قصيدة الفرزدق في زين العابدين

قصيدة الفرزدق في زين العابدين هو ما سوف نتعرف عليه في ها المقال، حيثُ أنَّ هذه القصيدة اشتهرت كثيرًا في العالم الإسلامي بسبب قصتها التي حدثت مع أحد خلفاء بني أمية الخليفة هشام بن عبد الملك، وفي موقع المرجع سوف نتعرف على الفرزق وعلى قصيدته في مدح الإمام السجاد، كما عرفنا شعر الفرزدق في المدح لآل البيت رضي الله عنهم أجمعين، وشرح قصيدته في زين العابدين علي بن الحسين بن علي.

من هو الفرزدق

يعدُّ الفرزدق من أشهر الشعراء في تاريخ الشعر العربي، وهو همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، وكانت كنيته أبا فراس، وأطلق عليه لقب الفرزدق بسبب تجهم وجهه وضخامته، وكلمة الفرزدق تعني الرغيف فكان يتم تشبيه وجهه بالرغيف، ولد في عام 641م وتوفي في عام 732م في البصرة التي ولد وعاش ومات فيها، فكان من أعلام الشعر في العصر الأموي، واشتهر بشعر الهجاء مع الشاعر جرير، كما اشتهر بأشعار المدح والفخر والغزل وغير ذلك.[1]

اقرأ أيضًا: من هم أهل البيت الذين خصهم الله في القرآن الكريم

قصيدة الفرزدق في زين العابدين

قصيدة الفرزدق في مدح زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهي من أشهرر قصائد الشاعر الفرزدق، وقد روى عدد كبير من العلماء والمؤرخين المسلمين هذه القصيدة، وفيما يأتي نصُّ القصيدة:

يَا سَـائِلِي‌: أَيْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالكَـرَمُ    عِنْـدِي‌ بَـيَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا
هَذَا الذي‌ تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ    وَالبَـيْـتُ يَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ    هَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ
هَذَا الذي‌ أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ    صَلَّى عَلَیهِ إلَهِي‌ مَا جَرَى القَلَمُ
لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ    لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَى القَدَمُ
هَذَا عليٌ رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ    أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي‌ الاُمَمُ
هَذَا الَّذِي‌ عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَر    وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ
هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ    وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي‌ في‌ سَيْفِهِ نِقَمُ
إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا    إلَی‌ مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي‌ الكَرَمُ
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحته    رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ    العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ
يُنْمَى إلَی‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي‌ قَصُرَتْ    عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ
يُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ    فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ
يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَى عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ    كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ
بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ    مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي‌ عِرْنِينِهِ شَمَمُ
مَا قَالَ: لاَ، قَطُّ إلاَّ فِي‌ تَشَهُّدِهِ    لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ
مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ    طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ
حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا    حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ
إنْ قَالَ قَالَ بمِا يَهْوَى جَمِيعُهُمُ    وَإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زَانَهُ الكَلِمُ
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ    بِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا
اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ    جَرَى بِذَاكَ لَهُ فِي‌ لَوْحِهِ القَلَمُ
مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِيَاءِ لَهُ    وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ
عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ    عَنْهَا العِمَأيَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ
كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا    يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَى بَوَادِرُهُ    يَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ
لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ    رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ    كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجىً وَمُعْتَصَمُ
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَى بِحُبِّهِمُ    وَيُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْ    فِي‌ كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُ
إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَى كَانُوا أئمَّتَهُمْ    أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ: هُمُ
لاَ يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَأيَتِهِمْ    وَلاَ يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإنْ كَرُمُوا
هُمُ الغُيُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ    وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَى وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ
يَأبَى لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ    خِيمٌ كَرِيمٌ وَأيْدٍ بِالنَّدَى هُضُمُ
لاَ يَقْبِضُ العُسْرُ بَسْطاً مِنْ أكُفِّهِمُ    سِيَّانِ ذَلِكَ إنْ أثْرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
أيٌّ القَبَائِلِ لَيْسَتْ فِي‌ رَقَابِهِمُ    لاِوَّلِيَّةِ هَذَا أوْ لَهُ نِعَمُ
مَنْ يَعْرِفِ اللَهَ يَعْرِفْ أوَّلِيَّةَ ذَا    فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الاُمَمُ
بُيُوتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَا    فِي‌ النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا
فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي‌ أُرُومَتِهَا    مُحَمَّدٌ وَعليّ بَعْدَهُ عَلَمُ
بَدرٌ له‌ شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ    والخَنْدَقَانِ وَيَومُ الفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا
وَخَيْبَرٌ وَحُنَيْنٌ يَشْهَدَانِ لَهُ    وَفِي‌ قُرَيْضَةَ يَوْمٌ صَيْلَمٌ قَتَمُ
مَوَاطِنٌ قَدْ عَلَتْ فِي‌ كُلِّ نائِبَةٍ    علی‌ الصَّحَابَةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُوا

شاهد أيضًا: من قطع اوصالك بسيفه مكتوبة

قصة قصيدة الفرزدق في زين العابدين

رويَ في قصة قصيدة الفرزدق هذا الذي تعرف البطحاء وطأته أنَّ الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك حجَّ في أحد الأعوام، وحاول أن يستلم الحجر الأسود ولكنه لم يستطع الوصول إليه بسبب الازدحام الكثير، فتمَّ نصب منبر له وحوله جمع من اهل الشام، وفي ذلك الوقت أقبل الإمام علي بن الحسين زين العابدين وكان من أحسن الناس وجهًا وأطهرهم ثوبًا وأطيبهم ريحًا، وطاف بالبيت وعندما اقترب من الحجر الأسود أفسح الناس له الطريق وتنحوا احترامًا وإجلالًا حتى وصل إليه واستلمه، فغضب هشام بن عبد الملك لذلك واغتاظ، فقال أحد الحضور من أهل الشام: من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة يا أمير المؤمنين؟، فأنكره هشام وقال لا أعرفه حتى لا يعجَب به الناس، فأجاب الفرزدق وهو من شعراء بني أمية، وقال: أنا أعرفه، وأنشدَ قصيدته الشهيرة.

اقرأ أيضًا: قصيدة ماذا يهيجك إن صبرت مكتوبة

قصيدة الفرزدق في زين العابدين PDF

قد يرغب البعض في الحصول على قصيدة الفرزدق في مدح الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه بصيغة PDF، وذلك من أجل استخدامها أو إرسالها على شكل ملف لأحد الأشخاص، ويمكن الحصول على قصيدة الفرزدق كاملة بصيغة PDF “من هنا“.

شاهد أيضًا: قصيدة عمتي أين أبي مكتوبة

شرح قصيدة الفرزدق في مدح زين العابدين

إنَّ قصيدة الفرزدق كلها تدور حول مدح الإمام زين العابدين علي بن الحسين وآل البيت، وفيما يأتي سيتم شرح أبيات القصيدة:

شرح الأبيات من 1 إلى 10

في هذه الأبيات يقوم الفرزدق بتعريف الخليفة هشام بن عبد الملك وجميع الحضور بالشخص الذي سٌئل عنه وتجاهله هشام، فيقول إنَّ هذا الشخص معروف في مكة المكرمة وفي كل مكان، كما أنَّه يؤكد بتكرار كلمة هذا على قرب زين العابدين من الناس، وأنه ابن خير عباد الله، فهو ابن الإمام الحسين بن علي، وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه فاطمة الزهراء رضي الله عنها وعمه جعفر الطيار، ثم يشير إلى أن قريش عندما تراه تقول واثقة إلى أنَّ جميع المكارم تنتهي إليه.

شرح الأبيات من 10 إلى 20

في هذه الأبيات يشير الفرزدق إلى أنَّ تجاهل الخليفة له لا تضرُّ به لأن العرب والعجم تعرف الإمام السجاد، ويشير إلى خصاله وصفاته الحميدة، التي يتميز بها عن بقية الناس لأنَّه من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أهم صفاته الحياء والهيبة التي يغضي الناس عنه بها، كما أنه يتصف بقوة الشخصية والرائحة الطيبة المعطرة، كما يشير إلى ورع وعبادة زين العابدين وأن الحطيم حول الكعبة يعرفه، وأنه من بيت النبي ويجب شكره لأنه يشكر الله تعالى.

شرح الأبيات من 20 إلى 30

يتابع الفرزدق في هذه الأبيات في الإشارة إلى فضل علي بن الحسين بن علي وفضل آبائه وجدِّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يشير إلى علمه الكبير الواسع، كما أنَّ فضله وإحسانه عمَّ كثير من الناس، وأن يداه غيث لا ينقطع وفيض لا ينضب من الكرم والسخاء، وكيف أنه سهل المعشر بسيط متواضع يحب الناس وجميع الناس يحبونه، وكيف أن آل البيت حيهم كبير ويتقرب بهم إلى الله تعالى، وأن ذكرهم بعد ذكر الله في الصلاة.

شرح الأبيات من 30 إلى 41

في نهاية القصيدة يؤكد الشاعر أنَّ هؤلاء القوم لا يمكن لأي أحد أن يلحق بهم في الفضل والطهر والتقوى والجود والكرم، وأن النقص بعيد عنهم، وأنهم أقمار تضيء ظلمة الدنيا، وكيف أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول الأنوار، ويشير إلى الفتوحات والمعارك التي بدأ بها الإسلام وانتشر وساد على أهل الأرض وأضاء الدنيا بالعلم والإيمان.

في نهاية مقال بعنوان قصيدة الفرزدق في زين العابدين تعرفنا على صحة قصيدة الفرزدق في زين العابدين كما أدرجنا نص القصيدة، وعرفنا نبذة عن الشاعر الفرزدق بشكل مختصر، كما تعرفنا على شرح أبيات قصيدة الفرزدق في مدح الرسول وفي مدح الإمام زين العابدين بن الحسن رضي الله عنه.

المراجع

  1. wikiwand.com , Al Farazdaq , 02/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *