من الفنان الذي رسم لوحة الموناليزا

من الفنان الذي رسم لوحة الموناليزا التي تعد من أشهر لوحات العالم، وأكثرها سعرًا وإثارة للجدل على مر العصور، سعى الكثيرون لسرقتها واقتنائها، بينما سعى آخرون للبحث عن سرها وكشفه، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن من الفنان الذي رسم لوحة الموناليزا، وعن نشأته وحياته المهنية وإنجازاته، وعن لوحة الموناليزا وأهميتها وتاريخها، وعن لوحات أخرى للفنان الذي رسم لوحة الموناليزا.

من الفنان الذي رسم لوحة الموناليزا

إن الفنان الذي رسم لوحة الموناليزا هو الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، وقد استغرق رسمها سبع سنوات، لتصنف فيما بعد من أشهر وأغلى وأجمل اللوحات على مستوى العالم، وتصبح اللوحة الأكثر إثارة للجدل في الوسط الفني، بل أن أشهر وأبرز النقاد والخبراء الفنيين في التاريخ سيكتبون دراسات مطولة عنها وعن سر جمالها وشهرتها ومكانتها.[1]

نبذة عن الفنان الذي رسم لوحة الموناليزا

ولد ليوناردو دافنشي في 15 نيسان 1452 في مدينة فينشي في ايطاليا، وكان مثالاً لرجل عصر النهضة، درس قوانين الفن والعلوم مستفيداً من فكره التحليلي وحبه للاكتشاف وهو ما جعله رساماً، ونحاتاً، وعالماً، ومخترعاً ومهندساً حربياً، وقد ألهمت أعماله ورسوماته العديد من الفنانين وجعلته رائداً في عصر النهضة.[1]

نشأته

تربى مع والده في قرية فينشي التي اكتسب منها كنيته، وتلقى القليل من التعليم بعد القراءة والكتابة والرياضيات، إلا أن موهبته الفنية كانت واضحة منذ الصغر، وفي الرابعة عشر من عمره بدأ يتلقى دروساً من الفنان أندريا ديل فيروشيو في فلورنسا، حيث تعلم العمل على المعادن، والنجارة، والفنون الجلدية، والرسم والنحت، وعمله الأول المعروف كان منظراً طبيعياً لوادي أرنو رسمه بالقلم والحبر عام 1473، وفي عمر العشرين أصبح مؤهلاً ليكون عضواً في نقابة فناني القديس لوك في فلورنسا، وأسس ورشته الفنية الخاصة، لكنه بقي يتعاون مع أستاذه لخمس سنوات إضافية، ويقال إن أستاذه ديل فيروشيو أكمل عمله الفني “معمودية المسيح” بمساعدة طالبه دافنشي، الذي رسم جزءاً من الخلفية بالإضافة للملاك الصغير الذي يحمل رداء المسيح، ووفقاً للفنان جورجيو فاساري، فإن ديل فيروشيو كان مذهولاً بموهبة تلميذه لدرجة أنه لم يحمل فرشاة الرسم بعدها خجلاً، إلا أن معظم الباحثين يعتبرون هذا الكلام مبالغاً به من قبل فاساري.

حياته المهنية

في عام 1478 استلم دافنشي عمله الأول بشكل مستقل وهو لوحة لتزيين مذبح الكنيسة داخل قصر فيشيو في فلورنسا، وبعدها بثلاث سنوات كلفه رهبان في فلورنسا برسم لوحة “Adoration of the Magi”، إلا أن دافنشي ترك العملين وغادر المدينة، وفي عام 1482 كلف حاكم فلورنسا دافنشي بصنع قيثارة فضية ليرسلها إلى حاكم ميلانو عربون سلام، وخلال هذا الوقت طلب دافنشي من حاكم ميلان عملاً عنده وأرسل له رسالة ركز فيها على مهاراته كمهندس حربي، وقد استطاع من خلال عقله المبدع أن يرسم مخططات لآلات حربية مثل عربة حربية مع شفرات منجلية على جوانبها، ودبابة مدرعة ومزودة برمح كبير يقودها رجلان وحتى القوس والنشاب الضخم الذي يشغله عدد قليل من الجنود، هذه الأعمال أغرت حاكم ميلانو الذي جلب دافنشي لمدينته ليعمل لمدة استمرت سبعة عشر عاماً.

كما درس دافنشي تشريح جسم الإنسان وقام بتشريح أجسام البشر والحيوانات، وتعتبر رسومه للجنين في الرحم، والقلب، والأوعية الدموية، والعضلات والهيكل العظمي من بين الأولى في التاريخ البشري، كما درس علم طبقات الأرض، وعلم النبات، وعلم الحيوان، والهيدروليك، علم الطيران والفيزياء، ورسم ودون ملاحظاته على أوراق حفظها ضمن حزامه، وقسم كتبه ضمن أربع أقسام: الرسم، والعمارة، والميكانيك وتشريح الجسم، وألف العديد من الكتيبات التي احتوت أفكاره واختراعاته برسوم توضيحية وتفاصيل نظرية ولكنها نادراً ما وضعت تحت التجربة.

وخلال وجوده في ميلان كلف دافنشي بالعديد من المشاريع منها لوحته “Virgin of the Rocks”، وفي عام 1495 كلف لودفيكو حاكم ميلان دافنشي برسم لوحة “The Last Supper العشاء الأخير”، بالإضافة لمساهمة دافنشي في تصميم قبة ميلانو، ثم عاد دافنشي إلى فلورنسا وعمل فترة قصيرة بين عامي 1502 و 1503 كمهندس حربي لدى سيزار بورجيا الابن غير الشرعي للبابا ألكسندر السادس وقائد الجيش الباباوي، ثم غادر فلورنسا لوضع مخططات ومسوحات طبوغرافية للمدينة، وصمم مخططات لتحويل نهر أرنو عن مدينة بيزا المعادية ومنعهم من الوصول إلى البحر، وفي عام 1503 بدأ دافنشي مشروع لوحته الأشهر “الموناليزا” التي تمثل ابتسامة غامضة لامرأة رسمها بتقنية sfumato.

وفاته

عاد دافنشي إلى ميلانو عام 1506 ليعمل لدى الحكام الفرنسيين الذين استولوا على المدينة قبل سبع سنوات، ومن بين المتدربين الذين انضموا إليه فرانشيسكو ميلزي الذي أصبح أكثر المقربين له خلال سنواته الأخيرة، وخلال الصراع السياسي وطرد الفرنسيين من ميلانو عاد دافنشي إلى روما، حيث أعطاه جوليانو دي ميديسي شقيق البابا ليو العاشر منحة شهرية وعدة غرف في الفاتيكان، حيث أمضى وقته في الدراسات الرياضية والاكتشافات العلمية، وبعد حضوره اجتماعاً بين ملك فرنسا فرانسيس الأول والبابا ليو العاشر، عرض عليه الملك الفرنسي منصب الرسام الرئيسي والمهندس المعماري للملك، فغادر دافنشي مع صديقه ميلزي إلى فرنسا ولم يعد، وأحد أعماله الأخيرة كان أسداً ميكانيكياً قادراً على السير وفتح صدره ليخرج منه الزنابق، وتوفي دافنشي في الثاني من أيار عام 1519 عن عمر سبعة وستين عاماً.

الموناليزا

تعد لوحة الموناليزا من أشهر اللوحات العالمية، فمن ينظر إلى الموناليزا يلاحظ ابتسامتها الحزينة مع نظرة عينيها التي يسيطر عليها الغموض، ويقال: إن دا فنشي كان قد استأجر مهرجا؛ كي يجعلها تحافظ على ابتسامتها أثناء فترة رسمه لها، يطلق على لوحة الموناليزا أيضا اسم الجيوكندا، وتعد اللوحة صغيرة الحجم مقارنة بلوحات دا فنشي الأخرى؛ إذ يبلغ طولها 30 إنشًا، أما عرضها فيبلغ 21 إنشًا.[2]

من هي الموناليزا

يقال أن لوحة الموناليزا تعود لامرأة اسمها ليزا غيرارديني، وهي زوجة تاجر حرير غني يدعى فرانشيسكو ديل جيوكوندو، حيث طلب فرانشيسكو رسم لوحة لمنزلهم الجديد كهدية للاحتفال بمولد ابنهم الثاني أندريا، وجاء لقب “موناليزا” الإنجليزي من عبارة “ما دونا” الإيطالية، حيث تم اختصارها إلى مونا وتعني “سيدتي”، وتسمى الموناليزا بالإيطالية ب” لاجيوكوندا”، وبالفرنسية “لا جوكوندي”، والتي تعني السعادة والبهجة، وذلك تيمنا بالاسم الأخير لزوجها، ويجدر بالذكر أن دافينشي لم يعطي لوحة الموناليزا إلى عائلة جوكوندو، بل أخذها إلى فرنسا ليتم توريثها لعائلة سالاي.

أهمية الموناليزا

تعد الموناليزا واحدة من أوائل وأهم وأفضل اللوحات الفنية التي رسمت والتي تضمنت صورة لنصف طول امرأة، لوحة الموناليزا التي حصل عليها الملك فرانسيس الأول ملك فرنسا، أصبحت الآن ملكا لفرنسا، وهي معروضة بشكل دائم في متحف اللوفر في باريس حيث تعتبر الأكثر شهرة وزيارة في العالم، رسمت لوحة الموناليزا باستخدام الألوان الزيتية على خشب الحور، ويذكر أن أكثر ما يميز هذه اللوحة هي الابتسامة الغامضة لصاحبتها، وهويتها غير المعروفة والتي بقيت لعدة عقود موضع للتحقيق والسحر، وتعد لوحة الموناليزا من أكثر اللوحات رمزية في تاريخ الفن، والتي تم ذكرها في العديد من كتب الفن التاريخية، كما أنها عرضت في قصر فرساي أثناء حكم لويس الرابع عشر.

تاريخ الموناليزا

بدأ دافنشي برسم الموناليزا عام 1503م بشكل متقطع على مدار سنوات، وقد استخدم عدة طبقات من الألوان الزيتية في أوقات مختلفة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال التشققات الموجودة في طبقات الطلاء، وبعد وفاة الفنان حصل الملك الفرنسي فرانسيس الأول على اللوحة وأصبحت جزءًا من مجموعته الملكية، حيث بقيت لعدة قرون معزولة في القصر إلى حين حدوث الثورة الفرنسية، حيث أخذها بعض المتمردين باعتبارها ملكًا للشعب وتم تركيبها في متحف اللوفر بداية القرن ال 19، وتم ترحيل الموناليزا إلى مواقع مختلفة في فرنسا عقب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وفور إنتهاء الحرب عام 1945م وإعلان السلام تم ترحيلها في عام 1963م إلى متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة ستة أسابيع، وفي المعرض الوطني للفنون في واشنطن، وجمعت ما يقارب 40 ألف زائر أثناء هذه الزيارة، بالإضافة إلى أنها سافرت إلى طوكيو وموسكو عام 1974م.

وقد تعرضت الموناليزا عل مر العصور إلى لتخريب من قبل العديد من الأشخاص؛ ففي عام 1956م ألقى رجل عليها حمض الأسيد، وفي العام نفسه ألقت امرأة صخرة عليها، وفي عام 1974م عندما كانت اللوحة معروضة في طوكيو رشت امرأة طلاء أحمر عليها، وفي عام 2009 رمت امراة مستاءة من حرمانها من الجنسية الفرنسية فنجانا على اللوحة كانت قد ابتاعته من سوق المتحف نفسه، أما عن دور الطبيعة في إتلاف اللوحة فقد تمثل ذلك في تأثير الرطوبة عليها، إذ أدت إلى حدوث اعوجاج في الإطار الخشبي، وحدوث شق بدأ من أعلى اللوحة ووصل إلى شعر الموناليزا، كل تلك الأمور التي حدثت، دفعت إلى إحاطة اللوحة بزجاج مضاد للرصاص للحفاظ عليها.

سرقة لوحة الموناليزا

في عام 1911م سرق شاب فرنسي يدعى بيروجي لوحة الموناليزا من متحف اللوفر، ولم يلاحظ أحد اختفاء اللوحة، حتى إن الحراس اعتقدوا أن مكان اللوحة تغير لغايات التصوير، ولم يدركوا أنها سرقت إلا في اليوم اللاحق، وكان هذا بمثابة حدث جلل، فقد أغلق المتحف تسعة أيام، وأغلقت الحدود الفرنسية، وفتشت القطارات والسفن جميعها، وبعد عامين ألقي القبض على السارق الحقيقي وهو فينتشنزو بيروجي، وكان نجارا يعمل في متحف اللوفر آنذاك، الأمر الذي سهل عليه عملية السرقة، وقد باع فينتشنزو بيروجي اللوحة لفنان من أصل إيطالي يدعى ألفريدو جيري، وعندما تأكد ألفريدو أنها موناليزا دا فنشي الأصلية، أبلغ السلطات الإيطالية التي ألقت القبض على اللص، ووضعت الموناليزا في متحف بوفير جاليري. علمت الحكومة الفرنسية بالأمر، فقامت بمفاوضات عدة بهدف إعادة اللوحة، وكادت هذه المفاوضات أن تنتهي بانقطاع العلاقة بين البلدين، إلا أنها انتهت باستعادة اللوحة، ومعها السارق لمحاكمته على فعلته، وعند محاكمته استطاع أن يقنع الحكومة أنه إيطالي وطني، وأنه كان ينوي أن يعيد اللوحة إلى إيطاليا حيث انتماؤها الأصلي، وبهذا حكم عليه بالسجن ستة شهور فقط.

اقرأ أيضًا: من هو اول امين للجامعة العربية

لوحات أخرى للفنان الذي رسم لوحة الموناليزا

رسم دافينشي خلال حياته العديد من اللوحات، وفيما يلي أهمها:[3]

  • لوحة عذراء الصخور: (بالإنجليزية: Virgin of the Rocks)، أنجزها دا فينشي بين عامي 1483-1486م، وقد رسمها بالألوان الزيتية على قطعة من الخشب، وتوجد هذه اللوحة اليوم على قطعة من القماش في متحف اللوفر في مدينة باريس، إذ تظهر فيها السيدة مريم العذراء إلى جانب رضيعين، أحدهما المسيح، والآخر يوحنا المعمدان، كما يظهر إلى جانبهم جبريل رئيس الملائكة.
  • لوحة سيدة مع قاقم: (بالإنجليزية: Lady with an Ermine)، عمل عليها دا فينشي في الفترة الواقعة بين عامي 1489-1490م، وذلك بتكليف من دوق ميلانو لودوفيكو سفورزا، وقد رسمها بالألوان الزيتية على لوح خشبي، إذ تظهر فيها محبوبة الدوق سفورزا “سيسيليا غالراني” ذات 16 عاما، وهي تلقي نظرة جانبية، وتتميز هذه اللوحة بأنها نابضة بالحياة، وقد ألهمت العديد من الأفلام، وألعاب الفيديو، وتوجد هذه اللوحة اليوم في متحف تشارتوريسكي في بولندا.
  • لوحة الرجل الفيتروفي: (بالإنجليزية: The Vitruvian Man)، رسمها دا فينشي على ورق باستخدام الحبر في عام 1485م، وتوجد اليوم في معرض الأكاديمية بمدينة البندقية في إيطاليا، ويظهر فيها جسم رجل في موضعين متراكبين، إذ تظهر الساقين في الموضع الأول بشكل مقترب، والذراعين ممدودة بالعرض ضمن حدود مربع، أما في الموضع الثاني فتظهر ساقي الرجل متباعدتان عن بعضها، وذراعيه ممدودة ضمن محيط دائرة، وتبين الرسمة دراسة حسابية رياضية للجسم البشري، وخضوعه للتناسب، والتماثل الذي يمنحه التوزان.
  • لوحة العشاء الأخير: (بالإنجليزية: The Last Supper)، رسمت بتكليف من دوق ميلانو في الفترة الواقعة بين عامي 1495-1498م، إذ تجسد مشهدا تاريخيا للمسيح في قاعة الطعام في كنيسة سانتا ماريا ديلي غراسي، وهو يتناول آخر وجبة مع أتباعه، ويحتفظ باللوحة اليوم في ميلانو في هذه الكنيسة، ويجدر بالذكر أنها قد رسمت باستخدام الألوان الزيتية على جدار جصي، مما تسبب بتقشر الألوان عن الجدار مع الوقت، لذا تم ترميمها للحفاظ عليها.
  • لوحة العذراء والطفل، مع القديسة آن، والقديس يوحنا المعمدان: (بالإنجليزية: The Virgin and Child with St Anne and St John the Baptist)، رسمت بين عامي 1499-1500م، وهي لوحة ضخمة مرسومة بالفحم، والطباشير، وتتكون من 8 ورقات ملصقة ببعضها البعض، وتظهر في اللوحة السيدة مريم العذراء، وهي جالسة إلى جانب والدتها القديسة آن، وتحمل بين يديها المسيح، وإلى جانبها القديس يوحنا المعمدان، وتعرض هذه اللوحة اليوم في المتحف الوطني في لندن.
  • لوحة سالفاتور مندي: (بالإيطالية: Salvatore Mundi)، رسمها دا فينشي عام 1500م على لوح خشبي باستخدام الألوان الزيتية، وتجسد هذه اللوحة المعنى الإنساني للمسيح بشكل كبير، إذ يظهر فيها بدور مخلص العالم، وسيد الكون، وفيها يرفع المسيح إصبعين من يده اليمنى، بينما يحمل في يده اليسرى كرة بلورية كرمز للجنة، توجد لوحة سالفاتور مندي اليوم في متحف اللوفر أبوظبي.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال من الفنان الذي رسم لوحة الموناليزا، الذي تحدثنا فيه عن نشأته وحياته المهنية وإنجازاته، وعن لوحة الموناليزا وأهميتها وتاريخها، وعن اللوحات الأخرى للفنان الذي رسم لوحة الموناليزا.

المراجع

  1. marefa.org , ليوناردو دا ڤنشي , 04/08/2021
  2. wikiwand.com , موناليزا , 04/08/2021
  3. wikiwand.com , Upgrade Wikipedia قائمة أعمال ليوناردو دا فينشي , 04/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *