الغلو في الدين وأسبابه وحكمه.

مفهوم الغلو في الدين

قبل معرفة جواب السّؤال المطروح الغلو في الدين سبب ماذا؟ ينبغي التّعرّف على مفهوم الغلو في الدين، فالغلو هو الزّيادة والمبالغة، ويقال في اللغة غلت القِدر إذا زادت، يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الحكيم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}.[1] فقد حثّ عباده على عدم الغلو فيما أمرهم الله به، وعدم المبالغة في محبّة الأنبياء والصّالحين فوق الحدّ المشروع، كأن يدعوهم ويستغيث بهم، فالمسلم يحبّ الأنبياء والرّسل أجمعين لكن دون مبالغة في ذلك.[2]

الغلو في الدين سبب

إنّ الله -سبحانه وتعالى- أمر النّاس بعبادته وحده دون أحدٍ من خلقه، وحثّهم على اتّباع الرّسل وما جاؤوا به، لكن دون غلوٍّ في ذلك، فللغلوّ نتائج كارثيّة وكبيرة، وفيما يأتي ستتمّ الإجابة على السّؤال  المطروح إجابةً دقيقة وصحيحة بإذن الله:

  • الغلو في الدين سبب لارتكاب المسلم إثماً يؤدّي به لارتكاب بدعة وحتى قد يودي به إلى الشّرك بالله سبحانه وتعالى، ويؤدي لخراب وفساد المجتمع.

فقد ورد عن الصّحابي الجليل عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قال: “إياكم والغلوَّ في الدينِ فإنما أهلَك مَن كان قبلَكم الغلوُّ في الدينِ”.[3] فقد حذّر النّبي -صلى الله عليه وسلّم- من البدع والغلوّ في الدّين، ولأن ذلك قد يؤدّي لفساد العقيدة وفساد المجتمع، فالمسلمون يتّبعون الرّسل والأنبياء جميعاً، ويحبّونهم ويعظّمونهم لكن دون مبالغة  ولا زيادة، فلا يبني المسلم مسجداً على قبر رجلٍ صالح أو نبيّ، ولا يطلب من الأموات المدد، والغلوّ يكون بدعةً وقد يكون شركاً، فيكون بدعةً عندما تُبنى المساجد والقباب على القبور، ويكون شِركاً عندما يصل الأمر لدعاء أهل القبور والاستغاثة بهم من دون الله، والعياذ بالله.[2]

شاهد أيضًا: يظهر حلم الرسول صلى الله عليه وسلم في الصف الخامس

كيف يكون الغلو في الدين وما الفرق بينه وبين التعظيم

إن الغلو في الدين سبب الشرك بالله وارتكاب البدع، وهو من الأمور المحرّمة في الإسلام، وقد حرّم النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- الغلوّ في فيه، فإنّ ذلك ممّا يؤذيه، فلا ينبغي للمسلمين التّجاوز في إطرائه ومدحه، وقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: “لا تُطْرُوني كما أَطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ ، فإنما أنا عبدٌ ، فقولوا ، عبدُ اللهِ ورسولُه”.[4] فالإطراء هو الغلو بالمدح بالباطل، ومن صور الغلوّ فيه، التّوجّه بالدّعاء إليه، أو النّذر له أو غير ذلك، لكنّ تعظيم النّبي -صلى الله عليه وسلّم- واجبٌ في الإسلام دون الوصول للغلو، وهو من الحقوق التي أوجبها الله في كتابه لنبيّه الكريم، وحتّى تعظيمه بعد موته واجبٌ كتعظيمه في حياته، ومن باب تعظيمه الصّلاة عليه والإكثار من ذلك، فالصّلاة من باب التّرحّم والله أعلم.

شاهد أيضًا: تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالنذير العريان دليل على

ما أسباب الغلو في الدين

إنّ للغلوّ في الدّين العديد من الأسباب وأهمّ هذه الأسباب هي الجهل، فالجهل والضّلال عن طريق الصّواب، قد يؤدّي بالمسلم إلى الغلوّ في دينه، وهذا الجهل يكون في حقيقة الشّريعة الإسلاميّة الّتي هي شريعةٌ معتدلة وسطيّة في كلّ أحكامها وأكانها والتّكاليف الشّرعيّة الّتي تتضمّنها، فدين الإسلام الحنيف دين يسرٍ لا عسر، وهو دين الرّحمة والرّفق، وليس دين التّعصّب والتطرّف، وقد يصل حال المغالي في دينه إلى أن بتعصّب ويتشدّد في السّنن والأعمال الخيّرة الصّالحة والعبادات الفرعيّة، لكنّه لا يتوانى عن ارتكاب الكبائر من الذّنوب، حتّى ينتهي به المطاف أن يكفّر المسلمين ويستحلّ دمائهم والعياذ بالله من ذلك، فمن واجب المسلم أن يبتعد عن الجهل وأن يسعى ليعرف أحكام دينه أكثر، وأن يتفقّه بالشّريعة الإسلاميّة العظيمة، لئلّا يصير مغالياً في دينه ويكون مصيره الهلاك والعذاب والعياذ بالله.[5]

شاهد أيضًا: بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم

حكم الغلو في الدين

قد تعرّفنا سابقاً أن الغلو في الدين سبب في ارتكاب المعاصي والكبائر، فما حكم العلو في الدين؟ إنّ القرآن الكريم والرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قد حرّما الغلو في الدين، لأنّه خروجٌ عن النّهج والشّريعة، ولأنّه إعراضٌ عن أمر الله تعالى، فالله تعالى أمرنا أن نكون أمّةً وسطاً، وألّا نشدّد على أنفسنا ونعسّر عليها أحكام الدّين الحنيف، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا تشدِّدوا على أنفسِكم فيشدِّد اللَّهُ عليْكم فإنَّ قومًا شدَّدوا على أنفسِهم فشدَّدَ اللَّهُ عليْهم فتلْكَ بقاياهم في الصَّوامعِ والدِّيارِ”.[6]

شاهد أيضًا: علل خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا، الغلو في الدين سبب، حيث تحدّثنا عن مفهوم الغلو وأسبابه وحكمه الشّرعيّ، إلى جانب الحديث عن كيفيّة الغلو في الدين واختلافاته عن التّعظيم.

المراجع

  1. سورة النساء , الآية 171
  2. binbaz.org.sa , مفهوم العلو في الدين , 12/9/2021
  3. مجموع فتاوى ابن باز , ابن باز، عبد الله بن عباس، 2/214،صحيح.
  4. صحيح الجامع , الألباني، عمر بن الخطاب، 7363، صحيح.
  5. alukah.net , التوسط والاعتدال 2 , 12/9/2021
  6. الآداب الشرعية , ابن مفلح، أنس بن مالك، 2/98، إسناده جيد.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *